انتحار جماعي مع سبق الأصرار والترصد!
نشر بتاريخ: 23/09/2009 ( آخر تحديث: 23/09/2009 الساعة: 16:53 )
بيت لحم- معا- محمد الحميدي- التدخين، ذلك السم الذي ندفع ثمنه ونحن بكامل قوانا العقلية، والذي يفتك بجسد من يتعاطاه ببطء، والذي قال عنه الاطباء "انه اخطر من مرض الايدز على البشرية".
وبعد ان كان التدخين يُمارس بشكل فردي، اصبح اليوم يمارس بشكل جماعي، واذا اردت الذهاب الى احد المقاهي لتستريح بعض الوقت وتحتسي كوباً من الشاي او كأساً من القهوة أو العصير وكنت غير مدخن، فأنك ستجبر على التدخين رغم انفك او تضطر لمغادرة المكان والبحث عن غيره، هذا اذا وجدت مكانا يخلو من المدخنين، فقد اصبح التدخين في هذا العصر نوعا من انواع "البرستيج" او الموضة عند الصغار والكبار والشباب والبنات ولهذا فإن التدخين في المقاهي بات اشبه بانتحار جماعي مع سبق الاصرار والترصد.
قبل ايام دعاني احد الأصدقاء للذهاب معه لأحد المقاهي لاحتساء القهوة ولكن عندما وصلنا الى ذلك المقهى كانت المفاجأة الكبرى فقبل دخولي من باب المقهى شاهدت منظرا "عجيبا"، غيمة كثيفة من الدخان بالداخل وكأن هناك حريق في المكان، ولكن وبعد لحظات اكتشفت ان هذه الغيمة لم تكن سوى دخان الاراجيل في داخل المقهى.
عدد كبير جدا من الشباب العاطلين عن العمل يجلسون في هذا المقهى، ولا يوجد طاولة إلا وعليها ارجيلة او اكثر ومن كثرة الدخان الخارج من هذه الاراجيل تبدو لك الرؤية شبه معدومة والأكسجين ايضا كذلك، ومن حسن حظي وسوء حظ المدخنين كنت احمل كاميرا التصوير الخاصة معي فاستأذنت من صاحب المقهى ومن بعض الشباب بأن اقوم بالتقاط بعض الصور فأخذت مكانا قريبا من المدخل وانتظرت الى ان سمح لي الوضع بأن اقوم بالتصوير فإنه منظر يستحق التصوير انه انتحار جماعي مع سبق الإصرار والترصد هذا اقل ما استطيع وصفه واذا قدر لك وكنت ومن غير المدخنين وذهبت الى هناك فأنك ستجد نفسك داخل محرقة للدخان ولن تستطيع البقاء كثيرا.
ولكن قبل البدء بالحديث عن مضار التدخين الصحية والمادية سنتحدث قليلا عن بدايات التدخين ومن وكيف وصل الينا من كان السبب في نشر هذه الآفه في مجتمعاتنا.
فقبل القرن الخامس عشر، لم يكن التدخين معروفًا، وكان يندر في ذلك الوقت أن تجد أحدًا مصابًا بسرطان الرئة، أو سرطان الحنجرة، أو سرطان البلعوم. كما كان يندر أن تجد حالات الانتفاخ الرئوي في غير عمال التعدين أو مناجم الفحم، وكانت حالات أمراض القلب الوعائية وأمراض الشريان التاجي للقلب نادرة، وكذلك كان الحال بالنسبة إلى سائر الأمراض المتصلة بالتدخين.
ثم إن الرحالة كريستوفر كولومبس مكتشف أمريكا في أواخر القرن الخامس عشر وأصحابه، حملوا معهم شجرة التبغ الذي كان يستعمله الهنود الحمر بأمريكا، وبدأ التدخين بين الطبقات المرفهة، ثم الطبقات المتوسطة، ثم الطبقات الفقيرة، حتى أصبح وباء عالميًا فكانت امريكا هي السبب الرئيسي في انتشار هذا السم في العالم كما هي السبب في كل الحروب والنزاعات.
