الأربعاء: 25/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا... * بقلم : صادق الخضور

نشر بتاريخ: 08/09/2009 ( آخر تحديث: 09/09/2009 الساعة: 11:05 )
الخليل - معا - صادق الخضور -ومع اكتمال الأسبوع الثاني من دورينا ، يتأكد للجميع أن التكهن بهوية المرشحين لاعتلاء الصدارة والظفر باللقب ضرب من المستحيل ، فنتائج الأسبوعين تقلبت وتباينت وكشفت عن أن المستويات متقاربة، وبعض خاسري الجولة الأولى فازوا بالقاضية في الثانية .

الأمعري والظاهرية ..وطيب البداية
استهلال موفق للأمعري وكذا للظاهرية ، الأمعري سجل أفضليته بفوز مستحق على الثقافي وعادي على بيت أمر ، ويسجل للفريق الحفاظ على عذرية شباكه حتى الآن ، والفريق على المحك في الأسبوعين المقبلين لا سيما وقد ظفر بأفضلية اللعب مبارتين بيتيين في الاستهلال .

الظاهرية هو الآخر ورغم أنه استهل الدوري بلقاء خارجي ومع البطل واد النيص إلا أنه كان الأقرب للفوز ، ثم تفوق وباقتدار على العبيدية ، والفريق ضم لاعبين جديدين لم يكشف عنهما حتى اللحظة ، وحراسة مرماه تميزت وباقتدار .

المصادفة أن يكون الفريقان وجها لوجه في ثالث أسابيع الدوري ، والفائز سيتصدر الدوري في أسبوعه الثالث .من هنا ، ستكون المباراة قمة الأسبوع ، وفي حال كانت على ملعب الحسين ، فستكون إلى جانب مباراة العميد والبيرة تحطيما للرقم المعهود من حيث الحضور الجماهيري ، فالعميد والغزلان يواصلان الاعتداد بالدعم الجماهيري ، لكنهما مطالبان بترجمته إلى حقائق من حيث النتائج .

التحكيم ... ونجاح نأمل أن يستمر
هذا هو طموحنا، فباستثناء موقعة الافتتاح وما شابها من هفوات وزلات تحكيمية ، جاءت اللقاءات الأخرى جيدة تحكيميا ، وهذا لا يعني عدم وجود أخطاء ، لكنها بسيطة ولم تتسبب في تغيير النتائج أو تؤثر فيها ، والاعتراض على التحكيم دوما شماعة يحاول بها الفريق الخاسر تبرير هزيمته .

المطلوب لقاءات شهرية للحكام لتقييم الأداء ومراجعة المواقف الخلافية أو المثيرة للتساؤل ، ونتأمل أن يتبنى الاتحاد جوائز شهرية لحكم الشهر وأفضل حكم مساعد ، فالحوافز مطلوبة ، كما أن الإعلام ما زال يتجاهل عقد لقاءات مع حكام قدامى مع أن اللقاءات قد تشكل مادة ثرية لكن يبدو أن المتخصصين في اللقاءات عبر الهاتف لا يحوزون على أرقام لحكام ، وبالتالي ظلت لقاءاتهم مع لاعبين ومدربين .

ما لمسته أن الفرق الخاسرة لجأت إلى محاكمة ذواتها ونقد أنفسها ، وهذا توجه جيد فلطالما أضاعت منهجية تحميل وزر الخسارة للتحكيم الحقيقة ، وغيّبت تصويب الأخطاء ، وجميل أن يكون لدينا نقد ذاتي موجّه .

قوس قزح ..والكرات
بكل ألوان الطيف ،فهي فرصة لتعريف أطفالنا بألوان قوس قزح ، هذا هو حال كرات الدوري ، ألوان شتى، وأشكال كثيرة ، وكانت هناك مطالبات بالاهتمام بموضوع الكرات خاصة ودورينا مبثوث ، لكن لا حياة لمن تنادي ، والمسؤولية ضاعت بين حانا ومانا ، فالأندية تعتبر الأمر خارج نطاق مسؤولياتها ، والأندية التي تسارع لجلب لاعبي التعزيز بالجملة والكتيبة مطالبة بتوفير حل لمشكلة الكرات الغريبة .

العميد والسمران ...بالعودة مطالبان
جميع أندية الممتازة أ التي كانت أصلا فيها حققت الفوز عدا العميد والسمران ، مع أن الأول سجل حضوره اللافت في الدرع والكأس ، والثاني كان ممن يشار لهم بالبنان في الدوري الماضي ، وغريب أمر إطلالتهما المرتبكة ، والأسبوع القادم صعب على كليهما ، وللمفارقة أيضا فهما من الفرق القليلة التي ستحظى بفرصة الملعب البيتي الصرف ، ومن هنا ، كان عليهما العودة سريعا وإلا فاتهما قطار الشعور بالأمان .

