" صاحبة ُ الجلالةْ " ... الصمتُ أبلغُ اللغاتْ *بقلم : عصري فياض
نشر بتاريخ: 10/09/2009 ( آخر تحديث: 11/09/2009 الساعة: 18:46 )
جنين - معا - صاحبة الجلالة هنا ، لا تتربع على عرش السلطة وتصدر الفرمانات، ولا يحيط بها الخدم والحشم،ولا يؤم مجلسها العظماء والنبلاء،بل هي سيدة تحمل المشاعل لتضيء درب المسيرة الرياضية ، تحرق الأنامل شموعا خوفا من أن يتعثر أحد من أبناء المسيرة ، وتبني بقلمها ولسانها وإطلالتها للسائرين مجدا وتاريخ .....،.
صاحبة الجلالة هنا لا تستريح، وإن استراح البعض، فهي أم المتاعب،والسيدة المظلومة ، كمظومية الحوراء زينب عقيلة بني هاشم ، تنادى أبناؤها لتكريمها في شهر اللوز شهر الأم والكرامة ودلال، فجاء ربان السفينة، وقال سنقدم ما يقابل قدرها ،امنحونا الوقت لنستعد ..... ،فدخل الموسم الجديد بمعية الشهر الكريم ،وحلت ليالي القدر المباركة ،لتصادف ميلاد ساحة خضراء جديدة على ساحاتنا المجروحة، فيها سيتصافح فريقان من فتيان الأمة ، مزق الظالمون شملهم .
فأتاحت لهم الرياضة اللقاء، والمكان الفندق العريق والأنيق، والجمع خير، والكلمات درر، وصاحبة الجلالة تنتظر انتصاف الليل ، تحدق في العرجون القديم، تتأمل النجوم وتتذكر بر أبنائها، وتدخل إلى حيث ساقت إقدامها المتثاقلة ، فتجلس منبهرة في فخامة القاعة من حولها ، ويستنهضها السلام الوطني ،فيه شجن وحنين، تقف وتبسط يدها بالفاتحة، وتنتظر الكلام لتقول بعض أوجاعها، فتتوالى الكلمات، ويأتي وقتها ،تقف يكرمها الحاضرون بوردة ، وبكلمات العيون.
صاحبة الجلالة تجامل رغم التعب، وترسم الابتسامات رغم الأرق،فينادي منادٍ للسحور، حان الوقت، وسكت شهرزاد عن الكلام ،فقد حضر الطعام، وانزوى كل من قرين له يستعد ليوم من الصيام، وهي تقتسم بشوكتها وسكينها المهتزتين شرائح الحواضِر ، وتغرق في التفكير ، ترى متى سأقول ...، وهل سأشهد يوما أهمس فيه قبل غروب الشمس... ، وما هي اللغة التي تكون ضربا على الأكباد،لا تغضب أحد، ولا يَتَحَرفُ لها صاحب لُبْ، وما هي الحروف الناعمة الجلية التي لا تحتمل التأويل و وألوان من التفسير، ... قد لا أجد إلا لغة واحدة ... إنها لغة الصمت ، فهي أبلغ اللغات.