منظمة التحرير الفلسطينية.. والحال!/ بقلم : زعل ابو رقطي
نشر بتاريخ: 01/04/2006 ( آخر تحديث: 01/04/2006 الساعة: 17:27 )
منظمة التحرير الفلسطينية تلك الخيمة الواسعة, التي ومنذ تأسيسها وهي تشكل المظلة لكافة ابناء الشعب الفلسطيني وهي التي رسمت لجيل النكبة الطريق الصحيح لاستعادة الحقوق والكرامة المهدورة بعد الهزيمة النكراء التي حلت بنا كعرب وفلسطينيين.
هذه المنظمة وبالرغم من كل ما قدمته للشعب الفلسطيني تتعرض هذه الايام لهجمة شرسة من جهات مختلفة بحجة اصلاحها وتطويرها مما لحق بها خلال السنوات الماضية.
وهذا الجانب فيه بعض الصحة والحقيقة, وخاصة اذا اخذنا بعين الاعتبار مجمل التطورات والاحداث والمتغيرات العربية والعالمية في السنوات الاخيرة والتي انعكست بشكل او بآخر على القضية الفلسطينية برمتها, الامر الذي انعكس ايضا على دور المنظمة ومكانتها وتحديدا بعد العودة الى ارض الوطن اثر اتفاقيات اوسلو وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية.
عارف حجاوي الاعلامي القادم للوطن من رفاهية بلاد الضباب قبل سنوات محدودة والعائد الى اموال بلاد النفط حديثا ونشرة الحال التي نصبت نفسها منذ العدد الاول والممولة خارجيا ناقدة للوضع الفلسطيني ولكن باسلوب يخلو من الموضوعية والحقيقة وفيه من التجني ما يدفع للشك في نوايا واهداف بعض ما يكتب.
في العدد الاخير من الحال يتعرض الاعلامي عارف حجاوي لمنظمة التحرير الفلسطينية وبكل اسف يقول فيها ما لم تقله اقلام الاسرائيليين الذين يكنون العداء للمنظمة وشعبها وفصائلها حيث وصل الحال بمقالة الحجاوي الى الدعوة الصريحة والواضحة لانشاء منظمة جديدة بالخارج تطالب بالعودة الى فلسطين, وحسب الحجاوي فانه لا يحق لهؤلاء اي ملايين الفلسطينيين في الخارج العودة الى ارض الدولة الفلسطينية او ارض السلطة حسب مفهومه ويبرر ذلك بكل اسف ان المنظمة كالخزانة االقديمة المليئة ببيض الصراصير.
كلمة حق ان يخرج اي فلسطيني ليطالب باصلاح المنظمة لكن ليس من حق احد وخاصة اولئك الذين استمتعوا بصخب العواصم الاوروبية ان يطالبوا باصلاح المنظمة, فما بالك عندما يصل بهم الحد الى وصف المنظمة بالصراصير.
اليس من العيب ان يصف كاتب فلسطيني المنظمة بالصراصير لانه بالتأكيد لا يعرف ما هي المنظمة؟ فهذه المنظمة التي تحولت الى مادة للنقد والسخرية هي حصاد اكثر من خمسة عقود من النضال والتضحيات والشهداء والجرحى والاسرى ،هي حصيلة معاناة الملايين من ابناء شعبنا في الشتات، هي ليالي الشتاء الباردة والحر القاتل في مخيمات اللجوء، هي الجراح النازفة في الاغوار والجنوب ومعسكرات سورية ولبنان، هي اولئك الشرفاء والشهداء الذين سقطوا دفاعا عن القضية والثورة والمنظمة والقرار المستقل والعودة.
هي اولئك الابطال الذين دفعوا دماءهم هنا في الارض المحتلة من اجل ان يرفعوا علم فلسطين وراية المنظمة بمواجهة الاحتلال وقمعه, هي القادة الشهداء غسان كنفاني وابو يوسف النجار واحمد الشقيري وابو جهاد وكمال ناصر وابو الهول وابو العباس ووديع حداد والشهيد الرمز ياسر عرفات وقافلة طويلة من الشهداء الابرار, هي المنظمة التي حمت القضية من النسيان والاحتواء والتفريط ،وهي التي اعادت الشعب الفلسطيني الى قلب الاحداث،واعادت فلسطين الى العالم كقضية لاجئين, وهي التي جعلت العام بأسره يعترف بفلسطين وبحقوق شعبنا المشروعة.
هذه هي منظمة التحرير الفلسطينية التي تجرأ البعض على وصفها ببيض الصراصير.
فرحمة بدماء الشهداء وتضحيات شعبنا, ارفعوا اقلامكم المسمومة عن عنوان كرامتنا وخيمتنا ووحدتنا.
نعم لاصلاح وتفعيل المنظمة, ولكن لا للطعن والتجريح والتطاول.