الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

نحب المنظمة .. لكننا نحب اصلاحها اكثر / بقلم :عماد الاصفر

نشر بتاريخ: 02/04/2006 ( آخر تحديث: 02/04/2006 الساعة: 18:44 )
في مقاله المنشور في صحيفة "الحال" الصادرة السبت 1/ نيسان يقول الاستاذ عارف حجاوي "إن شعب الضفة وغزة إختار حماس تعبيرا عن رفضه لسيرة م.ت.ف وان إنضمام حماس للمنظمة سيكون حماقة كبرى لأن المنظمة عتيقة وبالية كخزانة جدته المحشوة ببيض الصراصير وأن على شباب الشتات صنع" منظمة جديدة".

ولثقتي الكاملة بحسن نوايا الكاتب وتقديري لجرأته على طرح ما يفكر به سرا أمام العلن أجدني مدفوعا الى الجزم بأنه اجتهد علنا لإيجاد مخرج للازمة التفاوضية المجمدة عند ملف حق العودة بأقل الخسائر كأن تنشا منظمة جديدة منفصلة عن السلطة لترث شرعية المنظمة التي سبقتها ولكن إيماني بأنه من المبكر جدا طرح هكذا حلول يدفعني الى التحاور معه عبر الورق لأقول أن ما يكتب في أجواء الازمة يأتي مأزوما وأن ردود الفعل عادة ما تخلو من العمق والشمولية حين تصدر في ظروف الانفعال والتوتر.

لا أقل عنك - يا عزيزي عارف - غضبا على المنظمة ورجالها وعلى رئيس مجلسها "الزعنون" ولكنني أختلف معك من البداية والى النهاية فالمنظمة لم تصل الى فلسطين بعد اوسلو, لقد نمت وترعرعت في قلوب الفلسطينيين داخل الوطن ولم تبدأ بمغادرة قلوبهم إلا بعد اوسلو, وما انتخابات البلديات عام 76 الا دليل على عمق الولاء للمنظمة في حينه, وأما ما جرى من تصويت عقابي فقد كان احتجاجا على الفساد والفلتان الامني وليس على مكانة ومرجعية م.ت.ف ولو اعلنت حماس حقيقة موقفها من المنظمة قبل الانتخابات لكان فوزها تقلص والله اعلم.

تقول: "يحتاج الشتات الى بوتقة نظيفة", لا يختلف اثنان على ذلك ولكن ما يفسد هو ما بداخل البوتقة وليس جسمها وطالما انك شبهت المنظمة بخزانة الجدة فأسمح لي أن أشبهها بالآنية التي تجلى وتنظف استعدادا لاستقبال ورود جديدة ألم يحدث ذلك عندما اقتحم رجال الفتح منظمة التحرير التي أسستها الانظمة العربية...ألا يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى مع فتح جديدة أو حماس أو غيرهما.

لايفوتك بالطبع -استاذي العزيز- أن عدد الفلسطينيين في العالم قارب العشرة ملايين وأن ثلثهم فقط يعيش هنا ولا يفوتك ايضا ان من بين هذا الثلث عدد كبير من اللاجئين وبالتالي فانني أرى إقتراحك في قيام تنسيق بين الدولة المنشودة والمنظمة الجديدة إقتراحا غير عملي فنحن كما تعلم لم تضبطنا القوانين والدساتير والنظم الاساسية والوائح الداخلية فما بالك بمجرد التنسيق.

أنا معك في منع الازدواج الوظيفي والتمثيلي بين السلطة والمنظمة وأعتبره واحدا من خطايا الحكومات السابقة وأقترح عليك دعوة اصحاب النهج الاصلاحي لاعادة ما للمنظمة من ملفات سياسية في ذمة السلطة لمنظمة التحرير.

وأخيرا أقول لاستاذي وهو خير العارفين إن دماء كثيرة أريقت على مذبح إستقلالية القرار الذي مثلته المنظمة وأن وجود هذه المنظمة كهوية وكيان معنوي للفلسطينيين حماهم من الذوبان ...نحن بحاجة الى اصلاح المنظمة...هذا صح مطلق...ولكننا لا نحتاج على الاطلاق لانهار جديدة من الدماء من أجل منظمة جديدة فلدينا منظمة يعترف بها العالم.