وكان من بين وسائل ترويج التدخين بين العامة، نجوم ونجمات السينما الذين يمارسون هذه العادة السيئة في الأفلام وخارج الأفلام، لدرجة أنه في أفلام الحرب العالمية الثانية كان أهم شيء يعطى للجندي المشرف على الموت في خندق هو إعطاؤه سيجارة لتفتح نفسه على الموت!!
وكان الرجال في أول الأمر أكثر المعرضين لأمراض التدخين، والوفاة من سرطان الرئة و القلب، ثم لحقت بهم النساء في التدخين، حتى إن نسبة سرطان الرئة بينهن زادت عن سرطان الرئة في الرجال كسبب للوفاة في أمريكا وأوربا وبعض الدول العربية التي اصبحت من اهم الاسواق العالمية في استيراد التبغ بشتى انواعه واشكاله.
كما وتفيد التقارير أن ثلاثة ملايين شخص اواكثر يموتون في العالم سنويًا بأمراض أساسها التدخين، أي أن هناك وفاة كل 13 ثانية من جراء التدخين كما وتتنامى وتنتشر ظاهرة التدخين بمختلف أشكاله بين شريحة الشباب من مختلف الطبقات الاجتماعية والشيء المثير للقلق هو هذا التدني في أعمار المدخنين والذي قد يصل إلى عمر الطفولة وأحيانا إلى سن ثماني سنوات.
وافادت الإحصائيات والدراسات العالمية في مختلف البلدان وضمن مختلف الشرائح الاجتماعية أن ثلاثة أرباع المدخنين تتراوح أعمارهم مابين 17-22 سنة وأن المقهى هو المكان الأول لاكتساب هذه العادة مع الأصحاب والاصدقاء وهذا من اكثر ما لفت انتباهي في داخل المقهى.
حقائق علمية عن التدخين والأمراض
1. الحقيقة الأولى
-أهمها سرطان الرئة- لقد كان سرطان الرئة مرضا نادرا قبل الثلاثينات حيث كان عدد الإصابات لهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية يقدر بحوالي 600 إصابة سنويا وقد ارتفع هذا الرقم في سنة 1977م إلى حوالي 85,000 إصابة وليس هناك من شك أن أهم الأسباب التي أدت إلى هذه الزيادة الهائلة في الإصابات هو التدخين.
ما هي البراهين العلمية التي تثبت أن التدخين يسبب سرطان الرئة؟
1. إن سرطان الرئة مرض نادر جدا بين غير المدخنين
2. إن نسبة الإصابات تزداد بازدياد عدد السجائر المستهلكة وازدياد مدة التدخين وتقل هذه النسبة تدريجيا عند الإقلاع عن التدخين مما يثبت العلاقة المباشرة بين التدخين وسرطان الرئة
3. إن لسرطان الرئة أنواع عديدة، وإن زيادة الإصابات هي نتيجة الزيادة التي حصلت في الأنواع التي يسببها التدخين، أما الأنواع الأخرى التي لا علاقة لها بالتدخين فقد بقيت تماما كما كانت قبل عصر "أمراض التبغ"
4. لقد أظهرت الأبحاث العلمية أن دخان التبغ يسبب أمراضا سرطانية عديدة في أنواع مختلفة من الحيوانات.
إن هذه البراهين لا تترك مجالا للشك بأن التدخين هو من أهم مسببات سرطان الرئة ولكن يجدر بنا أن نوضح أن هناك فرقا كبيرا بين تدخين السيجارة وتدخين الأرجيلة والسيجار، فالسيجارة أكثر خطرا. لقد أثبتت الدراسات أن سرطان الرئة أكثر شيوعا، بالنسبة إلى غير المدخنين، بخمس وعشرين مره بين مدخنين السجائر وبين 8-9 مرات بين مدخني الأرجيلة و 3-5 مرات بين مدخني السيجار إن سرطان الرئة ليس هو السرطان الوحيد الذي يسببه التدخين - فالتدخين يسبب سرطان الشفة (وخصوصا بين مدخني الارجيلة) وسرطانات الفم بما فيها اللسان، وسرطان الحنجرة. كما أن هناك دراسات تدل على أن التدخين هو أحد مسببات سرطان المريء والمثانة.
