الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشيخ صبري يعلن عن فتوى شرعية تحرم العمل بالانفاق اسفل الاقصى

نشر بتاريخ: 17/09/2009 ( آخر تحديث: 18/09/2009 الساعة: 00:25 )
القدس -معا- أعلن الشيخ عكرمة صبري، رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس قبل ظهر اليوم، عن فتوى شرعية بتحريم العمل بالأنفاق التي تحفرها السلطات الإسرائيلية أسفل المسجد الأقصى وفي بلدة سلوان إلى الجنوب منها.

جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقدته مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في فندق الأمبسادور في القدس المحتلة تحت عنوان " شبكة أنفاق سلوان في قبضة المحتل" كشفت فيه النقاب وبالتوثيق المصور عن أخطر شبكة من الأنفاق يحفرها الإسرائيليون في بلدة سلوان خاصة في واد حلوة باتجاه المسجد الأقصى وبطول يمتد إلى 600 متر.

وأضاف الشيخ صبري:" لقد سبق وأصدرنا فتوى شرعية بتحريم أخذ تعويض عن المنازل المهددة بالهدم ، وأصدرنا فتوى أخرى بتحريم بيع العقارات ، والعمل ببناء الجدار الفاصل ، واليوم نصدر فتوانا بتحريم العمل بهذه الأنفاق، علما بأن هناك دلائل تشير إلى وجود مقاولين وعمال أو حراس محليين يعملون في هذه الأنفاق ويتولون حراستها، وهذا لا يجوز لأنه اعتداء على ممتلكاتنا وحضارتنا، ولهذا نعلن تحريم العمل بتلك الأنفاق".

وعرض في مستهل المؤتمر الصحفي شريط مصور يظهر بالتفصيل جزءا من شبكة الأنفاق الإسرائيلية في بلدة سلوان الجاري حفرها والتي تتجه كلها صوب المسجد الأقصى ، ولا تبعد عن حده الجنوبي سوى أمتار عديدة.

ويظهر الشريط أبوابا حديدية مشبكة، وأقفالا حديدية،وأبوابا خشبية كبيرة وطويلة عند مدخل النفق الجديد الأول الذي تحفره المؤسسة الإسرائيلية غرب مسجد عين سلوان على بعد نحو 60 مترا جنوب المسجد الأقصى. كما يظهر الشريط أكياس خيش كبيرة ملئت بالتراب والحجارة المستخرجة،وأنابيب حديدية أعدت لتركيب شبكة هوائية وضعت جاهزة أيضا في الموقع عبر فتحة طولها نحو ثلاثة أمتار، ودلاء وأدوات حفرية وكساء للرأس وضعت على جانبي النفق الذي أسند من جوانبه كلها بأعمدة حديدية قوية ، وكذلك أنابيب حديدية نصبت بالطول أبضا ، وأضواء وشبكة كهرباء نصبت من عل وأحيانا على الأطراف في نفق يتجه شمالا نحو واد حلوة الواقع جنوبي المسجد الأقصى.

ولاحظ التقرير أن الحفر في المكان جديد ورطب وليس قديما، مشيرا إلى حجارة وضعت او وجدت على شكل درج وأحيانا يسند النفق من جهتيه بأكياس مملوءة بالتراب، فيما جرى تنظيف النفق من الحجارة التي كانت قد انهارت قبل أيام وسط النفق، وفي المنطقة ذاتها وجد ساتر من خشب وباب حديدي مشبك قد نصب حيث يضيق النقب ويصل عرضه إلى نحو متر واحد، وهنا يسند النفق عن يمينه بالخشب المتراص والحديد ، ومن شماله بالأعمدة الحديدية دون ألواح خشبية ، في حين عثر على ماكينة حفر تعمل بالضغط الهوائي، وأمامها مروحة هوائية.

وأكد التقرير الذي عرضته مؤسسة الأقصى أن الحفريات الإسرائيلية حولت بلدة سلوان إلى ورشة جريمة كبرى ، مشيرا إلى عبوات المطافي ، والأضواء الكبيرة ، والسلاسل الحديدية الملقاة على الأرض.

وتحدث في المؤتمر بعد ذلك الشيخ عكرمة صبري، داعيا العالم إلى الانشغال بأنفاق سلوان بدل الانشغال بأنفاق غزة. ووصف الأنفاق التي يحفرها الإسرائيليون بأنها اعتداء على الوقف والتراث الإسلامي، وهي تصب في زاوية التهويد لمدينة القدس ، وتهدد بصورة مباشرة المسجد الأقصى، وبالتالي هي حملة ضد الوجود العربي والإسلامي ، وهي حملة عنصرية لإقامة ما يحلمون به .

بدوره قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية أن ما شاهدناه اليوم يدل على أن الاحتلال مستمر في عنصريته وهمجيته، وبأنه لا يولي أي اهتمام لمشاعرنا الدينية ولحضورنا في المدينة المقدسة. وأضاف:" اذا كنا نردد قبل سنوات بأن القدس في خطر ، فإنها اليوم في كارثة حقيقية تهدد مقدساتها وأبنيتها التاريخية التي ترتبط بتراثنا وحضارتنا وانتمائنا لهذه المدينة. فالمؤامرة كبيرة على مدينة القدس ومستمرة أيضا على الأوقاف المسيحية والأرثوذكسية بشكل خاص ، وهناك محاولات لابتلاع هذه الأوقاف إمعانا في أسرلة القدس.

ودعا المطران عطا الله الأطراف الفلسطينية كافة إلى إنهاء الانقسام وتجاوز الخلافات لأن الاحتلال يستغل الانقسام بالإمعان في قهر شعبنا، مؤكدا أنه لا دولة فلسطينية بدون القدس، وبدون حق العودة .

أما حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح ، فقال:" إن ما شاهدناه اليوم يؤكد أننا لسنا أمام أنفاق ، بل أننا أمام مشروع استيطاني يجري تنفيذه تحت الأرض ، وهو ليس فوق الأرض فحسب. وأضاف:" العمل الذي يجري ليس عشوائيا بل مخططا وتشارك فيه كل مكونات الحكم في إسرائيل بما في ذلك الجهاز القضائي".

وقال: لا يكفي المطالبة بتجميد الاستيطان على أهمية هذا المطلب، ولكن يجب طرح ملف الحفريات وهو أكثر خطورة، وتشكل الحفريات نقطة حمراء من أجل طرحها.

من ناحيته اتهم الشيخ رائد صلاح المؤسسة الإسرائيلية بالعمل على نحو هستيري يجتمع فيه الدور الرسمي والشعبي من أجل تهويد القدس وبناء الهيكل الأسطوري المزعوم على حساب المسجد الأقصى. وقال: " لا شك أن الاستيطان خطير، وهو سرطان بشع ينش مجتمعنا الفلسطيني من داخله ، لكن ما شاهدناه اليوم لا يقل خطورة عما يجري من حفريات.

وحث الشيخ رائد صلاح العالمين العربي والإسلامي على تحمل مسؤولياتهما التاريخية إزاء ما يتعرض له المسجد الأقصى والقدس ، وقال:" نحن نتحدث عن جريمة بشعة، جريمة السعي لتهويد القدس والأقصى والمقدسات، داعيا إلى ممارسة كافة أنواع الضغط التي يمتلكها العرب والمسلمون لإرغام إسرائيل على وقف حفرياتها.