الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

رسالة دكتوراة " دور التليفزيون الفلسطيني في الحفاظ على التراث"

نشر بتاريخ: 08/09/2009 ( آخر تحديث: 08/09/2009 الساعة: 20:24 )
القاهرة – معا منحت اليوم لجنة علمية إعلامية الباحث نعيم فيصل عبد السلام المصري المحاضر الأكاديمي بقسم فنون التليفزيون بكلية فلسطين التقنية بدير البلح درجة الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى مع توصية بتبادل الرسالة مع الجامعات العربية والأجنبية في مجال الإعلام من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة برسالة تحت عنوان " دور التليفزيون الفلسطيني في الحفاظ على التراث " وذلك بعد مناقشة علنية بقاعة ساطع الحصري بمبني المعهد بالقاهرة وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الاستاذة الدكتورة منى الحديدي إستاذ الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس قسم الدراسات الإعلامية بالمعهد وعميد الأكاديمية الدولية لعلوم الإعلام بمدينة الإنتاج الإعلامي سابقاً رئيساً ومشرفاً والاستاذة الدكتورة سوزان القليني عميد المعهد الكندي الدولي ورئيس قسم الاتصال والإعلام بكلية الآداب-جامعة عين شمس عضواً والاستاذة الدكتورة نشوى الشلقاني رئيس قناة النيل الدولية سابقاً عضواً .
مقترحات للتليفزيون
وأقترح الباحث من خلال الدراسة مجموعة من المقترحات موجهة لتليفزيون فلسطين ومنها إعداد خطة إعلامية إستراتيجية يقوم على إعدادها وتنفيذها متخصصين في مجالي الإعلام التليفزيوني والتراث تهدف إلى زيادة الفترة الزمنية للمواد والبرامج والفقرات التراثية التي تبث عبر الدورات البرامجية المختلفة ، وتحدد الموضوعات والقضايا التي تطرح والشخصيات المعدة والمستضافة فيها واستخدام الأشكال والقوالب الأكثر تأثيراً في المشاهدين التي تعرض وتقدم من خلالها المواد والبرامج التراثية كالأشكال الدرامية والكارتون للأطفال بما يساهم في إثراء الواقع الثقافي ، بالإضافة إلى إعداد وتدريب وتأهيل الكوادر البشرية العاملة في التلفزيون بشكل عام والعاملين في مجال إعداد وتقديم وإخراج المواد التراثية بشكل خاص ، من حيث التثقيف والإلمام بالجوانب المعرفية بمجالات التراث المختلفة والأساليب الفنية التقنية اللازمة .
وطالبت الدراسة بضرورة توفير كافة الإمكانيات المالية والفنية اللازمة للإنتاج التراثي من خلال المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية ، بإنشاء استوديوهات للإنتاج بالكم والكيف المناسبين ، بالإضافة إلى العمل على تذليل العقبات والعراقيل الإسرائيلية التي تحول دون التنقل بين محافظات الوطن والتغلب عليها باستخدام التكنولوجيا الإعلامية الحديثة في التوثيق والبث المباشر لفضح ممارسات الاحتلال فيما يتعلق بالانتهاكات التي تتعرض لها الاماكن المقدسة والتاريخية .
وحثت الدراسة على تطوير وتشجيع الإنتاج التراثي الوطني من خلال دعم مؤلفي وكتاب النصوص الجيدة التي تصلح للمعالجة وإمكانية الاعتماد على شركات الإنتاج الخاص والمحطات التليفزيونية الأخرى في خلق التعاون والتبادل الثقافي ، بالاضافة إلى الاتصال والتنسيق مع مؤسسات الانتاج الإعلامي الفلسطينية في الخارج خاصة في مخيمات اللاجئين في الدول العربية التي تعتبر مخزون للتراث الفلسطيني .
وأكدت الدراسة على ضرورة الاهتمام بالمستوى الفني للإنتاج التراثي للرقي به إلى الأفضل بما يواكب العصر والتطورات الحديثة وعدم التقليل من شأنه باعتباره من التاريخ القديم ، بل تكيفيه وإعادة تقديمه وإخراجه بشكل يتناسب مع روح العصر .
ودعت الدراسة إلى استثمار كافة الإمكانيات في إنتاج البرامج التراثية التي تشبع احتياجات المشاهدين والعمل على تلبية احتياجاتهم المعرفية وتقديمها بالأساليب والأشكال التي يفضلونها لتحدث التأثير المرغوب ، بالإضافة إلى العمل على توثيق حركة الإنتاج التراثي الفلسطيني من خلال الأرشيف الإليكتروني ومكتبة أشرطة الفيديو لتشمل جميع المواد التراثية التي تنتج محلياً وخارجياً وتوزيعها على وسائل الإعلام المختلفة لبثها ونشرها باستمرار .
