الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

النجاح الباهر يغلف مسيرة المخيمات الصيفية في محافظة الخليل لهذا العام

نشر بتاريخ: 08/09/2009 ( آخر تحديث: 08/09/2009 الساعة: 12:41 )
الخليل – معا - خالد القواسمي - استمرارا لمسيرة الانتماء والعطاء والوفاء أخذت اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية على عاتقها القيام بمسؤولياتها اتجاه أجيال الغد المشرق من أطفال وطلائعيين وشباب وما أن بدأت خطواتها الاولى بمباركة من الشهيد الرمز ياسر عرفات بوسمه واشهاره للاعلان الوطني امام حشد كبير من رجالات السلطة الوطنية والمؤسسات الداعمة والعاملة محليا ودوليا في مقر اقامته بدأنا نستشعر بالدور الهام والكبير للجنة الوطنية للمخيمات الصيفية التي شكلت منظومة متناسقة في اصول العمل المبني على المهنية بالتخطيط الجيد وبالتنفيذ وبالمتابعة والتقييم الدائم لمجريات الامور في كل عام .

وفي هذا العام حظيت المخيمات الصيفية باهتمام واسع لدى المؤسسات ولدى الشعب العربي الفلسطيني لادراكه التام بان عقد المخيمات يأتي ضمن سياق وطني له اعتباراته على كافة الصعد لما تلعبة من دور فعال في عملية بناء الانسان الى جانب التفريغ النفسي للاطفال والطلائع جراء ما يشاهدونه ويتعرضون له اثر الاحداث التي تمر بها المنطقة بشكل عام والوطن الفلسطيني على وجه الخصوص.

فقد اصبحت المخيمات الصيفية الملاذ الآمن لابنائنا أثناء العطلة الصيفية ناهيك عن كونها تؤثر على شخصية الطفل ونموه في كافة الاتجاهات الجسمانية والذهنية والاجتماعية والنفسية وتكسبهم العديد من المهارات الحياتية المختلفة التي تصب في المصلحة الفضلى لهم بما ينعكس بالايجاب على كافة شرائح المجتمع الفلسطيني.

وعلى صعيد المخيمات التي تم عقدها بكثافة في كافة ارجاء محافظة الخليل برعاية شمولية من اللجنة الوطنية وبمتابعة حثيثة من مؤسسها ومنسقها العام موسى ابو زيد وميسون حجة المدير التنفيذي والمنسق الفرعي لها في محافظة الخليل صالح جاد الله ومديرها المالي وهيب عرار والطاقم المعاون ايناس حمدي وتمارا العظمة حققت اللجنة صيف هذا العام نجاحات كبيره استندت على محصلة من الخبرات السابقة ما يعني بأن المتابعة والتقييم لما يجري في اروقة المخيمات ليس مجرد تعبئة للاوراق انما يجري دراسة كل بنود عملية التقييم في كل افرعها بدءا من اللجنة المشرفة وادارة المخيم والمنشطين والمشاركين والاهالي والمشاركة المجتمعية والطعام والزوايا الرياضية والفنية والثقافية والتعليمية والصحية والادوات والمستلزمات والناحية الاعلامية وصولا الى الشق المالي.

ومن خلال التفاني والالتزام في اداء الواجب استطاعت اللجنة الوطنية في محافظة الخليل بكافة كوادرها ولجانها تحقيق قفزات نوعية متميزه نتيجة تضافر الجهود مع قطاع العاملين في المؤسسات القائمة على عقد المخيمات من منظور وطني بعيد عن الفئوية ونتيجة توحيد الرؤية الشاملة تحت مظلة اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية في فلسطين.

وعلى صعيد الاجتماعات التحضيرية للموسم الصيفي دأبت اللجنة الوطنية الفرعية في محافظة الخليل على عقد اجتماعاتها بشكل متواصل للوقوف عن كثب على التطورات المتلاحقة وعملت كخلية نحل كل حسب موقعه واختصاصة مما مهد واوجد ارضية خصبة للنجاح الكبير الذي سطع نوره ونثر خيوطه الذهبية ونثر عبق رائحة الزكية في ارجاء المحافظة ويعود ذلك للدورات المكثفة لمشطي المخيمات بقيادة كادر تدريبي مؤهل انخرط تحت لوائه اكبر تجمع في محافطات الوطن وبما يتجاوز خمسمائة منشط جلهم من طلبة الجامعات الفلسطينية وممن يعملون للمرة الاولى في المخيمات ويدلل ذلك على ان عملية التجديد والاستقطاب للمنشطين الجدد كان لها دورا هاما في اثراء المخيمات بالطاقات الشبابية التي اخذت الفرصة لتعرض مكنوناتها الدفينة وحققت بما لا يدع مجالا للشك بان الشباب الفلسطيني قادر على تحمل المسؤولية وافراغ طاقته بايجابية واريحية تتلقفها أدمغة اطفالنا وطلائعنا لتتحقق الاهداف المتوخاة من عقد المخيمات .

