الإثنين: 16/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

خلال ندوة "آفاق البيئة والتنمية" الشهرية

نشر بتاريخ: 17/09/2009 ( آخر تحديث: 17/09/2009 الساعة: 16:11 )
رام الله -معا- دعا متخصصون وباحثون إلى دعم جهود اللجنة الوطنية لمكافحة الأغذية المعدلة وراثياً، وطالبوا خلال الندوة الشهرية لمجلة "آفاق البيئة والتنمية" المنبثقة عن مركز العمل التنموي"معاً"، بالضغط على المؤسسات التعليمة والمراكز البحثية المتخصصة لممارسة دور إيجابي، عبر إجراء أبحاث حول الهندسة الوراثية.

وحث متخصصون من الإغاثة الزراعية وجمعية المهندسين الزراعيين العرب واتحاد لجان العمل الزراعي ومركز العمل التنموي، وباحثون من جامعتي بيرزيت وبولتيكنيك فلسطين ومنسقة برامج في مؤسسة "هينريش بول" الألمانية سن قوانين وتشريعات واضحة للتعامل مع الأغذية المعدلة جينياً وحماية البذور البلدية. وأطلقوا الدعوة لوسائل الإعلام لممارسة دورها، باتجاه بناء وعي بيئي في هذا الموضوع.

كما حث المشاركون في الندوة التي عقدت اليوم في رام الله الجهات الرسمية بمحاكاة التجربة الألمانية المتمثلة بوضع ملصق يميز الأغذية المعدلة وراثياً عن غيرها. كما ناقشوا سبل التشبيك مع مؤسسات عربية للعمل الإقليمي المشترك.

وتناول مدير البرامج والمشاريع في اتحاد لجان العمل الزراعي فؤاد أبو سيف مفهوم التعديل الوراثي، ومدى انتشار الأغذية المعدلة جينياً في فلسطين. وأستعرض نتائج مسوحات نفذها الاتحاد، حول الوعي بقضايا التعديل الوراثي وأخطاره. فيما أشار مدير العلاقات العامة في الاتحاد ذاته د.طه الرفاعي إلى الأخطار البيئة والصحية المتوقعة بفعل هذا اللون من الغذاء، وبخاصة رفع نسبة الحساسية لدى المستهلكين بسرعة كبيرة. عدا عن العواقب البيئة الكثيرة، وتهديد السيادة الغذائية للشعوب.

وعالج د. جميل حرب، الأستاذ في جامعة بيرزيت كيفية إنتاج الأغذية المعدلة وراثياً، والمراحل التي تمر بها، والجدل الدائر حول استخدامها. وقال إنه لم يثبت أنها تشكل تهديداً على صحة الإنسان.

وأستعرض المهندس في جمعية المهندسين الزراعيين سعد داغر، الهدف الحقيقي من استخدام الهندسية الجينية عالمياً، مشيرًاً إلى وجود قوى اقتصادية كبرى، تسعى للسيطرة على الشعوب، عبر التحكم بغذائها وتدمير تراثها من بذور بلدية وتجويعها، وتغييب الحقائق حول ماهية هذه الأطعمة.

فيما تناول الباحث ومسؤول تحرير "آفاق البيئة والتنمية" جورج كرزم، مدى مساهمة التعديل الوراثي في تعميق الاحتكار في النظام العالمي، وتفاقم المجاعة. وأعاد التذكير بالأخطار البيئة والصحية الكامنة في التعديل الوراثي. واعتداءها الصارخ على الأمن الغذائي للفقراء وتعميقها للاحتكار وتهديدها للسلالات الوطنية الأصلية، التي أوشكت على الانقراض.

وأستعرض الصحافي عبد الباسط خلف، الذي أدار الندوة، التفاعلات التي أحدثها الغذاء المعدل وراثيا في العالم، إذ فرضت أوكرانيا حظراً عليه، وأوقفت ألمانيا زراعة الذرة المعدلة جينياً، وألزمت بوضع شعار موحد للمنتجات الخالية من الهندسة الوراثية. في وقت يعتبرها 52 في المائة من الأمريكيين، وفق أحدث الاستطلاعات المتخصصة "غير آمنة".

وتطرق الباحث في جامعة بوليتيكنك فلسطين د. رامي عرفة، إلى أخطار الأغذية المعدلة، مشيراً أن هذه الهندسة تزيد من استخدام المبيدات الكيماوية السامة، وتتسبب بإحداث خلل في التوازن البيئي، وتسببت بتهديد أنواع من اليرقات، وتقضي على فرص الأصناف البلدية من البذور بالحياة، كما أن المستقبل قد يكشف المزيد من الأخطار القاتلة لهذه التكنولوجيا، وعندها ستكون معالجة الخلل مستحيلة. وستنشر وقائع الندوة الكاملة في موقع المجلة مطلع تشرين أول القادم.