وطالبت الدراسة بالاهتمام ببحوث المشاهدين التي تهتم برصد متابعتهم وموقفهم من الأعمال التراثية التي يقدمها التلفزيون لتطوير وتحسين الانتاج والتقديم ، مشددة على ضرورة التركيز على فئة الشباب والأطفال عند إعداد المواد والبرامج المتخصصة بالتراث الفلسطيني بما تمثله هاتان الفئتان من أهمية كبرى في حمل الموروث الثقافي والفكري للأجيال القادمة .
ونوهت الدارسة إلى إمكانية الاستفادة من مجالات التراث الفلسطيني عند إعداد المادة الإعلامية في تعديل وتغيير الاتجاهات والسلوكيات السلبية التي ظهرت في المجتمع الفلسطيني فيما يتعلق بالانقسام والشقاق والدعوة إلى الوحدة الفلسطينية من خلال استلهام التراث وتأكيد التكاتف والتعاون والتضامن كما كان الحال في عادات وتقاليد الأجيال السابقة .
واقترحت الدارسة على التلفزيون ليس فقط بابراز التراث ونشره بل تسويقه ثقافيا من خلال استخدام كافة الأساليب الإنتاجية الحديثة ووسائل التسويق والإعلان وتوزيعه على كافة الجهات المختصة بالاضافة إلى العمل على إنشاء قناة فضائية متخصصة في مجال التراث بالتعاون مع الوزارات والمؤسسات الفلسطينية المعنية كما هو الحال في المجالات الأخرى للتعريف بالتراث الفلسطيني العربي وتوضيح أهميته والمخاطر التي يتعرض لها وذلك لربط المواطن الفلسطيني في المهجر والعربي بالهوية الثقافية الفلسطينية بالأرض المقدسة .
ودعت الدراسة إلى إعداد حملات إعلامية مستمرة واسعة النطاق بالتعاون مع الفضائيات العربية تشرح وتوضح للرأي العام العالمي مدى انتساب التراث الفلسطيني لجذور الأمة العربية والإسلامية وكشف المخططات الصهيونية والزيف الإسرائيلي بإلصاق وانتساب التراث الفلسطيني إلى الكيان الإسرائيلي من خلال ذكر الحقائق والأدلة التي تثبت ذلك ، بالإضافة إلى التنسيق والتعاون والتخطيط المستمر بين التليفزيون الفلسطيني والجهات التي لها علاقة بالحفاظ على الهوية الثقافية الفلسطينية ومعنية بالتراث والعمل ضمن آلية موحدة حتى لا يكون هناك ازدواجية في العمل والعمل على زيادة الوعي لدى الجماهير بأهمية التراث باعتباره منارة الوطن والأمة يجب التمسك به مع إمكانية مواكبة العصر من تطورات تقنية وتكنولوجية وتسخيرها لخدم الهوية الثقافية التراثية الفلسطينية .
وحثت الدراسة على عرض جميع أنواع ومجالات التراث ضمن المواد والبرامج التي يقدمها وليس فقط بالمواقع الدينية الأثرية الرئيسية فقط وفي جميع الأوقات وليس في المناسبات والاحتفالات فقط وإبراز التليفزيون الفلسطيني الجوانب المشتركة التي تربط التراث الفلسطيني بالتراث العربي والإسلامي بهدف ترسيخ الوحدة وتأكيد الترابط بين الشعوب العربية والإسلامية.
مقترحات للوزارات المعنية
كما وجهت الدراسة بعض المقترحات للوزارات المعنية (الثقافة والسياحة والآثار والأوقاف والتربية والتعليم العالي) لدعم ومساندة وتزويد التليفزيون بالمعلومات والحقائق والموضوعات حول التراث أهمها تشكيل مجلس أعلى للحفاظ على التراث يتولى مهمة حفظ التراث من الإندثار والضياع والاهتمام بترسيخه لدى الأجيال الحالية والقادمة على أن يقوم المجلس بعمل خطة محددة يتم فيها تسجيل كافة التراث الفلسطيني بأنواعه ومجالاته المختلفة لمعاينته وتنقيته من الشوائب ، ومن ثم بث ونشر هذا التراث عبر وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية بمختلف الأساليب والأشكال المتنوعة .
وأكدت الدراسة على أهمية إصدار تشريعات وقوانين ولوائح خاصة تدعم وتساند الجهات المختصة للحفاظ على الموروث الثقافي والفكري والأماكن المقدسة واعتبارها أماكن أثرية لا يسمح بالمساس بها وضرورة توثيق المواد العلمية التراثية سواء كانت مطبوعة أو إلكترونية تساهم في بقاءه على مدار السنين والقرون القادمة للاستفادة منه لدى الأجيال القادمة .
