الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجامعة العربية قلقة من سياسات هدم المنازل وحفر الأنفاق اسفل الاقصى

نشر بتاريخ: 15/09/2009 ( آخر تحديث: 15/09/2009 الساعة: 15:14 )
بيت لحم- معا- جددت جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، التعبير عن قلقها البالغ جراء سياسات الاحتلال الإسرائيلي الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيرة إلى مخاطر مسلسل هدم المنازل في القدس والقرى والبلدات الفلسطينية.

فقد ندد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية في تصريح للصحفيين، بقرار سلطات الاحتلال هدم عشرات المنازل في قريتي الساوية ويتما في محافظة نابلس بالضفة الغربية، استجابة للالتماس الذي تقدمت به منظمة استيطانية متطرفة لتنفيذ أوامر الهدم، بذريعة عدم الترخيص ووقوعها في منطقة ( ج) التابعة أمنيا وإداريا لسلطات الاحتلال بموجب اتفاقية أوسلو.

وقال السفير صبيح: قضية الهدم ليس سياسة إسرائيلية جديدة فهي تعيدنا إلى عام 1948، عندما كانت تدخل عصابات "الهاغاناة" أي قرية فلسطينية تدمرها حتى لا يعود أهلها إليها، فسياسة الهدم مرتبطة بسياسة التهجير.

واكد أن إسرائيل من خلال ممارسات التعسفية والعنصرية على الأرض تظهر بأنها لم تستوعب الدرس بعد، مضيفا: الفلسطيني تعلم عندما يهدم بيته يعيش في خيمة، فعائلة حنون وعائلة الكرد، وعائلة الغاوي في القدس وعشرات العائلات الأخرى في غزة والضفة والقدس دليل على ذلك، فقد أقامت في خيام لا تبعد عن منازلها المهدومة عشرة أمتار، لتعلن صمودها وتمسكها بأرضها.

وتابع: مسلسل الهدم يسير في كل مكان، حتى في أراضي الـ1948، وهم يظنون واهمين بأنهم يستطيعون تغيير تاريخ الأرض وذاكرة الأرض والإنسان على الأرض، وهذا وهم كبير، والسنين الطويلة تدلل أن هذه السياسة فاشلة بنسبة مئة بالمئة.

ولفت السفير صبيح إلى أن سلطات الاحتلال هدمت في القدس وحدها على مر السنوات الماضية 8500 منزل فلسطيني، متسائلا: وهل هاجر الفلسطينيون وتركوا القدس، أم تمسكوا بحقوقهم وأرضهم؟.

وأكد أن "الجواب واضح ولا غموض فيه الفلسطينيون متمسكون بالقدس، وآخر صلاة للجمعة كان هنالك ربع مليون مصلي مسلم في المسجد الأقصى المبارك، رغم نشر الدبابات وآلاف الجنود وأفراد الشرطة والأسلاك الشائكة والتفتيش المذل، ونشر الكلاب والخيل، ومنع دخول من هم أقل من 50 عاما من الرجال، وأي سيدة من عمر أقل من 45 عاما، ومع ذلك الشعب الفلسطيني يعمر المسجد الأقصى بهذا الكم".

وشدد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين بالجامعة العربية على أن هذا الإصرار هو رسالة لإسرائيل بأنه سياساتها العنصرية لن تركع الفلسطيني المصمم على التمسك بحقوقه الثابتة.

وذّكر بالقرارات الدولية التي ترفض سياسات الاحتلال التعسفية وتغيير معالم الأراضي المحتلة ومحاولات فرض واقع ديمغرافي جديدة على الأرض، وقال هنالك قرارات دولية جميعها تدين إجراءات الاحتلال ولكن للأسف إسرائيل تتصرف كأنها فوق القانون دون وجود رادع لها.

وأضاف السفير صبيح: رغم ذلك لا يمكن إغفال هذه السياسات من تاريخ إسرائيل، فالمؤرخون الجدد في إسرائيل آلان بابيرو وغيره، هم كتبوا بالتفصيل عن سياسة التهجير والهدم في الأراضي والقرى الفلسطينية، فمنذ النكبة عام 1948، الصمود الفلسطيني زاد 60 ضعفا، والمطلوب منا كعرب تعزيز صمود الشعب الفلسطيني في الداخل، وأن لا نبخل في دفع المال، لأن الصمود من غير مال أمر صعب، وخصوصا في القدس، التي يعاني أهلها من فرض الضرائب الجائرة، ومن الملاحقة، وسياسة التجويع، ومن مشاكل السكن، وارتفاع تكاليف العلاج والتعليم بشكل كبير.

وأوضح أن هنالك دعما ضخما من قبل منظمات وجماعات ومؤسسات أهلية وغير أهلية، أمريكية وأوروبية للاستيطان، وقال: نذكر كل من يدعم الاستيطان بضرورة تذكر القانون الدولي، وقرارات محكمة العدل الدولية في لاهاي بهذا الخصوص.

كما عبر السفير صبيح عن قلقه من قيام سلطات الاحتلال بحفر المزيد من الأنفاق أسفل البلدة القديمة من مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، لافتا إلى ما أعلنت عنه "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" قبل بضعة أيام حول شق نفق جديد تحت بلدة سلوان غربي مسجد عين سلوان، وصل طوله حتى الآن إلى أكثر من 120 مترا وبعرض 1,5 متر وبارتفاع 3 أمتار ويتجه النفق شمالاً باتجاه المسجد الأقصى المبارك.

وأشار إلى وجود شبكة أنفاق أسفل البلدة القديمة في القدس وهي تقود من سلوان إلى حارة المغاربة إلى أنفاق تحت المسجد الأقصى مباشرة، وأنها وصلت تحت كأس هذا المسجد.

وبين قيام الجماعات اليهودية المتطرفة ببناء كنس في هذه الأنفاق، بالإضافة إلى تشييد متاحف، وكلها بهدف محاولة تزوير تاريخ المسجد والمكان.

وشدد السفير صبيح على ضرورة تضافر الجهود العربية والدولية لوضع حد للسياسات الإسرائيلية الخطيرة في القدس، موضحا أن عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية على اتصال دائم مع الأطراف المختلفة بخصوص هذا الموضوع، وإلى أن وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الأخير اتخذوا قرارات عدة للتحرك ضد هذه الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة