السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

اتحاد نقابات العمال يستنكر اجراءات الاحتلال بحق العمال

نشر بتاريخ: 14/09/2009 ( آخر تحديث: 14/09/2009 الساعة: 12:43 )
سلفيت- معا- استنكر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين اليوم ما يقدم عليه الاحتلال الاسرائيلي وجنوده من انتهاكات وتعديات صارخة بحق العمال الفلسطينيين على المعابر الحدودية وحواجز التفتيش المذلة بشكل يومي، الامر الذي ينتج عنه وقوع كوارث انسانية يذهب ضحيتها العشرات بل المئات من العمال الابرياء يوميا.

فقد وجه الامين العام للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين شاهر سعد نداء عاجل لكل المنظمات الحقوقية والانسانية في العالم للتدخل والعمل على وقف ماساة الاف العمال الفلسطينيين التي تتجسد على حواجز التفتيش الاسرائيلية المذلة حين يتوجهون الى أماكن عملهم داخل إسرائيل.

وأشار سعد إلى معبر ايال الحدودي الإسرائيلي الواقع شمال مدينة قلقيلية والذي يعتبر المعبر الوحيد لعبور العمال الفلسطينيين الى إسرائيل من مناطق شمال الضفة الغربية وبالتحديد من محافظات قلقيليه وسلفيت، نابلس، جنين وطولكرم، إضافة لعمال رام الله، القدس والخليل، كما يعبر الحاجز يوميا ما بين 3500 الى 4500 عامل ليصل عدد العمال أيام الأحد الى 5000 عامل، ويوم الجمعة يعبر ما بين 500 الى 1500 عامل، وغالبيتهم من العمال والتجار والمواطنين رجالا ونساء.

وقال رئيس فرع الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في محافظة قلقيلية محمود عامر:" ان رحلة عذاب العمال تبدأ يوميا من الساعة الواحدة صباحا قبل شروق الشمس، حيث يغادرون فراشهم في هذه الساعة حتى لا يخسرون قوت عملهم"، مشيرا إلى انه وفي الجهة الغربية من الجدار، حيث يعمل المئات من العمال في البناء و الزراعة والخدمات العامة التي يأنف الإسرائيليون من العمل بها، فيتلقاها العمال الفلسطينيون ينافسهم عليها العمال الأجانب الوافدين من الصين، او تايلاند، اللاجئون من السودان وغيرهم.

ويتابع عامر:" ليس عبور هؤلاء العمال بالأمر السهل، بل محفوف بالآلام وخاصة نتيجة الازدحام الشديد على المعبر فترة الصباح الباكر، حيث يبدأ العمال بالتوافد إلى المعبر من الساعة الثانية صباحا ليتمكنوا من الحصول على دور للوصول الى عملهم في الوقت المناسب، ويفتح المعبر أبوابه من الساعة الرابعة صباحا وأحيانا بعد ذلك" ، مضيفا، انه ولغاية ذلك الوقت يكون طول صف العمال اكثر من 200 مترا".

للتعامل مع الأوضاع المتردية التي يعيشها العمال فقد تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات من قبل الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في قلقيليه للتخفيف من أزمة العمال والتخفيف من حدة المشكلات التي تواجههم، بالتعاون مع محافظة قلقيلية، وذلك بعمل مظلة كبيرة ومقاعد للعمال تتسع لاكثر من 300 عامل وعاملة، إضافة الى إنشاء حمامات خاصة بهم وكذلك عمل إدارة مكتب لاستقبال شكاوى العمال.

وعمل الاتحاد على تشكيل لجنة عمالية لتنظيم صفوف العمال في المعبر لمنع التدافع، بحيث يتناوب أعضاء اللجنة على تنظيم الدور الواحد تلو الآخر، يساندهم أعضاء المجلس النقابي في قلقيليه وعددهم سبعة أعضاء، كما وتم توزيع بطاقات مرقمه على العمال لضبط النظام. إضافة الى انه يتم التنسيق مع الشرطة الفلسطينية التي تتواجد على المعبر للحفاظ على الأمن، وكذلك جمعية عنوان العامل وحركة لا للحواجز الإسرائيليتين للعمل على التخفيف من مشاكل العمال.

ووجد الاتحاد العام لنقابات العمال ان خطوته هذه والتي بدأ العمل فيها قبل ثلاثة أشهر أدت الى نتائج ايجابية وملموسة على الأرض، حيث ضبط النظام على المعبر بصورة كلية، ولا يوجد هناك ازدحاما ولا إصابات تقع في المعبر ولم نعد نسمع أصوات سيارات الإسعاف. كما اننا لا نلاحظ عودة العمال الى بيوتهم في الصباح لعدم تمكنهم من دخول المعبر.

واكد رئيس فرع اتحاد قلقيلية ان الوضع الذي يعيشه العمال غير مستقر حتى الآن، ويحتاج إلى جهود من اجل تغييره وكذلك العمل على تمكين العمال من الوصول إلى أماكن عملهم بيسر، ومن الأمور التي يجب عملها والالتزام بها من قبل إدارة المعبر اسرائيليا، العمل على تغيير الواقع السيئ الذي يعيش معه العمال على المعبر يوميا من خلال تحسين معاملة العمال والتعامل معهم كبشر أولا، وليس كقنابل موقوتة او حيوانات او بشر من الدرجة العاشرة، وأيضا تجهيز المعبر بساحة ذات أسقف لحماية العمال من ظروف الحر والبرد، وتوفير حمامات لهم، وفحص العمال بصورة إنسانية وسريعة. إضافة إلى توفير حافلات لنقل العمال إلى مواقع عملهم ذهابا وإيابا.

ووجه الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين دعوة لجميع حركات السلام ومنظمات حقوق الإنسان والعمال في العالم للقدوم والاطلاع على حال العمال الفلسطينيين على حواجز الاحتلال وخصوصا في شهر رمضان المبارك، وكذلك الحال بالنسبة لوسائل الإعلام المختلفة للحضور إلى المعبر والاطلاع على أوضاع العمال فيه برفقة الاتحاد العام لنقابات العمال.