الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزارة الاعلام تصدر كتابا حول المصطلح الاعلامي

نشر بتاريخ: 14/09/2009 ( آخر تحديث: 14/09/2009 الساعة: 16:30 )
رام الله- معا- اصدرت وزارة الاعلام مؤخرا كتابا بعنوان ( المصطلح في الاعلام والثقافة والسياسة)، وهو من تأليف عدد من الباحثين الفلسطينيين.

الكتاب حصيلة ندوة نظمتها الوزارة بتاريخ 9/4/2009 دعت لها نخبة من المثقفين والمفكرين والاكاديميين والصحافيين، تم خلالها طرح اوراق بحثية متخصصة تلاها العديد من التعقيبات.

يأتي الكتاب ضمن سلسلة من النشرات والتقارير التي سبق للوزارة نشرها حول المصطلح الاعلامي عبر سنوات طويلة منذ تاسيسها وحتى الان.

ويتألف الكتاب من ست اوراق بحثية هي على التوالي: المصطلح النقدي بين الاصالة والتغريب للدكتور عمر عتيق، لغة لا تعبر عن ذاتها للباحث احمد رفيق عوض، دلالات المصطلح لعبد الفتاح القلقيلي، المصطلح الاسرائيلي: الاسلوب والهدف للدكتور عبد الكريم سرحان، قراءة سيميائية للمصطلحات الاعلامية في الصحافة الفلسطينية للدكتور قسطندي شوملي، المصطلح الاعلامي وتناقضه للدكتور المتوكل طه.

في ورقته (المصطلح النقدي بين الاصالة والتغريب) يوضح الدكتور عمر عتيق العلاقات الجدلية بين مفاهيم المصطلح والدلالة والخطاب، اذ ان المصطلح اذا فقد وضوحه ودقته اضطربت الدلالة واصابه الغموض ، ما يؤدي لتفكك الخطاب ، والخطاب متى توفرت شروط عافيته يكون بمثابة جهاز المناعة للمنظومة المعرفية، ومن هنا يغدو المصطلح جسرا بين الفكر واللغة.

ويعدد عتيق سبعة اسباب لتفكك الخطاب في واقعه الحالي هي : عشق الاخر الغربي الذي انغمس بعض النقاد ينهلون من مصطلحاته حتى الثمالة مستبيحين حرمة الانا مؤكدا ان الاقتراض اللغوي امر مسلم به ولكن ينبغي ان يكون محكوما بالحاجة، واختلاف السياق الثقافي اذ ان تلاقى الحضارات والثقافات ينبغي ان لا يؤدي لانصهار ثقافة في الاخرى بل لا بد من حفاظ الثقافة على خصوصيتها، وغياب المنهجية اذ لا بد من منظومة معرفية توفر مرجعية ثقافية تراقب ولادة المصطلح وتوجهه نحو حاجات الدرس النقدي العربي، والترجمة اذ ينبغي ان لا تظل اسيرة طقوس فردية بل ضمن عمل جماعي من المتابعة والتنسيق، والمجامع اللغوية الشامخة باعضائها المتواضعة بانجازاتها التي تتصل بمشكلة المصطلح النقدي، والترادف اللغوي اذ ان حرية اختيار الالفاظ المترادفة تفضي الى اشكالية في التلقي خاصة وان لا كلمتان تؤديان نفس المعنى بدقة ولذا فلا بد من تقنين استعمال الالفاظ المتشابه ليكون نتاجها نعمة لا نقمة،والانغلاق والفردية فالابداع الفردي في الدرس النقدي لا يبرر الدور الفردي في وضع المصطلح النقدي الذي لا بد ان يكون جهدا جماعيا.

اما احمد رفيق عوض فهو يطرح رايا مخالفا، اذ ان المصطلح ليس نتاج عملية تنسيق قصدية بل نتاج عملية طويلة من الصواب والخطأ وعمليات الحذف والاضافة ومسلسل طويل من النماذج الناقصة.

ويخلص الباحث الى نتيجة بان من يعمل يطلق المصطلح ومن يبدع يستطيع وصف جهده وتحديد اتجاهاته وتحديد موقعه بالنسبة للاخرين ويعرف ما الذي تعطيه اياه لغته فيغوص عميقا لينتقي الادق والاشمل.

من جهته يطرح عبد الفتاح القلقيلي ان تحديد المصطلح مشكلة عامة في كل اللغات لان طبيعة المصطلح تطورية تبعا للزمان والمكان، والمفارقة ان اللغة العربية ما زالت تفتقر لمعاجم المصطلحات رغم ان (علم المصطلحات) كان من اوائل العلوم التي بدا بها عصر التدوين العربي في القرن الثامن الميلادي، بينما نشا علم المصطلحات في اوروبا في القرن الثامن عشر الميلادي.

ومن هنا يطرح الباحث ان المطلوب فلسطينيا ليس توحيد المصطلحات وانما الاتفاق على ما يعنيه كل مصطلح، ولتستعمل كل فئة ما تراه وترتأيه من مصطلحات.

اما ورقة عبد الكريم سرحان فتشخص علاقة المصطلح في الخطاب الاسرائيلي ابان انتفاضة العام 2000 ، وابرزت نماذج عديدة استنتج منها الباحث ان المصطلحات الاسرائيلية الواردة في الورقة والمستخدمة ابان الانتفاضة كانت من اعداد جهاز المخابرات الاسرائيلية وما يضمه من خبراء في علم النفس، يجري ترويجها عبر وسائل الاعلام الموجهة ضمن حرب اعلامية خسر فيها الاعلام العربي معارك المصطلحات.

اما قسطندي شوملي فيقدم في ورقته دراسة تطبيقية على عددين من كل صحيفة يومية الحياة والقدس والايام، وعدد من صحيفتي كل العرب والصنارة وخلص الى نتيجة بان المصطلحات الاعلامية تتطور بتطور الاوضاع السياسية فتصبح اكثر تشددا وسلبية اوقات اشتداد الصراع واكثر ايجابية وموضوعية في فترات الهدوء والسلام.

اخيرا حث الدكتور المتوكل طه في ورقته المسؤولين والاعلاميين والمثقفين على البحث عن صيغة مشتركة ومقبولة من اجل تقريب المصطلحات بما يحقق المصلحة العليا للشعوب العربية او على الاقل ان لا تسيء الى احلامها او امالها او اهدافها او نضالاتها.

وعقب على الاوراق كل من ناصر اللحام، وليد بطراوي، هشام عبد الله، وفاء عبد الرحمن، كما ويضم الكتاب ملحقين: الاول (مصطلحات سياسية في ظل الصراع العربي- الاسرائيلي)، والثاني ( مصطلح المعتقل/000000000مفردات الحركة الوطنية الفلسطينية الاسيرة ) وهو من اعداد الدكتور مفيد عرقوب.