توصيات بضرورة بناء جسم إعلامي متخصص قادر على الاهتمام بالقضايا البيئية
نشر بتاريخ: 02/04/2006 ( آخر تحديث: 02/04/2006 الساعة: 08:59 )
غزة- معا- أجمع المتحدثون في المحاضرة المتخصصة التي نظمتها دائرة شؤون الخريجين في الجامعة الإسلامية لعرض تجربة البرنامج التدريبي المتعلق ببناء جسم إعلامي قادر على الاهتمام بالقضايا البيئية, على ضرورة توفير الظروف الملائمة للارتقاء بالإعلام البيئي كأحد أوجه الإعلام المتخصص.
واكد المحاضرون على دور الإعلام البيئي في تثقيف المجتمع حيال القضايا البيئية المختلفة, بغرض نشر الوعي بين المواطنين, ومنح التخصص الإعلامي المزيد من الأهمية, وكانت دائرة شئون الخريجين عقدت المحاضرة الإعلامية المتخصصة أمس في قاعة المؤتمرات العامة بمبنى القدس, بالتعاون مع مركز التدريب والتطوير بتلفزيون فلسطين, وسلطة البيئة, وحضرها أ. رفيق حماد - مدير دائرة شئون الخريجين بعمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر, أ. محمد الباز - مدير مركز التدريب والتطوير الإعلامي بتلفزيون فلسطين, أ. إياس أبو حجير - القائم بأعمال الممثل المقيم ومدير البرامج بمكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي في غزة, وهي الجهة الممولة للبرنامج, د. مبروك القدرة - مدير الإعلام البيئي في سلطة البيئة, أ. طلعت عيسى - نائب رئيس قسم الصحافة والإعلام, وعدد من أعضاء هيئة التدريس بقسم الصحافة والإعلام, والمهتمين, وطلاب وطالبات القسم.
العلاقة مع مركز التدريب الإعلامي
بدوره, أشاد أ. حماد بالعلاقات الوطيدة التي تربط دائرة شئون الخريجين ومركز التدريب والتطوير الإعلامي بتلفزيون فلسطين, والتي أثمرت العديد من صور التعاون المشترك بين الدائرة والمركز, من حيث عقد الدورات المتخصصة, وفتح المجال أمام طلبة وخريجي قسم الصحافة والإعلام للتدريب سواء في المركز, أو استديوهات الإذاعة والتلفزيون الفلسطيني.
وتحدث أ. حماد عن الاتصالات التي تقوم بها دائرة شئون الخريجين مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات المانحة, من أجل الاستفادة من تجربة تلك المؤسسات من ناحية, وتوفير فرص عمل مؤقتة أو دائمة لخريجي الجامعة من ناحية ثانية, وأكد أ. حماد على حرص دائرة شئون الخريجين على ربط الخريج بجامعته ومرافقها, وإشراكه في الأنشطة التي تعقدها, ودعا أ. حماد إلى تقدير آراء الخريجين, والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم فيما يتعلق بوضع الخطط والاستفادة منها.
من ناحيته أكد أ. عيسى - على أهمية الإعلام البيئي, وأرجع ذلك للأهمية الكبيرة التي تشكلها البيئة في العالم بأسره, وتحدث أ. عيسى عن أهمية الإعلام المتخصص, ووظائفه, وأثره على ثقافة الفرد والمجتمع.
مركز التدريب والتطوير الإعلامي
أما أ. الباز فأثنى على موضوع المحاضرة التي تستضيفها الجامعة الإسلامية, ووصفها بالمتميزة, مشدداً على أهمية التدريب والتطوير في العمل الإعلامي, وضرورة أن يكون العامل في مجال الإعلام متابعاً لما يحدث حوله من تطورات, انطلاقاً من أهمية رقي الإنسان.
وتحدث أ. الباز عن أهداف مركز التدريب والتطوير الإعلامي من حيث سعيها لتعزيز مرتكزات الخطاب الإعلامي الفلسطيني بمفهومه الشامل, إضافة إلى إعداد الكادر الإعلامي بشرياً وتقنياً, واستعرض أ. الباز العديد من الإنجازات التي حققها المركز في سياق هذا الإعداد, ومنها: دورات في الإعلام والبيئة, وفن الإلقاء, وتغطية الانتخابات, والتصوير التلفزيوني, والتعامل مع الكاميرا.
وثمن أ. الباز التعاون الذي يربط عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر بالمركز, والذي تمخض عنه إعداد ورقة عمل مشتركة, يتم بموجبها عمل دورات وورش عمل تتعلق بالمجال الإعلامي, وتناول أ. الباز موضوع التدريب الداخلي والخارجي الذي يعقده المركز بالتنسيق مع عدة جهات, مثل: معهد الإذاعة والتلفزيون للتدريب في جمهورية مصر العربية, والذي يتضمن دورات في الحاسوب, واللغات والإذاعة والتلفزيون, إضافة إلى التنسيق مع اتحاد الإذاعات العربية, والذي عقدت بموجبه دورات عديدة في الجمهورية العربية السورية في مجال الكتابة الصحفية, والمونتاج, وكذلك الدورات التي تعقدها قناة الجزيرة الفضائية.