وناشدت الدراسة المؤسسات الحكومية والأهلية وأصحاب رؤوس الأموال بشراء واقتناء المواد والأماكن والمنازل الأثرية والعمل على ترميمها والعمل على ضرورة الإعداد والتجهيز لافتتاح المتاحف والقرى الفنية والتراثية سواء كانت عامة أو خاصة .
ودعت الدراسة المؤسسات الدولية والعربية وخاصة المهتمة بالتراث كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) والمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم( الايسيسكو) للاهتمام أكثر بالحفاظ على المقدسات الإسلامية وحماية الأماكن التراثية الفلسطينية خاصة من الهدم والحفر والتجريف الإسرائيلي لكل ما هو أثري على الأرض الفلسطينية .
وطالبت بتشجيع الإبداع والابتكار في مجال التراث وتوفير المناخ اللازم لنموه وازدهاره عن طريق تعزيز القدرات الذاتية وعدم الاعتماد على الغير من خلال تشجيع الإنتاج الوطني المحلي والعمل على تجديد الثقافة والتراث الوطني وتطعيمها بنماذج وتطلعات عصرية جديدة من خلال تشجيع التبادل الحضاري بما لا يمس بالذات الوطنية .
وأشارت إلى أهمية تطعيم المناهج التربوية في جميع المراحل التعليمية بموضوعات عن التراث الفلسطيني بجانب المناهج التاريخية الفلسطينية والعربية بالإضافة إلى تخصيص ميزانيات تكفي حاجة الجهات الثقافية الراعية والمطورة للتراث الفلسطيني .
وأكدت الدراسة على ضرورة تجريم ومنع محاولات تهريب الآثار وبيعها لعصابات دولية وغالباً ما تكون يهودية لتسوقها عالمياً على أنها آثار يهودية بالإضافة إلى تشجيع السفارات والجاليات الفلسطينية والعربية للقيام بدورهم أكثر فاعلية لتوضيح الحقائق وكشف زيف الاحتلال الإسرائيلي في نسبة للكثير من تراثنا إليه رغم ثباته للشعب الفلسطيني .
وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية ، واستخدمت منهج المسح واستمارة تحليل المضمون لمجموعة البرامج والفقرات والمواد التي تتناول التراث الفلسطيني بكافة صوره وأشكاله وعرضها التليفزيون الفلسطيني خلال دورة برامجية مدتها ثلاثة شهور واستمارة ميدانية لمجتمع الدراسة الميدانية لعينة مكونة من 120 مفردة تمثل الصفوة الثقافية الفلسطينية في قطاع غزة من الباحثين في السياسة والتاريخ والجغرافيا والآثار والأدباء والكتاب والمفكرين والقضية الفلسطينية .
محتويات الدراسة
وشملت الدراسة على أربعة فصول تسبقها مقدمة وتنتهي بخلاصة ضم الفصل الأول الإطار النظري والخطوات المنهجية لإجراء الدارسة وأحتوى الفصل الثاني على أهمية التراث الفلسطيتي وبداياته وأنواعه ومجالاته وهي التراث الفكري (العادات والتقاليد – الألعاب الشعبية – الأدب الشعبي – المواسم ) والتراث المادي ( التراث المعماري كالاماكن المقدسة والبيت الفلسطيني والأدوات التراثية –الملابس والتطريز كالأزياء الشعبية – المأكولات الشعبية – العلاج الشعبي ) والتراث اللفظي ( الامثال الشعبية – الحكايات الشعبية ) والتراث الفني (الأغاني الشعبية ) .
اما الفصل الثالث تناول الثقافة والإعلام ودورهما في الحفاظ على التراث والجهود المبذولة للحفاظ على التراث الفلسطيني في مواجهة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي لمحوه مبيناً أنواع الثقافة والعلاقة بين الاتصال والإعلام والثقافة والغزو الثقافي والاتصال الثقافي وتكنولوجيا الاتصال والثقافة وعولمة الإعلام والحفاظ على الثقافات الوطنية والإعلام والهوية الثقافية العربية ودور المنظمات الدولية في الحفاظ على التراث والمعارض المحلية والإقليمية والدولية التراثية الفرق الفنية التراثية ومركز عمارة التراث بالجامعة الإسلامية وأهمية الأرشيف ومحاصرة الاحتلال الإسرائيلي للثقافة العربية الفلسطينية والاختراق الثقافي الصهيوني وقفة فلسطينية جادة للحفاظ على التراث وعرضت الدراسة في نهاية الفصل نماذج من تدمير الاحتلال الإسرائيلي للتراث الفلسطيني .
واستعرض الفصل الرابع بعنوان دور التليفزيون الفلسطيني في الحفاظ على التراث نشأة التليفزيون الفلسطيني وتطوره ونتائج الدراسة التحليلية والميدانية ومناقشة أهمها والخلاصة التي ضمت مقترحات الدراسة .