الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

استكمال الاستعدادات لافتتاح الدورة الرابعة لمهرجان القصبة السينمائي

نشر بتاريخ: 14/09/2009 ( آخر تحديث: 14/09/2009 الساعة: 18:03 )
رام الله-معا- استكمل مسرح وسينماتك القصبة برام الله، كافة التحضيرات لافتتاح الدورة الرابعة لمهرجان القصبة السينمائي الدولي، في الفترة الواقعة من 8 إلى 22 تشرين أول/ أكتوبر المقبل. ويجري عمل لجنة المهرجان وطاقم الموظفين في "القصبة"، كخلية نحل من اجل إخراج المهرجان في أبهى صوره.

ويشارك في المهرجان 58 فيلماً (45 فيلم روائي و12 فيلم وثائقي) تتنوع بين الأفلام الروائية والوثائقية، إضافة إلى فيلم رسوم متحركة. ومن المنتظر أن تعرض الأفلام في مسرح وسينماتك القصبة برام الله والمسرح الوطني الفلسطيني في القدس ودار الندوة في بيت لحم وسينما سيتي في نابلس، إلى جانب مجموعة من العروض في عدد من المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية.

النجوم حاضرون:
ونجح القائمون على المهرجان، ولأول مرة، في استقطاب نجوم سينمائيين عرب وأجانب للمشاركة في فعاليات الافتتاح والختام، من ضمنهم الممثلة التونسية التي برزت مؤخراً في أروقة السينما المصرية هند صبري والمخرج المصري القدير يسري نصرالله (مخرج فيلم احكي يا شهرزاد وفيلم باب الشمس) والمخرجة المصرية نادية كامل ومدير مهرجان كان الفرنسي تيري فريمون والمخرجة الفرنسية سيمون بيتون والممثلة الفرنسية جين بيركن والمخرجين سعد الشريبي وحسن بن جلون ونبيل عيوش من المغرب والمخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس.

وقال مدير المهرجان والمدير التنفيذي لمسرح وسينماتك القصبة، خالد عليان، أن القصبة يهدي مهرجانه هذا العام لروح المخرج السينمائي الفلسطيني الراحل مصطفى أبو علي مؤسس سينما الثورة الفلسطينية والذي قدم مساهمات كبيرة للسينما الفلسطينية، مضيفاً أن المهرجان يحتفي أيضاً باختيار القدس عاصمة للثقافة العربية 2009.

وأكد عليان أن المهرجان يشهد نقلة نوعية على جميع الأصعدة، من حيث عدد الأفلام والدول المشاركة والضيوف المميزين الحاضرين من الدول العربية والعالم والذين سيعطون زخم أكبر لفعاليات المهرجان.

وتنقسم الأفلام المشاركة في المهرجان إلى عدة زوايا هي: بانوراما والتي تضم مجموعة من الأفلام العالمية من دول مختلفة، وعين على السينما الإيرانية الذي يسلط الضوء على أبرز انتاجات السينما في إيران، وزاوية "ما بين سقوط جدار وبناء جدار" وتتضمن أفلام تتحدث عن سقوط جدار برلين من جهة، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي بناء جدار الفصل العنصري على الأراضي الفلسطينية.

"أمريكا" في الافتتاح:
ويفتتح المهرجان بعرض الفيلم الفلسطيني "أمريكا" للمخرجة الفلسطينية شيرين دعيبس، مع العلم أنه العرض الافتتاحي أيضاً لفيلم "أمريكا" في الشرق الأوسط وسيتم بحضور المخرجة.
وتدور قصة الفيلم حول قدوم امرأة فلسطينية مع ابنها اليافع إلى الولايات المتحدة للإقامة فيها، بعد أحداث الحادي عشر من أيلول. وتصطدم منى فرح (أداء الممثلة نسرين فاعور) القادمة من مدينة رام الله مع ابنها فادي، بثقافة وواقع المجتمع الجديد، وينتج عن ذلك جملة مفارقات.. يمكن وصفها بالكوميدية السوداء، ذلك أنها مضحكة في ظاهرها، مؤلمة في حقيقتها.

وتقيم منى عند عائلة أختها التي سبقتها في المجيء إلى الولايات المتحدة بستة عشر عاما، ولكن الأسرة التي تعيش أوضاعا سيئة، وظرفا ماليا محرجا، يزيد من مشكلة الأم التي تصمم على مواجهة الواقع بكل قسوته وفظاظته، زد على ذلك.. الأعباء الأخرى التي يسببها الابن فادي، الذي يعاني من مشكلة اندماج حقيقية في أوساط الطلبة في المدرسة.