وفوق كل ذلك فالمادة التدريبية المنتقاه بعناية والمواضيع التي تم طرحها الى جانب مقدرة المدربين على ايصال المعلومات لمدراء المخيمات والمنشطين بشكل واضح يأتي في المرتبة الاولى للنجاح.

الداعمين والمؤسسات الشريكة
ومما لاشك فيه فالدعم المالي من المؤسسات الداعمة المحلية والدولية كان المعبر الاول لتنفيذ السياسات الوطنية وعقد المخيمات ومن هنا نستطيع القول بان من يملك المقومات المالية يملك النجاح فلولا الدعم الكبير من جانب السلطة الوطنية ومجلس وزرائها ومؤسسة سلام ياصغار في الشارقة والاسرة الفلسطينية المحلية من شركات ورجال اعمال لما استطاعت اللجنة رغم امتلاكها العقول والمفكرين والناشطين وعلى راسهم محركها ومسير عجلتها موسى ابو زيد لما استطاعت اللجنة الوطنية من رسم البسمة على شفاه الاطفال والطلائع فكل الشكر والتقدير لمن جعل طفلا باكيا يضحك وكل الثناء والتقدير لحارسي المشروع الوطني .

الاعلام الفسطيني
وان كنا منصفين فالاعلام الفلسطيني بكافة اشكاله والوانه وقف داعما قويا لمسيرة المخيمات الصيفية وقد خصصت المواقع الاعلامية بكل اطيافها مساحات واسعة للتغطية الاعلامية وتلقفت اخبار المخيمات الصيفية وعملت على ابرازها بشكل لافت غير مسبوق مما يعزز لدى المتتبع للاخبار بان الاعلام الفلسطيني له مكانته وله رؤية ويضع كافة امكانياته تحت امرة العمل الوطني الجماعي البعيد عن المصالح الشخصية والفئوية ويؤدي رسالته على اكمل وجه فطوبى للعاملين وجميع القائمين على مقدرات الاعلام الفلسطيني من محررين وكتاب ومراسلين ومصورين وهنيئا لشعبنا بما يمتلك من قدرات ورجالات صادقة في عطائها وانتمائها.

التوزيع الجغرافي
وبالنظر الى التوزيع الجغرافي للمخيمات في محافظة الخليل فقد اعتمدت اللجنة الفرعية على وضع آلية مشتركة بين جميع المؤسسات وقد أتت اكلها واثمرت عن انصاف كافة المواقع والمناطق الجغرافية ما شكل نموذجا رائعا اشغل المدينة والقرية والمخيم والمناطق النائية فلم تخلو منطقة الا وقد تم انصافها وياتي ذلك بالجهد والدراسة بعناية من جانب المؤسسات المنضوية تحت لواء اللجنة الوطنية ممثلين بالهلال الاحمر الفلسطيني ومؤسسة الاشبال والزهرات والرؤيا العالمية ومديريات التربية والتعليم والشؤون الاجتماعية والصحية والطبية بالاضافة للجنة الوطنية فقد شكلوا منظومة متكاملة عملت اشرفت على توزيع المخيمات لتشمل كافة ارجاء المحافظة وهذا ما شكل نقطة مضيئة شكلت اساسا متينا للعمل المشتركالقائم على المصلحة العامة.

دور أساسي لوزارة الشباب والرياضة
مما لاشك فيه فقد لعبت وزارة الشباب والرياضة دورا محوريا واساسيا وكان لها نصيب وافر من النجاحات التي تحققت ويعتبر كوادرها العاملين في اللجنة الوطنية ركيزة مركزية لما يمتلكون من خبره ودراية أهلتهم لقيادة دفة الامور في جميع مراحلها .

المحافظة والاجهزة الامنية والمجالس البلدية والتنظيمات
من جانب آخر لوحظ اهتمام كبير من جانب الدكتور حسين الاعرج محافظ محافظة الخليل والاجهزة الامنية ورؤساء البلديات والمجالس البلدية والمحلية ومسؤولي التنظيمات المنضوية تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية وفي طليعتها حركة فتح واقاليمها في الشمال والوسط والجنوب فقد تواجدوا بشكل لافت وقاموا بماتبعة سير المخيمات وتفقدوا احوالها وشاركوا في العديد من الفعاليات والاحتفالات والمهرجانات التي اقيمت وشكلت عرسا وطنيا حقيقيا ادخل البهجة والسرور واعطى رونقا خاصا للمخيمات ومنتسبيها وهذا يعطي انطباعا باهمية المخيمات لدى القيادات الفلسطينية في شتى مواقعها وتصنيفاتها.

