وادي النيص بطعم عائلي
نشر بتاريخ: 18/09/2009 ( آخر تحديث: 18/09/2009 الساعة: 13:14 )
بيت لحم - معا - وجدي الجعفري - فوجئت واثناء تصفحي صباح هذا اليوم للمواقع الرياضية على الشبكة العنكبوتية بتقرير تحت عنوان " واد النيص بطعم عائلي " وكان هذا التقرير على صدر الصفحة الرئيسية لموقع الاتحاد الاسيوي لكرة القدم ، ولأهمية هذا الموضوع وأكثر من ذلك فقد أصبحت اخبار فرقنا ومؤسساتنا تغزو المواقع العالمية فليس من السهل ان تنشر هذه المواقع تقريرا الا اذا اقتنعت بأهميته لذلك أضع هذا التقرير بين ايديكم للاطلاع عليه وكما جاء على الموقع الاسيوي .
**** واد النيص بطعم عائلي *****
– لا زالت ممارسة كرة القدم تحمل طابع الهواية في أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث أن الظروف المهيئة للاعبين لا تسمح لهم بالتفرغ لممارسة اللعبة بشكل منتظم إلى جانب صعوبة الظروف المعيشية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني.
وبالنسبة لنادي وادي النيص حامل لقب بطولة الدوري فإن العامل الأبرز هو الجو العائلي داخل الفريق، خاصة مع وجود ستة أشقاء في التشكيلة إلى جانب شقيقهم السابع الذي يتولى مهمة التدريب.
ويقول المدرب عمر يوسف أبو حمد البالغ من العمر 43 عاماً والذي قاد الفريق للفوز بلقب الدوري وبطولة كأس فلسطين لمنطقة الضفة الغربية مرتين: بالنسبة لنا تعتبر كرة القدم واجباً وطنياً.. أحب والدينا كرة القدم وجعلونا نتعلق بها أكثر.
وكان والد المدرب عمر أبو حمد وأعمامه من بين المساهمين في تأسيس نادي وادي النيص قبل نحو ثلاثون عاماً في قرية تحمل ذات الاسم قرب مدينة بيت لحم في الضفة الغربية.
ويقول خضر أبو حماد الذي يلعب أيضاً ضمن صفوف المنتخب الفلسطيني: كرة القدم تعتبر أسلوب حياة بالنسبة لنا.. نذهب إلى العمل ثم نعود للبيت قبل أن نغادر للملعب من أجل التدريب، لا يوجد أمور كثيرة للقيام بها، وبالتالي فإن كرة القدم تعتبر الحدث اليومي الأبرز.
ويكشف الشقيق الأكبر عمر: عندما يلعب ريال مدريد وبرشلونة تشتعل الأمور في البيت وتنتهي المباراة دائماً بأجواء متوترة بيننا، حيث نلقي على بعضنا المساند وجهاز الريموت كونترول.
ولا زالت كرة القدم في فلسطين محصورة في أجواء الهواية، حيث تفتقد للملاعب المناسبة والمدربين المؤهلين، إلى جانب أن أغلب اللاعبين يمارسون اللعب بسبب عشقهم لها دون انتظار مردود مالي.
ولا يعتبر وادي النيص حامل لقب بطولى الدوري استثناء بالمقارنة مع الفرق الأخرى، حيث أن لاعبي الفريق يخوضون المباريات بعد أن يكونوا قد أمضوا ساعات طويلة في العمل الشاق يومياً.
ويعتبر المهاجم سعيد السباخي اللاعب الوحيد في الفريق الذي يحصل على دخل ثابت في صفوف الفريق، علماً بأنه سجل 19 هدفاً خلال الموسم الماضي.
ولا يعتبر الدخل الذي يحصل عليه السباخي كبيراً حتى بمقاييس الدول العربية، حيث أنه يحصل على ألف دولار شهرياً إلى جانب مبلغ 7 آلاف دولار مقدم عقد سنوي.
وجاء السباخي إلى الضفة الغربية معاراً من نادي خدمات رفح في غزة، وهو يقيم في أحد منازل قرية وادي النيص عند خوض المباريات، علماً بأن جمهور الفريق يقوم بجمع المال خلال المباريات من أجل تأمين المبلغ اللازم لتغطية نفقاته.
ويعاني لاعبو كرة القدم في فلسطين من قلة المردود خاصة بعدما انتفاضة عام 2000 والتي تلتها ظروف صعبة مرت على الشعب الفلسطيني توقفت نتيجتها معظم نشاطات كرة القدم، لكن النشاط بدأ يعود إلى الملاعب العام الماضي من خلال إقامة بطولة الدوري لمنطقة الضفة الغربية فقط.
أما بالنسبة لغزة فلا زال نشاط كرة القدم متوقفاً، خاصة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على القطاع العام الماضي، إلى جانب الظروف السياسية في أعقاب سيطرة حماس على زمام الأمور.
ونتيجة لهذه الظروف فإن الحصار يتواصل على غزة، وبالتالي فإن حركة اللاعبين تعتبر صعبة للغاية. علماً بأنه أيضاً لا زال من الصعب على الفرق العربية دخول الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية حيث يقتصر هذا الأمر على المنتخبات والأندية الأردنية.
ولا يمتلك نادي وادي النيص ملعباً خاصة به لخوض مبارياته وذلك كحال بقية الأندية الفلسطينية وبالتالي فإنه يخوض مبارياته المحلية على ستاد الرام في رام الله.
ويقول عمر أبو حمد: حلمنا أن نمتلك ملعباً حقيقياً في القرية، وقد يتحقق هذا الحلم خاصة وأن الأعمال بدأت لإنجاز مثل هذا الملعب في القرية بتمويل من السلطة.
ويمثل نادي وادي النيص فخراً كبيراً لأبناء القرية الصغيرة، وذلك من خلال نجاحه في الفوز بلقب كأس فلسطين عامي 2000 و2007 إلى جانب بطولة الدروي موسم 2008/2009، وهناك لاعبان في الفريق ضمن المنتخب الوطني.
ويقول مهاجم الفريق اياد نايف البالغ من العمر 30 عاماً والذي يعمل كمدرس للتربية الرياضية: باتت قريتنا معروفة الآن بسبب كرة القدم.
وفي المقابل يقول خضر أبو حمد: إنها ميزة كبيرة أن تلعب إلى جانب اخوانك وأبناء عمومتك في ذات الفريق فهذا الأمر يجعلنا متوحدين.. الفريق أسرة واحدة كبيرة وهذا مصدر قوتنا.