الجمعة: 10/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

رمضان الثامن على التوالي: أهالي القطاع محرومون من صلاة بالمسجد الأقصى

نشر بتاريخ: 12/09/2009 ( آخر تحديث: 12/09/2009 الساعة: 16:00 )
غزة - خاص معا - "أذكر قبل سنوات كان يمكنني انا وزوجي ان نسجل في إحدى الرحلات إلى المسجد الأقصى بمبلغ لا يتجاوز 20 شيقلا وهناك نصلي حتى الغروب ثم نعود قافلين إلى غزة في ساعات المساء"، وتزيد السيدة المسنة ام ابراهيم:" اما اليوم فإنني أشتاق لذرة تراب من المسجد الاقصى والقدس".

حالها هو ذاته لمليون ونصف المليون نسمة المعلقة قلوبهم برحاب المسجد الاقصى وهم بعد مرور ثمانية أعوام على منعهم كسكان لقطاع غزة يشعرون أن الحلقات ازدادت ضيقاً في ضوء الحصار الإسرائيلي الشامل والمفروض على القطاع منذ أعوام تقارب الثلاث.

غزيون يأملون بأداء الجمعة الرابعة والأخيرة من رمضان لعام 1430 هجرية في الأرض المباركة بالمسجد الأقصى ولكن أحلامهم تذهب أدراج الرياح على معبر بيت حانون الذي يحكم الاحتلال الإسرائيلي السيطرة عليه ولا تكاد حشرة تعبره سوى بإذن وتصريح يستهلك اسابيعا او اشهرا طويلة.

ويقول اهالي غزة ممن هم في سن الشباب انهم لم يؤدوا ركعة واحدة في المسجد الأقصى منذ ولدتهم أمهامتهم فهم تجاوزا الثالثة عشر من العمر بعد ان اشتعلت نيران انتفاضة الاقصى في الثامن والعشرين من ايلول / سبتمبر 2000 ، بعضهم شاهد الاقصى صغيرا دون أن يتذكر ملامحه لأنها كانت منذ سنوات وسنوات.

أبو أحمد يشعر بالحرج من عدم صلاته في المسجد الاقصى بعد ان تجاوز الخامسة والثلاثين من العمر وحين كان في الحادية عشر فقط استطاعت امه ان تصحبه معها في احدى الرحلات التي كانت تنظم إلى القدس عبر الطريق المخضرة الطويلة وهو ما يتذكره فقط.

أما المواطن سامي فيقول أن والده توفي عن عمر يناهز السبعين وهو مشتاق للصلاة في المسجد الاقصى وقد كان يأمل في رمضان الجاري ان يؤدي ركعة فيه في ضوء التصاريح التي تمنح للمرضى للعلاج داخل الخط الأخضر ولكن المنية وافته قبل ان يحوز إحدى هذه التصاريح.

ويحاول الغزيون التغلب على هذه المشاعر بالنظر إلى كل برنامج تلفزيوني تبثه القنوات الفضائية عبر شاشاتها عن المسجد الاقصى وعن اهل القدس المسلمين ولا يكاد بيت في غزة إلا ويعمد إلى الإفطار أمام شاشة الفضائيات التي تبث أذان المغرب مباشرة من أولى القبلتين وثالث الحرمين والتي تعلقت بها قلوب المسلمين عامة والفلسطينيين خاصة.

سعيد " أبو شادي" يكاد يطوي عقده الرابع يقول :" ماذا لو سمح الاحتلال للرجال فوق الخمسين عاماً بزيارة المسجد الاقصى والصلاة فيه والنساء فوق الخامسة والأربعين أسوة بسكان الضفة الغربية رغم ان هذه أمر مجحف بحق اهم الشعائر وأكبر الديانات في فلسطين".