الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

حاجز قلنديا:"فلتر للبشر" يمييز بين الفلسطينيين ويحرمهم من العبادة

نشر بتاريخ: 11/09/2009 ( آخر تحديث: 12/09/2009 الساعة: 09:48 )
رام الله -تقرير معا- وقفت الحاجة ام احمد (60) عاما، حائرة بالقرب من حاجز قلنديا العسكري، فوجدت نفسها بين اشتياقها وحنينها لاداء الصلاة في المسجد الاقصى في شهر رمضان الفضيل، وبين خوفها على ابنها سيد الذي يقل عمره عن 40 عاما، ومنعته سلطات الاحتلال عن اجتياز الحاجز العسكري في اطار الخطوات المشددة التي فرضتها على دخول المصلين الى القدس واداء صلاة الجمعة قبل الاخيرة في شهر رمضان.

سيد البالغ من العمر 33 عاما وجاء من مدينة نابلس، قال لـ(معا) " جئت برفقتي والدتي لكي اساعدها في الوصول الى المسجد الاقصى واداء الصلاة فيه، لكن جنود الاحتلال سمحوا لامي بالمرور واجبروني على العودة "، موضحا ان هذا الامر جعل والدته تنتظره لساعات تحت اشعة الشمس على امل ان يسمح له باجتياز الحاجز ما دفعه للطلب من مواطنين كبار اجتازوا الحاجز بصعوبة لمرافقته والدته الى المسجد الاقصى.

واضاف" بلغة تظهر الاصرار" سوف احاول ان اتدبر امري ولن اعود الا بالدخول الى القدس واداء الصلاة في المسجد الاقصى"، موضحا انه اضطر لمرافقة امه منذ ساعات الفجر الباكر بعد استعدادهما للمبيت في المسجد الاقصى .

وقال سيد " امي الان في طريقها للمسجد الاقصى وانا عالق هنا وامل من الله يفرجها على العرب والمسلمين"، مشيرا الى ان ما تعرض له هو حزء من معاناة المواطنين وكبار السن والنساء الاطفال على هذا الحاجز الذي يحول بين المصلين والمسجد الاقصى.

وقد اكتظت "الحلابات" المواطنين الذين احتشدوا على الحاجز في انتظار مرروهم بعد اجتيازهم المعايير الاسرئيلية للسماح لهم بذلك، حيث اضطر العديد من المواطنين الذين وصلوا الى الحاجز، مغادرة قراهم وبلداتهم من ساعات الصباح الباكر والامل يحدوهم في الوصول الى المسجد الاقصى قيل صلاة الظهر، الا ان ذلك لم يسعف المواطنين الذي تقل اعمارهم عن 50 عاما في الدخول الى القدس المحتلة بعد ان منعتهم سلطات الاحتلال الي ترابط على ذلك الحاجز.

وقال مواطن نجح في الدخول الى المسجد الاقصى رغم انه اقل من 50 عاما " شكلي الذي يوحي بانني كبير انقذني وسهل دخولي للقدس واداء الصلاة في المسجد الاقصى".

واضاف " شيء عجيب ان يقوم جندي "ولد" بالتحكم بمصير الامة ويقرر لوحده من يسمح له بالدخول ومن لا يسمح له"، مؤكدا ان سلطات الاحتلال التي تدعي انها تقدم تسهيلات تعمل على اذلال المصلين والمواطين عبر ذلك الحاجز.

واوضح لـ (معا)، "الشيء اللافت لصلاة الجمعة في المسجد الاقصى هو ان اغلب المصلين كانوا من النساء والرجال كبار السن"، وقدر عدد المصلين بانه زاد عن ربع مليون مصلي وصولوا الى المسجد الاقصى .

وكانت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث اكدت أن المسجد الأقصى المبارك شهد حضوراً مميزاً، و قدرت عدد المصلين الذي أدوا صلاة الجمعة الثالثة من رمضان في المسجد الأقصى المبارك بأكثر من 250 ألف مصلٍ، أغلبهم من أهل القدس والداخل الفلسطيني، وعدد محدود من كبار السنّ من أهل الضفة الغربي.

وفرضت سلطات الاحتلال اجراءات مشددة حول المسجد الأقصى المبارك وعملت على نشر آلاف من عناصرها على مداخل أبواب المسجد الأقصى المبارك، وعلى مفارق ازقة البلدة القديمة بالقدس، ونصبت المتاريس العسكرية على جميع أبواب البلدة القديمة، والشوارع المؤدية اليها، فيما استعانت بطائرة عامودبة بوليسية فوق المسجد الأقصى للمراقبة على حركة المواطنين كما نصبت منطاد مراقبة في أجواء القدس يطل على المسجد الأقصى المبارك.

ويتوقع ان تشهد الجمعة المقبلة اقبالا غير مسبوقا سيما انها تكون "الجمعة اليتيمة " اخر جمع شهر رمضان، وسط استمرار حاجز قلنديا بلعب دور الفلتر البشري في تصنيف الفلسطينيين بطريقة عنصرية ، تحرمهم من حقهم في اداء وممارسة الشعائر الدينية.