وأشار أ. الباز إلى التسهيلات التي يطرحها مركز التدريب الإعلامي, مبيناً التجهيزات المتوفرة فيه, من الاستيديو التلفزيوني الشامل, ووحدتي المونتاج للإذاعة والتلفزيون, ومختبر الحاسوب.
وكالة جايكا اليابانية
من جانبه, أشار أ. أبو حجير إلى قيام وكالة جايكا اليابانية بتدريب كوادر فلسطينية في اليابان ومصر والأردن, إلى جانب تنفيذ مشاريع خاصة بالبيئة, موضحاً متابعة الوكالة لاحتياجات المتدربين, وأعزى ذلك لأن التدريب يجب أن يترافق معه برنامج متابعة يعبر عن الرؤية الخاصة نحو المتدربين, في أعقاب عودتهم إلى الوطن, لافتاً إلى أن هؤلاء المتدربين يجب أن يحملوا رؤى قابلة للتطبيق في فلسطين.
وحول عدد المتدربين ذكر أ. أبو حجير أن عدد المتدربين في اليابان يصل سنوياً إلى ستين شخص, معظمهم من الوزارات, مشدداً على قيمة الثروة الإنسانية الطبيعية ذات القدرة على التكيف والتأقلم, واستدرك في حديثه مشيراً إلى أن المشاركة في الأنشطة المختلفة التي تنظمها الوكالة تأتي ترجمة لهذا النهج, وحث الإعلاميين على إيصال صور الاهتمام المتنوع بالبيئة إلى الجمهور, وذلك للحفاظ على صحة الإنسان والبيئة, ليتسنى للإنسان العيش في بيئة صحية ونظيفة, وشجع أ. أبو حجير على الحفاظ على العلاقات الطيبة التي تجمع مؤسسته والجامعة الإسلامية من جانب, المؤسسة والمؤسسات المختلفة داخل الوطن من جانب آخر.
الإعلام البيئي المتخصص
وفي ذات اللقاء عرض د. القدرة لبرنامج بناء جسم إعلامي قادر على الاهتمام بالقضايا البيئية, ويمثل هذا الموضوع خلاصة المادة التدريبية التي تلقاها الإعلاميون في الدورة المنعقدة في الفترة منذ الخامس من يناير 2006م وحتى الخامس من مارس 2006م, والمنعقدة بتمويل من مؤسسة جايكا اليابانية, من خلال جمعية خريجي جايكا في فلسطين.
وفيما يتعلق بفكرة البرنامج ذكر د. القدرة أنها تأتي بسبب الحاجة إلى التعريف والتدريب الخاص بالتنمية المستدامة, ومخاطبة الشرائح المختلفة في هذا الشأن, الأمر الذي يستدعي العمل الجاد لبناء جسم إعلامي متخصص, وأضاف د. القدرة أن الحاجة إلى وجود إعلاميين متخصصين في هذا المجال دفعت بشكل كبير في اتجاه عقد هذا البرنامج, وعلل ذلك بالانتهاكات التي تعرضت لها البيئة الفلسطينية, وحاجتها إلى طرح هذه القضايا الهامة, وإيجاد حلول لها, إلى جانب نشر التوعية في المجتمع.
و بخصوص تحديد احتياجات البرنامج التدريبي بينَ د. القدرة أنه تم الاعتماد في تحديدها على العديد من الدورات المتخصصة التي تطرح موضوع الإعلام البيئي, منوهاً إلى أن ضرورة تنفيذ البرنامج نبعت من النقص الشديد في الإعلام التخصصي عامة, والإعلام البيئي خاصة.
وعلى صعيد آلية عمل البرنامج تناول د. القدرة ثلاث مجالات, وهي: العلوم البيئية, والمواد الإعلامية, والتدريبات العملية, وذكر أنه تم في هذه المرحلة من التدريب بحث أهمية الإعلام التخصصي, ورفد الإعلاميين بحصيلة كبيرة من العلوم البيئية, التحديات التي يواجهها الإعلام البيئي, علاوة على تقديم المواد الإعلامية المتعلقة بالكتابة والتصوير, وأظهر د. القدرة قيمة الموضوعات التدريبية التي تعزز المهارات, وما تم تلقيه في العلوم البيئية, والمواد الإعلامية.
وعن الأهداف التي دفعت إلى عقد البرنامج أوضح د. القدرة أنها تتمثل في: تطوير قدرات العاملين في مجالات الإعلام المختلفة, والارتقاء بمعارف ومهارات العاملين والمهتمين بعلوم البيئة والإعلام, وترسيخ مفهوم ومكونات الإعلام البيئي, وإبراز مفهوم البيئة, وتأثيرها على الإنسان.
وأشار د. القدرة إلى أن الآلية التي اتبعها البرنامج تكمن في المنهجية التشاركية, وتبادل الخبرات, وفرق العمل, والجلسات الحوارية, وأسلوب الطرح, ودراسة الحالة.
ونوه د. القدرة إلى أن البرنامج طرح موضوعات بيئية مختلفة تناولت واقع المياه في فلسطين, والنفايات الصلبة, وأنواع التلوثات المختلفة, وانفلونزا الطيور, والسياحة البيئية, وانجراف الشواطئ, وقطع الأشجار, وغيرها.