لا يبدو أن الواقع الجديد قادراً على منح الطمأنينة للعائلة القادمة من الضفة الغربية، العائلة التي اعتادت أن تواجه مصاعب جمة عند نقاط التفتيش الإسرائيلية، مضافا إليها المشاكل الحياتية الأخرى.. التي دفعت العائلة الصغيرة إلى القدوم إلى أميركا.والواقع نفسه.. لم تمنح أسرة الأخت رغدا (أداء مميز للممثلة هيام عباس) أي قدر من الطمأنينة، فالوضع الأسري مفخخ، وقابل للانفجار في كل لحظة، وهنا تسلل مقولة الفيلم الخفية، الحارقة واللاسعة: إذن.. أين يمكن أن يكون ذلك الذي يدعونه.. الوطن؟!

والجدير ذكره أن مخرجة ومؤلفة الفيلم شرين دعيبس، روت من خلال الفيلم قصة إحدى قريباتها التي أقامت في بيت عائلتها عند وصولها من فلسطين، ومنذ ذلك الوقت رصدت وخزنت في ذاكرتها مشاعر تلك الشخصية وأزماتها وداخلياتها والأفعال التي صدرت عنها.

وفي حوار مع المخرجة وكاتبة القصة والسيناريو شيرين دعيبس، قالت "لقد بدأت فكرة الفيلم في العام 2003، وأخذ الموضوع كل تلك الفترة حتى تم تبني الفيلم ودعمه من قبل المنتجين كريستينا بايوفيزان وبول باركن".

وعن ظروف التصوير في الأراضي المحتلة، قالت "إن ذلك لم يكن سهلا، ولكننا تدبرنا الأمر بفضل مساعدة بعض الأصدقاء، كما أنني استفدت من تجربة سابقة، حيث قمت بالتصوير خلال إعداد أحد أعمالي الأولى". وأضافت دعيبس: "لقد تطلب إنجاز هذا الفيلم الكثير من الجهد، من جميع العاملين فيه، وكان علي أن أبذل أقصى جهودي خاصة وأن معظم شخصيات الفيلم نسائية، فهذه المسألة حساسة جداً، وأظن أن جميع الممثلات قمن بعمل رائع." وحصل فيلم "أمريكا" (مدته: 97 دقيقة) على جائزة النقاد خلال عرضه في مهرجان كان السينمائي في فرنسا، وحازت المخرجة شيرين دعيبس على جائزة الإخراج ضمن العشر الأوائل في مهرجان Sundance في الولايات المتحدة الأمريكية.

أفلام بارزة:
ومن بين الأفلام البارزة التي يعرضها المهرجان، يأتي فيلم "المليونير المتشرد Slumdog Millionaire" الذي يروي حكاية بسيطة عن شاب هندي فقير ينافس في نسخة بلده من البرنامج التلفزيوني الشهير "من سيربح المليون"، ليس بدافع الحصول على مال البرنامج، ولا لسعة معلوماته العامة، وليس رغبة في الشهرة، وإنما لكي تشاهده الفتاة التي يحبها باعتبارها تتابع هذا البرنامج.

ويقدم كاتب السيناريو سيمون بيوفوي والمخرج داني بويل من خلال الفيلم، قصة مؤثرة عن عالم الهند الفقير المليء بالآلام، تصل في شموليتها وعمقها إلى حدود الملحمة، ومن خلال ثلاثة أزمنة، وكثير من الأمكنة، وبتداخل مدهش وسلس، يسرد فيلم "المليونير المتشرد Slumdog Millionaire" قصة الشاب المتنافس في البرنامج منذ الطفولة، وحتى اللحظة التي يفوز فيها في البرنامج بعشرين ألف روبية، متحدياً بإرادة صلبة شتى أصناف القهر التي تمارس عليه، ويواجه الموت عدة مرات بسلاح واحد هو إصرار الحب، ومن خلاله تظهر صورة مجتمع الهامشيين الهندي وأوضاعه الاقتصادية وانقساماته الطائفية والقوى المتحكمة فيه، وتبدلاته خلال سنوات عمر هذا الشاب.

