الأحد: 24/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المخرج الفلسطيني هاني ابو اسعد يتحدث عن تجربته في فيلم الجنة الان

نشر بتاريخ: 30/03/2006 ( آخر تحديث: 30/03/2006 الساعة: 21:31 )
بيت لحم -معا- في آخر جلسة لمجلس الوزراء الفلسطيني برئاسة احمد قريع استقبل المخرج الفلسطيني هاني ابواسعد مخرج فيلم" الجنةالان " والذي رشح لجائزة الاوسكار ، كأول فيلم عربي يصل هذه المرحلة في تاريخ الاوسكار ، وكان رئيس الوزراء احمد قريع الذي رحل بعد ساعات من هذه المقابلة في استقبال ابواسعد ، وقد وصف المخرج ابو اسعد اللقاء بالقصير والدافىء والمؤثر حين كرمه قريع بدرع تقديري.

وقال ابواسعد بعد اللقاء انه من الجميل ان يكرم الفنان في وطنه وهذا يعوضني عن الاوسكار وكنت مسرور جداً لانني تفاجئت بأن رئيس الوزراء قد شاهد الفيلم وناقشني في بعض تفاصيله.

الفلسطيني هاني ابواسعد مخرج فيلم " الجنة الان" كان قاب قوسين او ادنى لتحقيق حلم الفنانين العرب بالفوز بإحدى جوائز الاوسكار بعد ان حقق رياديه تاريخية كونه اول مخرج لفيلم عربي يترشح لجائزة الاوسكار وكذلك فوزه بجائزة غلوبس الذهبية كاول فيلم عربي يحصل على هذه الجائزة.

وفي لقاء لوكالة معا مع هاني ابو اسعد:

قال ابو اسعد ان اسرائيل اعلنت الحرب على الفيلم والذي اضاف ان الدعاية الصهيونية وعلى كافة المستويات الاعلامية وحتى السياسية استهدفت (( الجنة الان )) واتهمته بالعمل الذي يجمل الارهاب ويخلق له مبررات ويعطيه وجه انساني مما يشكل حالة من الترويج للارهاب حسب زعمهم ،
ويتألم ابواسعد ان الحملة الصهيونية نجحت في الحد من امكانية فوز الفيلم بإحدى جوائز الاوسكار رغم ترشحه لها ،

وعن سر نجاح الفيلم في الترشح والوصول لعتبات الاوسكار يقول ... " انا واقعي جداً واعرف ان عوامل عديدة مثل الظروف العامة والزمان والمكان وجودة الفيلم ساهمت في وصوله للترشح للاوسكار ، كأول فيلم عربي يصل لهذه المرحلة وهذا لايعني انه الاكثر جودة في تاريخ السينما العربية بل هناك افلام عربية قوية الجودة وتستحق ان تكون مرشحة " .

وحول الانتقاد من قبل البعض للنموذج والدافع لاحد ابطال فيلمه الذي اصر على تنفيذ العملية يقول ابواسعد " ان السينما لا تحتاج لنموذج بعينه بل تحويل الواقع لملحمة درامية تخلق من خلالها تفاعل ما بين المشاهد والمادة الفلمية لفتح سؤال وليس للاجابة على الاسئلة والنموذج الذي تعرضت له في الفيلم حقيقة كان ام لا واذا كان والده عميل فكنت اريد ايصال رسالة لفضح استغلال اسرائيل لضعف الناس وهذا امر خطير جداً لان الخيانة الداخلية هي هدم للذات وللمجتمع واخطر من هدم البيت الذي يمكن اعادة بنائه

ويفصح ابواسعد عن رؤيته الدرامية لهذه النقطة بالتحديد بقوله ان قمة الاثارة الدرامية والتراجيدية ان يموت الوالد كضحية لاستغلال الاحتلال لضعفه الذي حاول حماية عائلته في حين يستشهد ابنه ايضاً لحماية العائلة وانا وظيفتي كفنان ان اقدم تراجيديا للفلسطيني بكل انسانية لتبقى بالتاريخ اكثر من اي نموذج آخر.

ويفسر ابو اسعد نهاية فيلمه المفتوحة بالقول انها واضحة جداً بالنسبة لي والجمهور له الحق في التفسير والجدل ، واعترف ابواسعد بأن اختياره لفتاة مغربية كبطلة نسائية للفليم تتحدث باللهجة المغربية الصعبة على الفهم احياناً بأنها غلطة يقر بها ولم يكن بمقدوره تصليحها ، ويدافع ابواسعد عن الاشاعات التي قالت ان اسرائيليين ساهموا بتمويل الفيلم من خلال نفيه التام لذلك ويوضح ان التكلفة وصلت الى 2 مليون دولار كانت من صندوق هولندي وفرنسي والماني ولم تدفع اي جهة اسرائيلية اي مبلغ رغم انني لا اخفي طلبي منهم لاني دافع للضرائب واحمل الهوية الاسرائيلية بحكم مكان اقامتي في مدينة الناصرة ومن حقي استرداد تلك الضريبة عبر تمويل عمل فني ولكنهم رفضوا وانا كنت بحاجة لاسماء اسرائيلية لتساعد في استصدار التراخيص اللازمة لانه كان من المستحيل انجاز الفيلم دون وجود اسمائهم ولو صورياً

وكشف ابواسعد عن مشاريع سينمائية قادمة تتحدث عن تعامل اميريكا مع العرب وبمشاركة نجوم عالميين في تجربة جديدة له ،

وعبر المخرج الفلسطيني عن رضاه رغم الانتقادات التي وجهت له من العرب واليهود وكذلك الاطراءات من الجهتين ايضاً مما يشكل له شهادة نجاح في حين يتفهم ابواسعد انتقادات الجهة الفلسطينية لانها موجوعة وتريد صوت يصرخ عالياً للتعبير عن وجعهم وانهم لا يريدون التعبير بأسلوب (( الوشوشة )) على حد تعبيره.

والجدير ذكره ان فيلم الجنة الان يتحدث عن شابين من مدينة نابلس في فلسطين يعملان في كراج لتصليح السيارات وباجر زهيد وظروف صعبة ويصور المخرج الدمار والحواجز والحصار ويببن الطرق التي تستقطب بها التنظيمات الفلسطينية الاستشهاديين ومرحلة الاعداد للعملية والمفارقات التي تحدث اثتاء ذلك لدرجة تقارب الواقع كثيرا كما وصفها لنا احد قيادات الكتائب بعد مشاهدته للفيلم حين عرض لمجموعة من المثقفين والاعلاميين والمهتمين في بيت لحم .

كما ركز الفيلم على الخلفية والدافع للعمليات الاستشهادية حين اصر بطل الفيلم على تنفيذها وهو ابن احد المتهمين بالعمالة لاسرائيل وتمة تصفيته في الانتفاضة السابقة .
والملاحظ ان الهجوم على الفيلم من الجانب الفلسطيني جاء من النموذج المختار رغم ان المخرج ساق العديد من الدوافع للعملية وممارسة الاحتلال التعسفية كانت واضحة في معظم الخلفيات للمشاهد واظهر النزعة الانسانية لبطل الفيلم بشكل واضح عندما تراجع البطل عن تنفيذ العملية وتفجير نفسه في الحافلة الاسرائيلية لمجرد مشاهدته للطفلة الاسرائيلية داخلها ويؤجل العملية مما عرضه للخطر الاسرائيلي وللشبهات من جماعته.
واختار المخرج النهاية المفتوحة بعودة البطل للمحاولة مرة اخرى واجلوس في حافلة تعج بالجيش الاسرائيلي وهو جاهز للكبسة على زر التفجير .