دور مؤسسة نماء في اثراء المخيمات
من الجانب الصحي والتوعوي كان لدور مؤسسة نماء دورا هاما في اثراء المخيمات الصيفية فقد انتشرت كوادرها في معظم المخيمات وطرحت مواضيعها التثقيفية التوعوية بشكل سلس ونموذجي من خلال ورشات عمل ومحاضرات حول مخاطر المخدرات والتدخين والايدز والصحة العامة وانفلونزا الخنازير وغير ذلك من الآفات وعرضت كيفية الوقاية من الامراض السارية والآفات الفتاكة وكيفية التعامل مع الامراض ويأتي ذلك ضمن مقررات وضعتها اللجنة الوطنية لتكون ركيزه من الركائز والزوايا الدائمة في المخيمات مما يؤكد بان المخيمات لم ترك اي مجال الا وقد وضعت له مكانا مخصصا لحماية اطفالنا وطلائعنا.

القدس في البال
لعل اكثر ما يلفت النظر في مخيمات هذا العام التوجه نحو القدس فجميع المخيمات كانت وجهتها للقدس لمكانتها الاسلامية والعربية والتاريخية ولما تشكله من قلب نابض للشعب الفلسطيني على وجه الخصوص ولما تتعرض له من هجمة استيطانية شرسة تعمل على افراغها وتهويدها وبايعاز مباشر من موسى ابوزيد المنسق العام للجنة الوطنية وبقرار وطني وتحت شعار القدس عاصمة للثقافة العربية تم تسمية المخيمات الصيفية والمجموعات في اروقتها تحت اسم القدس وبكل ما تحويه من مسميات لازقتها وشوارعها وحاراتها وشهدائها وماكنها التاريخية فقد اطلقت على العديد من المخيمات اسماء زهرة المدائن ويلياء ويبوس وباب الساهره وباب الخليل والاسراء والاقصى والقيامه وباب المغاربة وباب العامود والشهيد فيصل الحسيني وشموع القدس وعيون القدس وكلنا القدس ونحو القدس نرنو وغير ذلك من التسميات التي جاءت لتؤكد بان القدس عربية وعاصمة للدولة الفلسطينية .

مخيمات عامة وأخرى تخصصية
في خضم العمل الممنهج عمدت اللجنة الوطنية على اقامة مخيمات عامة تشمل وزاياها على مجالات رياضية وفنية وثقافية وتعليمية وصحية وترفيهية وقد كان لها اهدافا جمة تم تحقيقها واستقطبت المئات من الاطفال والطلائع وعشرات المنشطين والمرشدين والقادة ناهيك عن الالتفاف الجمعي للاهالي والمسؤولين وكوادر الاندية والمراكز والمؤسسات .

اما على صعيد النوع الآخر من المخيمات ذات الطابع التخصصي فقد اختلف الامر عن سابق عهده فقد اثبتت المخيمات التخصصية نجاعتها فالمخيم الموسيقي التخصصي كان له دور بارز في اخراج الابداعات من بواطنها خاصة بان محافظة الخليل تفتقر لمؤسسات تعنى بالموسيقى فقد كان للمخيم الموسيقي التخصصي رونقا خاصا مع اللحن الجميل والمعزوفات الشجية المصاحبة للاداء والكلمات المعبرة الشجية وهي تخرج من حناجر الطلائع الماسية وهي تشدو وتغني للوطن مشكلة سيمفونية رائعة تلهب المشاعر فقد اثمر المخيم الموسيقي في نادي بيت لطفل الفلسطيني عن اكتشاف العديد من اصحاب الموهبة والابداع الفني.

المخيم الشرطي
وفي التجربة الاولى التي اتحفتنا بها اللجنة الوطنية فقد حقق المخيم الشرطي الذي اقيم بالتعاون مع نادي حلحول الرياضي وجهاز الشرطة الفلسطينية نجاحا غير متوقع من حيث الانتظام والانضباط والشكل والمضمون لما يحتويه من مواد دراسية في القانون والنظام الشرطي قام بتدريبه ثلة من افضل الكوادر الشرطية في محافظة الخليل ويأتي ذلك ضمن التعاون ما بين المؤسسات الحكومية والاهلية والذي اثبت نجاحة .