وحصد الفيلم ثمانية جوائز أوسكار من ضمنها أفضل فيلم وأفضل ممثل لشون بن وأفضل ممثلة لكيت وينسلت، كما حصل على نصيب الأسد من جوائز الغولدن غلوب.

ويشارك في المهرجان فيلم "القرود الثلاثة" للتركي نوري بيلج جيلان والفائز بجائزة الإخراج في مهرجان كان. و"القرود الثلاثة" تراجيديا عائلية عن الغيرة تجري أحداثها بين زوجين وابنهما وتتميز بتصوير رقمي رائع.والقصة تدور حول سياسي (أركان كيسال) يقتل رجلا وهو يقود سيارته فيدفع لسائقه (يافوز بينغول) مبلغا من المال لقاء تحمله مسؤولية الحادث وفيما يكون السائق في السجن يغوي السياسي زوجته (هاتيس أصلان) أمام أنظار ابنها (احمد رفعت سنغار).

السينما المصرية وحضور دائم
وتبقى السينما المصرية حاضرة في مهرجان القصبة السينما في دورته الرابعة، حيث يعرض فيلم "احكي يا شهرزاد" بحضور مخرجه يسري نصرالله. وحصل الفيلم على جائزة "أفضل فيلم" للعام 2009 في مهرجان الإسكندرية وحصلت بطلته "منى زكي" على جائزة أفضل ممثلة ومؤلفه

"وحيد حامد" على جائزة التفوق في السيناريو وأفضل مونتاج لـ"منى ربيع" وأفضل موسيقى لـ"تامر كروان" وأفضل وجه جديد رجال لـ"محمد رمضان" وأفضل وجه جديد نساء لـ"رحاب الجمل. كما حصل الفيلم على جائزة شرفية بعد مشاركته في مهرجان البندقية مؤخراً.و تدور أحداث الفيلم حول مذيعة مهتمة بقضايا المرأة و نظرة المجتمع لها، وهي متزوجة في نفس الوقت وكانت تعاني من مشاكل كثيرة في بيتها ومع زوجها، فكانت تحدث بينهما خلافات كثيرة بسبب المواضيع التي تطرحها على الجمهور.

وتبرز أيضا مشاركة الفيلم التسجيلي "سلطة بلدي" بحضور مخرجته نادية كامل. ويتناول الفيلم قضايا حساسة للغاية تتعلق بالهجرة وتغيير الدين، والزواج المختلط وهي قصة تمتد من مصر إلى إيطاليا وفلسطين. ويظهر الفيلم ان هذه الهويات المتعددة كانت تعيش معًا في مصر حيث التقوا، وحدث الاختلاط الفعلي بينهم ثم عصفت بهم الحرب العالمية الثانية، وما بعد الحرب العالمية الثانية، حتى تشتتت الأسرة المصرية وبقي المسلمون في مصر وذهب المسيحيون إلى ايطاليا واليهود إلى فلسطين، ويظهر التماثل بين الأسرة المسلمة في مصر، والمسيحية في إيطاليا، واليهودية في إسرائيل. فهم متشابهون، وبيوتهم تبدو متماثلة، على الرغم من اختلاف اللغات المستخدمة في كل بلد، ففي مصر يتحدثون العربية، وفي ايطاليا يتحدثون الإيطالية وبعض الكلمات العربية المتناثرة، وفي إسرائيل يتحدثون خليطًا من العربية والفرنسية والإيطالية والعبرية. كما يعرض المهرجان فيلم "الفرح" التي تدور أحداثه داخل فرح شعبي ونستعرض من خلاله العديد من الشخصيات، منها شخصية عريس وعروسه في الفرح، وشخصية والدة العريس، وشخصية سائق ميكروباص و تابعه، وشخصية مونولجست، وكل هذا في إطار قصة اجتماعية تبدأ و تنتهي في يوم واحد فقط.

ويعرض المهرجان مجموعة كبيرة من الأفلام البارزة والحاصلة على جوائز عالمية وجوائز في بلدانها.

ويشكل المهرجان فرصة أمام الجمهور الفلسطيني للتعرف على ثقافات البلدان الأخرى من خلال مشاهدة احدث انتاجاتها السينمائية التي تعكس واقعها المعاش.وينظم المهرجان بدعم من الاتحاد الأوروبي ومؤسسة كونراد أدانور الألمانية والقدس عاصمة الثقافة العربية 2009.