السبت: 05/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مسؤولون لـ"معا": اللقاء الثلاثي فرصة لكسر قاعدة المفاوضات الثنائية

نشر بتاريخ: 22/09/2009 ( آخر تحديث: 22/09/2009 الساعة: 18:07 )
رام الله - معا - بينما تتجه الانظار الى العاصمة الامريكية واشنطن، المقرر ان تحتضن اللقاء الثلاثي المرتقب الذي سيجمع لاول مرة الرئيس محمود عباس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، بحضور الرئيس الامريكي باراك اوباما، فإن حالة من تباين المواقف الفلسطينية بدأت تبرز بشأن اللقاء الثلاثي، فهناك من اعتبره بأنه توفير فرصة ثمينة لـ"نتنياهو " الذي يواصل سياسة ادارة الظهر للمجتمع الدولي ويرفض تطبيق بنود المرحلة الاولى من خطة خارطة الطريق، ويرون ان موافقة الجانب الفلسطيني على المشاركة في هذا اللقاء بانه تنازلا غير مبرر في ظل عدم التزام الحكومة الاسرائيلية بوقف الاستيطان بالكامل.

وفي المقابل، فإن هناك اراء سياسية ترى ان قبول الجانب الفلسطيني للمشاركة في هذا اللقاء فرصة سياسية مهمة لابد من استثمارها سياسيا كونها تتيح المجال لكسر قاعدة المفاوضات الثنائية التي كانت سائدة بين الجانبين الفلسطيني - الاسرائيلي دون تحقيق نتائج ملموسة على الارض طيلة سنوات المفاوضات، اضافة الى ان اللقاء الثلاثي لا يمكن تصنيفه ضمن المفاوضات السياسية بل قد يأخذ طابع رسم الاطار العام للمفاوضات السياسية.

واكد الوزير السابق في حكومة فياض د.اشرف العجرمي، في حديث خاص لـ "معا"، "انه رغم عقد هذا اللقاء نتيجة ضغوط امريكية واقليمية على الجانب الفلسطيني للمشاركة فيه، الا انه لا يمكن تفويت المشاركة فيه خاصة وان هناك رغبة لمنح التوجه الامريكي لفعل شيء ما"، مشيرا ان المشاركة الفلسطينية في هذا اللقاء ستقطع الطريق على اسرائيل لاتهام الجانب الفلسطيني بأنه يعرقل بدء المفاوضات السياسية كما انه يوفر فرصة حقيقية للجانب الفلسطيني لعرض موقفه وتكراره بشأن تنفيذ بنود خطة خارطة الطريق والزام اسرائيل بوقف الاستيطان وقفا كاملا.

ورأى العجرمي بانه لا يمكن تصنيف مثل هذا اللقاء بانه في اطار المفاوضات السياسية، بل يعطي الفلسطينيين فرصة الانتظار لما ستفعله الولايات المتحدة وقدرتها على النجاح في فرض نوع من الحل الوسط المقبول بشأن تجميد الاستيطان.

واعتبر العجرمي ان الفشل في تحقيق تقدم ملموس سيكون من نصيب الولايات المتحدة وانها هي التي دعت الى مثل هذا اللقاء، اضافة الى انه لا يمكن لاي طرف ان يلوم الجانب الفلسطيني.

وأيد العجرمي فكرة ان المشاركة الفلسطينية في هذا اللقاء تدعم عملية كسر المفاوضات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني - الاسرائيلي، خاصة ان المفاوضات الثنائية دون وجود طرف دولي ثالث اثبت فشلها ولم تفض الى تحقيق نتائج ملموسة، الامر الذي يبرز اهمية الحاجة لوجود طرف دولي بما في ذلك الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا لتولي الاشراف ومراقبة التزام الجانبين بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه سياسيا.

واكدت عضو اللجنة التنفيذية لـ (م،ت،ف)، د.حنان عشراوي، وجود اهمية لكسر فكرة المفاوضات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني - الاسرائيلي خاصة ان المفاوضات السياسية على مدار السنوات الماضية لم تصل الى اهدافها في انهاء الاحتلال، مؤكدة ان المطلوب الان هو ليس التفاوض بل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية خاصة وان جميع القضايا السياسية جرى بحثها في المفاوضات بحاجة لتنفيذها على الارض.

ورغم معارضة العديد من القوى السياسية المنضوية تحت لواء المنظمة، المشاركة الفلسطينية في هذا اللقاء واعتبار هذه المشاركة بانها اعتبرت انه غير مفيد طالما ان الاستيطان متواصل في القدس والضفة الغربية، ويفك الحصار الدولي على حكومة اليمين واليمين المتطرف برئاسة نتنياهو، وتغطية على سياساتها العدوانية التوسعية في القدس والضفة وحصارها لقطاع غزة، ان المؤيدين لعقد هذا اللقاء والمشاركة الفلسطينية يرون ان التركيز يجب ان يتجه نحو ضمان عدم العودة للمفاوضات السياسية السابقة والنظر الى ما ستفضي اليه من نتائج بدلا من التركيز على شكلية اللقاءات.