مخيم الرسم
وعلى صعيد الفنون كان لمخيم الرسم التخصصي رونقه الخاص فكم كان جميلا وانت تشاهد الطلائه يبدعون في رسم لوحات حول القدس والاماكن المقدسة والمناظر الخلابه ناهيك عن رسومات ابداعية تمخضت عنها مخيلة الطفل الفلسطيني وهذا يبشر بمستقبل باهر لهواة الرسم اذ ما تم رعايتهم وصقل مواهبهم فقد أتت الخطوة الاولى من جانب اللجنة الوطنية تاركة للمؤسسات تكملة المشوار .

مخيم الفروسية
وللمرة الاولى اقامت اللجنة الوطنية في محافظة الخليل مخيم الفرسان الاول بالتعاون مع نادي خليل الرحمن للفروسية وبمشاركة ثلاثون فارسا وفارسة من الطلائع اتيحت لهم الفرصة لممارسة هوايتهم بدروس نظرية واخرى عملية تجلت فيها المهاره الفائقة في ركوب الخيل والتعامل معه وفق اسلوب علمي شامل بدءا من عملية العناية والنظافة للخيول وصولا لركوبه والانطلاق به فقد كانت تجربه ناجحه استطاع فرسان نادي خليل الرحمن ومدربيهم من اعداد مجموعة طلائعية سيكون لها شأن كبير ولا ينقصها سوى العناية والمواظبة والدعم .

المخيم الرياضي
كما يبدوا فان الجانب الرياضي يخطف عقول الصغار والكبار فالمخيم الرياضي التخصصي الذي اقيم على استاد الحسين بن علي باشراف المدرب اسعد الجولاني ورشاد مسك استقطب اكثر من سبعون طلائعيا وترك آخرون يحدوهم الامل بالمشاركة الا ان الامكانيات حال دون انخراطهم وعلى مدار اسبوعان من المحاضرات النظرية والجانب العملي خلص المخيم الرياضي الى اعداد عدد وافر من الطلائع يمتلكون الاسس الرياضية المهارية بالاضافة الى اكتسابهم قوانين رياضية تمكنهم من الحكم على الاخطاء التي تحدث في المباريات وهذا يعد نوعا من التثقيف الرياضي الذي من شأنه التقليل من الاحتجاج على قرارات الحكام اثناء المباريات ويحد من حالة الشغب وبدورنا نطالب بزيادة عدد المخيمات الرياضية والتخصصية في المجالات الاخرى لما لها من واقع مثمر .

مشاركة الاهالي
من الملاحظ ايضا المشاركة الفاعلة من الاهالي فخلال الزيارات الميدانية تم مشاهدة العديد من الحفلات التشاركية بين الاهالي واطفالهم رسمت بصوره معبره بقيام الاهالي بجلب الاطعمة التراثية واقامة حفل مع ابنائهم في خطوة لتعريف الاطفال بالمأكولات الشعبية التراثية وفي كثير من المخيمات شارك المسؤولين الاطفال والاهالي في الاحتفالات ذات الطابع التراثي .

خلق فرص عمل
رغم ان المبلغ المالي قليل نسبيا للمنشطين والعاملين في المخيمات الصيفية الا ان اللجنة الوطنية استطاعت توفير المئات من فرص العمل لاحبائنا طلبة الجامعات مما يساهم ذلك في اشغالهم وفي تطوير قدراتهم ويعود عليهم بالنفع المالي وان كان شحيحا لكن الانتماء وروح العطاء والتطوع التي يمتلكها الشباب الفلسطيني تطغى على كل شيء فطوبى لكم شباب الوطن.

الخلاصة
وخلاصة ما سبق نستطيع القول بان اللجنة الوطنية قد حققت نجاحات بامتياز هذا العام ولعبت المخيمات دورا بارزا في مشاركة الجميع ووحدت الرؤيا ووضعتها في بوتقة ذات طابع وطني مبني على اسس من روح العمل الجماعي يعود بالنفع والخير على اجيال الغد المشرق .

وبالنظر لما تم تحقيقه على صعيد الطفل الفلسطيني فقد لعبت المخيمات الصيفية دورا هاما في صقل وتنمية الاطفال واوسعت من مداركهم ومشاركتهم في العمل الاجتماعي وغرست فيهم القيم الاخلاقية والانتماء والمواطنه الصالحة وحصنتهم من الآفات والمخاطر المتربصة بهم واستثمار وقت الفراغ بما هو مجدي ومفيد .

ختاما
نقول كل الشكر والتقدير لكل من ساهم في اقامة المخيمات وعلى راسهم الداعمين واللجنة الوطنية والمؤسسات الراعية والمنشطين والكوادر العاملة راجين ان يستمر الدعم والمساندة من كافة الجهات لرسم البسمة على الشفاه .