الرئيس يجدد موقفه من الاستيطان بالقاهرة ويغادر للقاء العاهل الاردني
نشر بتاريخ: 19/09/2009 ( آخر تحديث: 19/09/2009 الساعة: 18:46 )
بيت لحم - معا - جدد الرئيس محمود عباس، تأكيده على ضرورة التزام إسرائيل بوقف الاستيطان قبل العودة للمفاوضات.
وشدد الرئيس في مؤتمر صحفي عقده بمقر الرئاسة المصرية بالقاهرة عقب لقائه الرئيس المصري محمد حسني مبارك، على أن العائق الأساسي أمام استئناف المفاوضات هو تهرب إسرائيل من الاستحقاقات الواردة في خطة خارطة الطريق، وبخاصة في البند الأول المطالب بوقف الاستيطان بشكل كامل.
وقال الرئيس كما نشرت وكالة الانباء الرسمية وفا :" ما حصل معنا في الأيام الماضية أن السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي للسلام قام بأكثر من جولة بمنطقة الشرق الأوسط، وزارنا أكثر من مرة، كما زار مصر وعدد من الدول العربية، وخلاصة ما وصل إليه هو أنه كان يبحث عن اتفاق من أجل الوقف الكامل للاستيطان حسب خطة خارطة الطريق، ولكنه في النهاية لم يتمكن من الوصول لهذا الاتفاق".
وعزا الرئيس عدم التوصل لاتفاق يتعلق بوقف الاستيطان خلال جولة المبعوث الأمريكي إلى "تمسك الطرف الإسرائيلي بأمور لا يحتملها لا الطرف الفلسطيني ولا الأمريكي، وأبرز هذه الأمور استثناء القدس والمباني قيد الإنشاء والمباني الحكومية وغيرها من وقف الاستيطان".
وشدد الرئيس على أن الحديث عن وقف الاستيطان لمدة 9 أشهر يبقى أمرا شكليا ونظريا، لأنه لا يكون على أرض الواقع وقف حقيقي للاستيطان.
وأضاف الرئيس: " في ضوء جولة ميتشيل بإمكاننا القول أن الاتفاق بشأن الاستيطان لم يحصل، وهذا يتطلب جهود أخرى في المستقبل، وما دام لم يحدث هذا فاستئناف المفاوضات الذي كان ممن الممكن أن يعلن في واشنطن لن يتم، نظرا لعدم وجود اتفاق حول وقف الاستيطان".
وأكد الرئيس أن الأساس هو ما ورد في خطة خارطة الطريق في البند الأول والثاني والثالث، مضيفا: "حتى أنهم حاولوا أن يغيروه -في إشارة لإسرائيل-، فلم يستطيعوا، وبالتالي نؤكد لا يوجد اتفاق حول الاستيطان، ولا يوجد حديث عن استئناف المفاوضات بعد جولة ميتشيل الأخيرة".
وعبر الرئيس عن اعتقاده بأنه عقب اجتماعات الأمم المتحدة، سيستأنف المبعوث ميتشيل مساعيه للوصول لاتفاق يتعلق بالاستيطان بما يعطي دفعة لعملية السلام.
وردا على سؤال حول المطلوب عمله أمريكيا في ظل التعنت الإسرائيلي، أجاب الرئيس: "المطلوب من الجانب الأمريكي الاستمرار في الالتزام بالبند الأول في خطة الطريق الواضح، والذي يقول 'لا بد من وقف الاستيطان بشكل كامل بما فيه النمو الطبيعي'، والحكومة الإسرائيلية لا تريد هذا وبالتالي لا يمكن أن تكون هنالك أرضية مشتركة بين إسرائيل من جهة وبيننا من جهة أخرى'.
وبخصوص الموقف العربي المتعلق بوضع عملية السلام، قال الرئيس : 'نحن نتشاور، وزيارتنا ولقاؤنا اليوم من الرئيس مبارك من أجل التشاور، وذاهبون أيضا للأردن للتشاور، وأجرينا عدد من الاتصالات الهاتفية مع أشقائنا العرب من أجل التشاور'.
وأشار الرئيس إلى أن اجتماعا سيعقد في 21 من الشهر الجاري للجنة المتابعة العربية في نيويورك لاستخلاص النتيجة التي سنتوجه بها جميعا إلى الأمم المتحدة وللرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وحول إمكانية ربط موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية بوضع عملية السلام، رد الرئيس: " بما يتعلق بالمفاوضات والانتخابات الموضوعان مختلفان ولا يوجد علاقة بين المفاوضات والانتخابات، فالانتخابات قضية فلسطينية داخلية نحن بحثناها مع الأخوة في مصر، وتلقينا رسالة تتضمن الرؤيا المصرية للمصالحة وأجبنا عليها"، وقلنا :" نحن ندعو لانتخابات رئاسية وتشريعية تحت إشراف عربي وإسلامي ودولي في أي وقت في النصف الأول من العام المقبل".
وحول توقعاته بخصوص طبيعة التحرك الأمريكي المستقبلي في المنطقة قال الرئيس: " أتوقع أن ميتشل سيبذل جهودا أخرى مع إسرائيل، ونحن بدورنا كل ما لدينا من واجبات نقوم بها، والتركيز يجب أن يكون على الطرف الإسرائيلي".
وبعدها، غادر الرئيس محمود عباس، والوفد المرافق له القاهرة، متوجها إلى مدينة العقبة الأردنية، بعد جلسة مباحثات عقدها مع الرئيس المصري محمد حسني مبارك.
وكان في وداع الرئيس في مطار القاهرة الدولي: اللواء محمد عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية المصري، والأستاذ الدكتور بركات الفرا السفير المناوب لفلسطين بالقاهرة وعضو المجلس الثوري لحركة فتح، وعدد من وجهاء الجالية الفلسطينية في مصر، وكادر سفارة فلسطين بالقاهرة.
ورافق الرئيس في زيارته لمصر الدكتور صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومستشار الرئيس أكرم هنية، والناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة.
وسيلتقي الرئيس، في وقت لاحق اليوم العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين لتنسيق المواقف بما يخص عملية السلام واجتماعات الأمم المتحدة.