السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كذبة نيسان: مزح وجد ولعب وضحك!

نشر بتاريخ: 01/04/2006 ( آخر تحديث: 01/04/2006 الساعة: 20:43 )

عمّان- إسلام الشوملي- يجد عشاق حبك المقالب والدعابات فرصتهم اليوم الذي يصادف الأول من نيسان(إبريل). ولا يبرح هؤلاء يطلقون طاقاتهم في ممارسة واحدة من الهوايات التي يعملون على التخطيط لها قبل أيام من موعدها، بهدف ايقاع أكبر عدد ممكن من أفراد عائلاتهم وأصدقائهم في فخها.

وتتنوع طبيعة المقالب التي ينظمها هؤلاء في الأول من نيسان تبعاً لعدة عوامل يتدخل فيها عامل المكان والزمان والشخصيات التي سيطبق عليها المقلب.

وفي حين يلجأ بعضهم لاستخدام اسلوب الخبر الكاذب الذي يحمل إما ما هو مفرح أو ما هو محزن، يجد آخرون في ذلك دعابات مملة، قد تكون في كثير من الأحيان سبباً لحدوث أزمة نفسية عند بعضهم إذا حملت خبراً مفزعاً، وهو ما تؤكد عليه نور الكيلاني التي تهوى ايقاع الأقارب والأصدقاء في حبائل مقالبها على مدار العام وليس فقط في الأول من نيسان، الذي تجد فيه مجالا أوسع لتنفيذ المقالب بأكبر عدد من الأشخاص.

وتجد المهندسة الشابة في ذلك نوعا من المرح والتسلية التي تضفي على أجواء الجلسات العائلية بهجة وسرورا، وترى أن هدف التسلية والمرح لا ينسجم مع إيذاء الناس وإلحاق الأذى بهم، ولهذا فهي تعنى دائماً بألا تتسبب بأذى لأي شخص من خلال مزاحها ومقالبها المحكمة.

وتعنى الكيلاني باختيار ضحاياها ممن تطبق عليهم مقالبها المضحكة، مميزة بين من يتقبل المزاح من غيره.

وفي حين تبين أن ما كانت تطبقه من مقالب مع صديقاتها في فترة دراستها الجامعية يرتبط بإشاعة عن ظهور امتحان مفاجئ او محاضرة أو دوام إضافي، حيث "كنا نتبادل المقالب في تلك الفترة وكانت المنافسة تنصب على القدرة على الاستمرار في المقلب قبل كشفه حتى آخر لحظة".

من جانبه يتحدث أستاذ الشريعة في الجامعة الاردنية محمد أبويحيى عن كذبة نيسان من وجهة نظر دينية مؤكدا أنها "بدعة جاءت من الغرب وبدأ الناس بتناقلها من دون وعي لاحكامها الشرعية، إذ تصنف كبدعة وكل بدعة ضلالة".

ويتابع حديثه لافتاً إلى أن الكذب محرم قطعاً. ويستند أبويحيى في ذلك على ما أجاب عنه الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سئل "أيكون المؤمن جباناً، قال: نعم، قيل: أيكون المؤمن بخيلاً قال: نعم، قيل: أيكون المؤمن كذاباً قال: المؤمن لا يكذب".

ويبين أن الاستهتار بالكذب والمزاح قد يتسبب بمشاكل اجتماعية وأسرية أو حتى صدمات ربما تؤدي إلى مشكلات صحية لبعض الأفراد، وهو ما يصنفه ضمن الأذى والضرر. ويلفت إلى وجود العديد من البدائل التي قد تبعث السرور من دون إلحاق الأذى والضرر.

وفي حين يوصي أبويحيى بتجنب الكذب، يشترط أن يكون المزاح مع الأصدقاء أو الأقارب بطرق غير مسببة للأذى.

وهناك اختلاف حول مصدر كذبة نيسان وأصلها. ويربط بعضهم كذبة نيسان بعيد "هولي" المعروف في الهند الذي يحتفل به الهندوس في 31 آذار(مارس) من كل عام. وتقوم الفكرة فيه على خداع الناس وتدبير المقالب لهم، وذلك بإرسال بعض‏ ‏البسطاء في مهمات وهميّة كاذبة لا فائدة منها، هي فقط لمجرد اللهو والدعاية ويجري الكشف عن حقيقة أكاذيبهم مساء اليوم الأول من نيسان (ابريل).

ويرى بعضهم أن أصل يوم كذبة نيسان ليس واضحاً إلا أنه بات معروفاً ومتبعاً منذ القرن الثامن عشر في إنجلترا، والقرن السادس عشر في فرنسا.

ويذكر أن هذه العادة بدأت في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع العام ‏1564 وكانت فرنسا اول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ كان الاحتفال بعيد ‏‏رأس السنة يبدأ في يوم 21 آذار(مارس) وينتهي في الأول من ابريل بعد ان يتبادل الناس ‏هدايا عيد رأس السنة الجديدة.

وعندما تحول عيد رأس السنة الى الأول من كانون الثاني (يناير) ظل بعض الناس يحتفلون به في ‏‏الأول من ابريل كالعادة وأصبحت عادة المزاح مع‏ ‏الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا ومن ثم أطلق على من يقعون ضحية مقالب الأول من ابريل "ضحايا ابريل".

ومنها انتشرت كذبة نيسان الى البلدان‏ ‏الأخرى وانتشرت على نطاق واسع في انجلترا بحلول القرن السابع عشر الميلادي ويطلق ‏‏على الضحية في فرنسا اسم "السمكة" وفي اسكتلندا "نكتة ابريل".