العميد بجماهيره الوفية الكبيرة والمركز بجماهيره المخلصة مطالبان بالعودة ، لكن الصعوبة تتأتى من كون المركز سيخوض دربي طال انتظاره ، والشباب سيلاقي البيرة الذي سقط سقوطا مدويا في موقعة الهلال ، مما يعني أنه سيكون للمواجهات طعم آخر من وجهة نظر الفريقين ، فاستحضار التاريخ البرّاق أمام الواقع المر هي عناوين المواجهات .

عناوين الأسبوع القادم
هو أسبوع سيشهد لقاءي ديربي ، فالخضر والعبيدية ، والمركز والثقافي مواجهتان حافلتان بالإثارة ، ولعل عناوين لقاءات الجولة الثالثة ستكون :
الأمعري والغزلان.. الفائز سيتصدر وسيكسب الرهان
البيرة والعميد ...كلاهما يحاول العودة من جديد
الثقافي والسمران ... والله زمان على لقاء الأخوان
النسور والأسود ...الأول للتحليق والثاني للعودة للطريق
الخضر والعبيدية...ومحاولة كسب الأسبقية
الهلال والواد ...قمة قبل الميعاد

الممتازة ب
على نسق الممتازة أ ، الحكم ما زال مبكرا لكن الظهور اللافت حتى الآن كان لفريقي بلاطة ويطا ، ولا ننسى أبو ديس ، مع أن المستوى الفني لمباريات الممتازة ب ما زال غير مطمئن وكأن المستوى رهينة للتصنيف ، على كل حال الإطلالة المتعثرة حكمت قلقيلية الأهلي وإسلامي بيت لحم ، الأول بثلاثية غير متوقعة والثاني بهزيمتين متتاليتين ، مما جعلهما عرضة للتساؤلات .

الغريب أن تلعب فرق مباراتين في الوقت الذي لم تبدأ فيه فرق معينة الدوري بعد ، وقد كان من الحري جدولة المباريات بتأخير المنازلات التي ستكون على ملاعب غير جاهزة ، ولست مع المطالبين بتأخير دوري الممتازة باء ، فعقد الفرق الكبير لدينا وفي كل الدرجات يقتضي هذا الدوري المتوازي ، وبالمناسبة ماذا سيترتب على الدوري في كل الدرجات ؟ نريد وضوحا في المسميات حتى لا يظل الواقع ذاته وإن تباينت مسمياته !!

كل الشكر للاتحاد
حالة من الاهتمام الجماهيري والشعبي والإعلامي بالدوري ما كان لها أن تكون لولا الجهد الطيب للاتحاد الذي وعد رئيسه فأوفى ، ونجح في تنظيم المسابقات ، وها هو يضع إطارا للحد من الفلتان الجماهيري الذي لم يطف على السطح في الدوري الحالي ونتمنى أن يظل كذلك ، ويهتم بالملاعب والبنى التحتية ، فالاتحاد يبادر كثيرا ، ويوجد حالة من الغيرة الإيجابية لدى المناطق كلها ليكون لديها ملاعب .

كل الشكر للاتحاد ، ونأمل للواء الرجوب وصحبه النجاح الدائم مع ضرورة الاهتمام بتفعيل رياضة غزة ، والاستمرار في إتاحة المجال أمام المنتخب ليخوض مباريات قوية كما حصل مع العراق والصين ، فالمباريات القوية هي التي تخلق فريقا قويا ، قد تتأتى الهزيمة لكن الرهان يظل على العزيمة ، وأجتهد لأطلق منتخبنا للعام 2009 وصف :
" خارق الحصار وعابر الأسوار "

مشهد غريب
لاعب منتخب يطرد من مباراة فريقه ، لكنه وبدلا من تقديم صورة مثالية لاحترام القرار يعود في نهايته رافعا يديه وكأنه يريد ضرب الحكم وزملاؤه يمسكون به ولو كنت مكانهم لتركته لأرى كيف سيتصرف ، حدث هذا في مباراة ديربي وفريقه متقدم والطرد أصلا تم في نهاية المباراة ، وهنا نتساءل :

هل ستظل عقوباتنا فقط محصورة على استبعاد مباراة واحدة فقط ؟ ألم نسمع بلاعبين يتم إيقافهم 4-5 مباريات ؟؟!! فبعض الأخطاء لا يمكن المرور عنها مر الكرام ، ويجب أن تكون هناك معالجة جدية لهذا الجانب .

ما حدث غريب بكل المقاييس ، ولا عذر لمن قدّم هذا النموذج السلبي ، وهناك ملاحظة أخرى وهي تغييب منطق الاعتذار من قبل المرتكبين للأخطاء ، فلم نسمع فريقا خاسرا يعتذر لاعبوه أو مدربه ، ولم نسمع لاعبا مطرودا يقر بأنه أخطأ ، ويبدو أن المطرود مظلوم دوما ، هذا على الأقل ما يحاول لاعبونا إظهاره.

نقطة أخرى جديرة بالاهتمام وهي أنه إذا كان اللاعبون مطالبين بالانضباط في المباريات فهم مطالبون بالانضباط التام في مباريات الديربي ، ولا تهاون في هذا المطلب ، فحساسية المباريات وخصوصية الحسابات وطبيعة التراكمات تفرض الشعور بالمسؤولية.