والدة شهيد محتجز في مقابر الارقام: أعيدوا لي إصبعه كي احتضنه وأقبله
نشر بتاريخ: 08/09/2009 ( آخر تحديث: 08/09/2009 الساعة: 17:04 )
غزة- خاص معا- "أعيدوا لي إصبعه كي احتضنه لقلبي وأقبله" كانت أول كلماتها حين تلقت نبأ استشهاده، ولا زالت ترددها معلنة أنها "لن تسامح أحدا استفاد من جسد ابنها البكر أو سرق أعضاءه حتى لو كان ظفرا من أظافره".
خمس سنوات وقبره مفتوح بانتظار جثمانه، حددت ام محمود سالم، قبر ابنها الأكبر محمود، كان في السابعة عشر من عمره حين استشهد، في الرابع عشر من آذار- مارس 2004 قرر ان ينفذ عملية وهو محسوب على حركة حماس بالمشاركة مع صديقه نبيل مسعود من حركة فتح، خططا معا وتسللا ليلا إلى ميناء اسدود الاسرائيلي شمال قطاع غزة، وهناك اشتبكا واستشهدا معا، قالوا لها انه احتجز لدى الاحتلال وحينها بدأ البكاء ولم ينقطع حتى اليوم.
تقول عن جارتها ام فادي العامودي من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع انها ماتت قبل عام وشهر وهي تشتاق لضم جثة ابنها الشهيد فادي الذي نفذ احدى العمليات واستشهد واحتجز الاحتلال جثمانه فماتت امه وهي تتمنى ان تدفنه حسب الشريعة الاسلامية وكما يدفن العالم موتاهم.
وتستطرد: "بعد احتجاز جثمانه بأيام قصف الاحتلال منزلنا فاستشهد احد أعمامه واصيب آخران فقد احدهما عينه، ومنذ ذاك اليوم حجزت قبرا لجثمان ابني الشهيد بجانب قبر عمه ولا زلت انتظر".
مقابر الأرقام الاسرائيلية هي بالتحديد مكان لا يعرفه أحد، سري، يحتجز فيه الاحتلال جثامين الشهداء الفلسطينيين الذين نفذوا عمليات فدائية وعددهم من قطاع غزة يفوق 44 كما يقول نشأت الوحيدي مسؤول الحركة الشعبية لنصرة الأسرى فيما يفوق عدد المحتجزين من الضفة وغزة منذ العام 1948 م 380 شهيدا ويعتبرهم "شهداء أسرى".
ويقول موفق حميد مسؤول منظمة الأسرى والمحررين حسام: "إن احتجاز جثامين الشهداء عدا عن كونه عقابا لأسرهم فهو دليل قاطع على قيام الاحتلال بسرقة أعضائهم وان هذه الجثامين ناقصة لذلك لم يفرج عنها".
والدة الشهيد عمار الجدبة من رفح الذي نفذ عمليته قبل خمسة أعوام في محيط مستوطنة كيسوفيم سابقاً تقول انها تعيش في عذاب منذ استشهد ابنها ومشتاقة لضم جثته وقراءة الفاتحة على قبره.
وهو الشيء ذاته الذي تردده ام الشهيد إبراهيم حماد من رفح التي تتمنى ان تدفن ابنها حسب الشريعة الاسلامية وان تقوم بزيارة قبره والترحم عليه.
العشرات من ذوي الشهداء قدموا اليوم الثلاثاء إلى مدينة غزة للاعتصام والتظاهر تلبية لدعوة وجهتها الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء بالتنسيق مع الحركة الشعبية لنصرة الأسرى، في نحاولة لايصال صوتهم للعالم الحر الذي يرعى الديمقراطية.
ممثل الحملة الوطنية والد الشهيد حسني الهسي قال "ان العالم ومؤسساته الحقوقية والدولية مطلوب منه التحرك لدعم هذا المطلب الإنساني وإعادة جثامين الشهداء والكشف عن مصير المفقودين لدى الاحتلال الاسرائيلي".