الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

من كرامات ليلة القدر- شاب من رفح أعاد الله سمعه بعد 19 عاما من الصمم

نشر بتاريخ: 20/09/2009 ( آخر تحديث: 20/09/2009 الساعة: 21:44 )
غزة- خاص معا- سعاد عبده الخطيب ( 45" عاماً) تؤمن بقدر الله وكرمه وحكمته ولكنها لا تكاد تصدق أذنيها عندما جاءها الهاتف يبشرها بأن ابنها الأصم محمد احمد الخطيب ( 19 عاما) والمعتكف في أحد مساجد رفح عاد إليه سمعه واستيقظ بعد صلاة الفجر على صوت القرآن والشارع وأبواق السيارات وهي التي لم يسمعها طيلة حياته.

تقول لـ "معا" إن عيدها عيدان وأن كل فرحة الأرض لا تسعها بعد أن عاد سمع ابنها اليه وقد كان دوما يشتكي من سماعة الأذن ولا يطيقها وتمثل له كرهه الوحيد بالدنيا.

"معا" حاولت الاتصال بمحمد ولكنه لا زال يعتكف بالمساجد اما والدته فتروي القصة عنه، تقول ان ابنها كان دائم الحضور بالمساجد منذ صغره وأتم حفظ القرآن في الخامسة عشر من عمره، وقبل شهرين كان من محفظي القرآن في أحد مخيمات التحفيظ حتى ان الجميع كان لا يدرك أن محمد لا يسمع كما الآخرين، فقد ولد بنسبة سمع 5% بإحدى أذنيه اما الثانية فقد كان سمعه معدوم لأن العصب السمعي فيها "ميت"، وقد كان دائم الشكوى وعند الفحص تأكد الجميع أن محمد أصم وبحاجة لسمّاعة وهكذا أتم اعوامه التسعة عشر وسنواته الدراسية بسماعة، حتى انه لم يستطع تجاوز الثانوية العامة لضعف سمعه ولكنه آمن بأن هذا قدره الذي يرجو أن يتغير بمن الله وفضله.

في ليلة السابع والعشرين من رمضان الجاري، كان محمد خاشعا في قيامه وقد أطال السجود ملحاً بالدعاء، وليلتها قال لوالدته انه شعر بسكون وهدوء غير عاديين وأن قلبه مطمئن، وبعد أدى صلاة الفجر ومع بزوغ الشمس شعر بإغفاءة فنام على جنبه في المسجد، وما هي إلا ثوان حتى شعر بالرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) يقرؤه السلام، فرد عليه محمد بالمثل، فقال له الرسول: "يا محمد أني أحمل لك بشرتين" فسأله ما هما، فقال الرسول: "أما الأولى فإن الله تعالى قد تقبل قيامك وعملك في ليلة القدر"، وأما الثانية وهنا وضع الرسول يداه المباركتان على أذني محمد وقرأ الرقية الشرعية وغادر" واستيقظ فورها محمد على صوت المسجد والشارع وهو لا يكاد يصدق.

محمد جلس وقال للشيخ الذي يرافقه وهو اياد الشامي ان سمعه رد اليه، فلم يصدق الشيخ لأنه يظن ان محمد يسمع كما الآخرين وقام على فوره بالاتصال بوالدة محمد التي أكدت له ان ابنها أصم ويضع سماعة في أحد أذنيه فبشرها الشيخ الشامي بأن ابنها عاد اليه سمعه وحينها بدأت بالبكاء تحمد الله موصية كافة المسلمين بعدم اليأس من رحمة الله والدوام على ذكره وحمده وتسبيحه لأنه واسع الكرم "فتبارك الله أحسن الخالقين".