محاضرة في جامعة بيرزيت حول الصراع على الهوية الفلسطينية بعد النكبة
نشر بتاريخ: 16/09/2009 ( آخر تحديث: 16/09/2009 الساعة: 14:58 )
رام الله- معا- عقدت دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت محاضرة عامة بعنوان:" الصراع على هوية ما تبقى من فلسطين بعد النكبة"، والتي ألقاها رئيس دائرة العلوم السياسية أ. سميح حمودة.
وأوضح أ.حمودة في مستهل محاضرته أنه لا يمكن فصل السياسة عن التاريخ، فلا يمكن على الإطلاق الوصول إلى سياسة حكيمة تتناسب مع الواقع دون فهم التطورات التاريخية الحاصلة وكيفية تفاعل وتطور الأمور، كما أنه لا يمكن رؤية الحاضر دون تحليل معمق للماضي.
وشرح أ. حمودة مفهومي الهوية السياسية والهوية الثقافية، وقال أن الهوية تعريف للذات وهي المركز الذي ينطلق منه الإنسان في قيمه وسلوكه، وأنها متعددة الأنواع والمستويات، مركزاً على الهوية الثقافية التي امتازت الدولة العثمانية، وأنها كانت تعددية، غير مقتصرة على ثقافة واحدة بينما كان هناك هوية سياسية واحدة لكل رعايا الدولة، وهنا تداخلت الهوية الثقافية التعددية مع السياسية ولم يحصل التناقض إلا حين برزت القومية الطورانية بديلاً عن الهوية العثمانية.
أما بعد انهيار العهد العثماني وبروز السيطرة الغربية فلم يعد هناك هوية سياسية جامعة حيث استغلت القوى الاستعمارية الهويات الثقافية المتعددة وعملت على تحويلها إلى هويات سياسية تخدم المشروع الغربي، ضمن سياسة "فرق تسد"، وذلك ما حصل في العراق الذي تحطمت هويته السياسية الجامعة وتكرست على شكل أحزاب وطوائف.
وشرح أ. حمودة في استعراض تاريخي طويل كيف تم تحطيم وإلغاء الهوية الفلسطينية بعد النكبة وعدم سماح القوى الإمبريالية الغربية للشعب الفلسطيني بإقامة كيان سياسي على ما تبقى من أرضه، مستنتجاً بأن الشعب الفلسطيني لن يسترد أيٍ من حقوقه دون عودة الهوية السياسية الجامعة لكل العرب، والتي تعتبر كل فلسطين جزءاً لا يتجزأ من تاريخها وحاضرها ومستقبلها.