تماضر سوالمة :العشائرية والفئوية قد تفسد عمل الاندية احيانا
نشر بتاريخ: 09/09/2009 ( آخر تحديث: 09/09/2009 الساعة: 16:48 )
رام الله - معا - دائرة الاعلام في المديرية – اثبتت المرأة الفلسطينية قدرتها على الابداع في جميع المجالات التي تعمل بها ومنها المجال الرياضي الذي طالما كان حكرا على الرجال ، ومن النساء المناضلات اللواتي نجحن بامتياز في العمل الرياضي تماضر سوالمة "ام كرم" التي تتولى حاليا منصب مدير عام مديرية الشباب والرياضة في محافظة رام الله والبيرة ،وفي هذا الحوار تحدثت ام كرم عن العديد من المواضيع المهمة :
*تقييمك لتجربتك في المديرية خلال ستة اشهر مضت ؟
- خلال الفترة الزمنية البسيطة التي عملت بها في المديرية ، استطيع القول إن العمل الحقيقي والمهم هو هنا في المديريات ، فهي الأذرع الأساسية ، والرافد الحقيقي لسياسة الوزارة وإستراتيجيتها ، فالعمل الميداني والاحتكاك المباشر بمجتمع الشباب وبيئتهم يتيح المجال للوقوف على احتياجاتهم وأولوياتهم بشكل أفضل ، وبالتالي نقل هذه الصورة وهذا الواقع إلى قيادة الوزارة لاتخاذ القرارات ووضع الخطط ورسم السياسات المناسبة .وهذا يتطلب دعم الوزارة بتدريب نوعي لكادرها ورفع كفاءتهم ، وتنمية قدراتهم وتمكينهم من القيام بدورهم وواجبهم تجاه الشباب في المجتمع ، فوزارتنا حقيقة " وزارة الدفاع " كما وصفها القائد الشهيد أبو عمار .
*هل وجدت مسانده وتعاون من اندية ومؤسسات المحافظة؟
- بداية تسلمي لمهامي في المديرية قمت بدعوة لكافة الأندية والمؤسسات الشبابية في المحافظة للتعرف إليها والى طبيعة عملها واحتياجاتها ولنسج علاقة طيبة معها ، وحقيقة لمست اهتماما وتعاونا وانتماءا من معظم الأندية والمراكز ، وبدعمها الدعم المناسب نستطيع أن ننسق معا لأنشطة وفعاليات وخطط تهدف إلى تنشيط ودعم دور الأندية والمؤسسات في أماكن تواجدها ، وقد كان لنا معهم تجارب جيدة في العمل ، خلال الفترة السابقة وكان هناك تجاوب لا بأس به.
*اهدافك التي تتمنين تحقيقها في المديرية ؟
- لدينا تطلعات وطموحات كبيرة نأمل تحقيقها على المدى القريب ، وسنسعى لتامين التمويل اللازم لمثل هذه الطموحات، فعلى سبيل المثال ، نسعى لدعم برلمان شبابي مركزي ، تكون مهمته رفع صوت الشباب وحمل قضاياهم ووضعها كأولوية على طاولة الحكومة ليتسنى لصانعي القرار ، وضع سياساتهم وخططهم وفق هذه الأولويات .
كما نتمنى أن تكون وزارة الشباب مظلة وسند قوي للشباب في كافة أماكن تواجدهم يلجأون إليها كملاذ وقت الحاجة.
لدى كادر الوزارة الكثير من الخطط والمشاريع والبرامج التي يحتاج تنفيذها إلى ميزانيات مناسبة ، نأمل جميعا أن يتحقق هذا المطلب لنتمكن من القيام بعملنا على أكمل وجه .
* عدد اندية المحافظة يزيد عن الثمانين،منها ثلاثة اندية فقط نسوية، تعليقك؟
- غياب الأندية النسوية من خارطة الأندية في المحافظة وفي معظم المحافظات، إنما هو جزء لا يتجزأ من وضع المرأة بشكل عام في المجتمع ، فنسبة مشاركتها في الحياة العامة تنعكس على نسبة مشاركتها في المجال الشبابي والرياضي ، ولتحريك هذه العجلة نحتاج إلى تضافر الجهود لرفع هذه النسبة ، وقد قامت الوزارة بعقد عدة ورشات عمل حول هذا الموضوع بالتحديد وخرجنا بتوصيات مهمة ، إلا أن تحقيقها يحتاج إلى الكثير من الجهود الحكومية وغير الحكومية في كافة المجالات ، كالسياسات والاستراتيجيات والتي تتضمن تغيير في النظرة المجتمعية لمشاركة الشابات ، وتتضمن إيجاد بنى تحتية مناسبة ، مدربات في كافة المجالات الشبابية والرياضية ، والعمل على تهيئة الطالبات منذ المرحلة الابتدائية على أهمية المشاركة في الأنشطة اللامنهجية .
*ابرز المعيقات التي تقف امام تنفيذ خططك لتفعيل الاندية ؟
- يصطدم عملنا عادة بعقبة كأداء هي الميزانيات، إلا أن هناك معيقات أخرى نصطدم بها ، وتعيق عملنا ، كالعامل الإداري فهناك طاقات مهدورة لا يتاح لها المجال للعطاء ، هناك ظلم بسبب الكيل بمكيالين فالترقيات والامتيازات والحوافز لا توزع بعدالة وإنصاف على الجميع ، هناك تقصير في سياسة الثواب والعقاب ، وإحقاق الحقوق ومتابعة القضايا المختلفة ، عدم اكتمال وإقرار الهيكلية الخ ، هذه المعيقات تحول دون القيام بدور مثالي للوزارة وهي بحاجة لإيجاد حلول سريعة وجذرية.
*كيف ترين العلاقة بين وزارة الشباب والرياضة والاندية في المحافظة؟
- أعتقد أنها بحاجة إلى مراجعة وتدقيق ، نعترف بأن هناك تقصير من قبل الوزارة في عملية الدعم وهي كما قلت بسبب نقص في الميزانية من جانب ومن جانب آخر البطىء في متابعة الدعم وتحصيله بالسرعة الممكنة وكذلك الروتين وصعوبة الإجراءات .
*اغلبية الاندية تعاني من عدم وجود دعم مالي في الوزارة تعليقك ؟
- إلا أن هناك أيضا تقصير تتحمل الأندية مسؤوليته ، فهناك عدد لابأس به من الأندية هي حبر على ورق ليس لها وجود على الأرض وهناك أندية تسيطر عليها فئة معينة تحول دون قيام جماعات من الشباب النشطاء الذين يريدون القيام بدور فاعل نشط تجاه الشباب من تحقيق اهدافهم وهنا أقول يجب أن يكون للوزارة الصلاحية الكاملة في إلغاء مثل هذه الأندية أو معاقبتها ( كتجميد حساباتها وأرصدتها .....الخ) ، وبالوقت نفسه إثابة الأندية النشطة والفاعلة وتحفيزها .
*ما رايك بدور الحكومة والمؤسسات الاجنبية بدعم مشاريع البنية التحتية في المحافظة ؟
- بشكل عام الهيئات الإدارية المنتخبة في الأندية والمراكز ، يتحملون مسؤولية كبيرة في النهوض بالشباب وبالتالي بالمجتمع ، عليهم العمل بجد واجتهاد اكبر ، ليكون النادي هو وجهة للشباب وصومعة يرومها كل من يطلب علم أو خبرة ، أو تأهيل أو ترفيه .
رغم الدعم الذي نسمع عنه من الحكومة ومن الدول المانحة ، إلا أننا ما زلنا نجد أن هناك حاجة ماسة لدعم محافظة رام الله خاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية للشباب وإيجاد المرافق والحاضنات الضرورية لقطاع الشباب فهو الأكبر وهو الاحوج وعلى البلديات أن توجه اهتماما اكبر للشباب في المجالات الخاصة بها ، كتوفير ملاعب، مقرات للأندية، موازنات للنشاطات... الخ ومن جهة أخرى على الحكومة دعم موازنات البلديات لتقوم بدورها في هذا الجانب .
*بعض الاندية ذات صبغة عشائرية وتنظيمية وهذا يقف حائلا امام عملها كيف نقضس على هذه الظاهرة؟
- خلال الفترة الزمنية القصيرة التي قضيتها في المديرية ، تعرفت عن كثب على أهم معيقات عمل الأندية والشباب ، فالإرباك الذي يعانيه شبابنا وتجاذبهم من قبل الأحزاب والتيارات السياسية من جانب والعائلة والعشيرة من جانب والمنطقة الجغرافية من جانب ثالث ، وهذا في الغالب يوقعنا بمطبات يصعب الخروج منها بمعالجة جانب واحد ، فتستنزف منا الجهد والأعصاب والوقت ، أحيانا ننجح وأحيانا" نفشل في إيجاد الحل ، صحيح أن القانون سيد الأحكام ، إلا انه لايستطيع تغطية كافة الجوانب ( بمعنى حل المشاكل التي لها علاقة بالعرف والعادات والتقالية ) .
من هنا نقول ، بأن علينا هم ومسؤولية كبيرة جدا في العمل ضمن هذه المتاهات والمطبات والمعيقات وأحيانا الألغام .
المطلوب تضافر جهود جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والهيئات والأحزاب ، من اجل زيادة وعي المجتمع بكافة فئاته وانتماءاته بأهمية دعم الشباب ومشاركتهم في كافة المجالات، ليصبح مجتمعا متقدما نفخر به وبانجازاته .