وأما المادة التي تسبب السرطان؟
إنه لمن الصعب التحقق من ماهية هذه المادة. لقد عزل حتى الآن ما يقارب العشرين من هذه المواد التي يمكن أن تسبب السرطان، إلا أن المادة أو المواد التي تسبب سرطان الرئة في الإنسان لم يتم عزلها حتى الآن بشكل قاطع.
2. الحقيقة الثانية
التدخين هو أهم الأسباب التي تؤدي إلى أمراض الرئة المزمنة وغير السرطانية. إنه لمن الواضح علميا أن التدخين يسبب تغييرات في القصبات الهوائية والرئة تتطور تدريجيا حتى تسبب التهاب القصبات المزمن. يبدأ هذا المرض كسعال بسيط في الصباح لا يعيره المدخن أو حتى الطبيب اهتماما (سعلة سيجارة) ثم تتطور هذه السعلة إلى ضيق النفس والنزلات الصدرية المتكررة والصفير عند التنفس وفي الحالات المتقدمة يصعب على المريض القيام بأي جهد جسدي.
لقد أثبتت دراسات على المراهقين أن أمراض الرئة المزمنة قد تنشأ بعد تدخين 5-10 سجائر في اليوم لمدة عام أو عامين. وإن وجود الفلتر ليس ضمانه إذ أن الفلتر الفعال الذي يزيل كل النيكوتين والرماد والزيوت وغيرها من الكيماويات من الدخان لا يمكن لهذا الدخان أن يعبره. زيادة على الأمراض الرئوية المزمنة التي يسببها التدخين فهو يزيد بعض الأمراض الرئوية كالربو مثلا ويجعل إصابة الرشح والتهاب القصبات الحاد أكثر حدة.
3. الحقيقة الثالثة
التدخين يسبب تقلصا في شرايين القلب وهذا بدوره يسبب الذبحة القلبية فالأبحاث الطبية قد أظهرت بشكل غير قابل للجدل التأثير السيئ للتدخين على القلب وشرايينه. إن هذا الضرر يبدأ من تدخين السيجارة الأولى حتى ولو لم (يبلع) المدخن الدخان إذ أن مادة النيكوتين تذوب في اللعاب وتمتص بواسطة الدم وتسبب تقلصا واضحا في شرايين القلب وباقي شرايين الجسم.
لقد أثبتت الدراسات الطبية على المتطوعين الأصحاء بواسطة تلوين شرايين القلب أن تدخين أقل كمية ممكنة من التبغ يسبب تقلصا مؤقتا في قطر الشريان وأن التدخين المتواصل والمزمن يسبب بالتالي ضيقا في شرايين القلب، لقد دلت دراسة أجريت في الولايات المتحدة لمدة 20 سنة أن التدخين يزيد نسبة الإصابة بنشاف الشرايين بحوالي 200% وتخف هذه النسبة تدريجيا بعد التوقف عن التدخين. يجدر بنا أن نشدد على أن التدخين ليس هو السبب الوحيد لنشاف شرايين القلب - فهناك مسببات أخرى كارتفاع الضغط ووجود زيادة في المواد الدهنية بالدم والاستعداد الوراثي إلا أن التدخين يزيد بشكل واضح خطورة هذه الأسباب. إن الصغار والشباب هم أكثر تأثرا بالتدخين من الكبار إذ أن شرايين قلوبهم تكون (أطرى) وتتقلص بقوة أكثر، هؤلاء هم الذين يجب أن نحميهم من مضار التدخين بسرعة ولكن لسوء الحظ هؤلاء هم الأكثر استعدادا للبدأ بالتدخين لأسباب نفسية ودعائية تركز عليهم، وهم في العادة أقل حذرا واهتماما بصحتهم من الكبار.
4. الحقيقة الرابعة
التدخين يؤذي الجنين، فالتدخين مضر جدا بالجنين. لقد أثبتت الدراسات أن النساء الحوامل المدخنات معرضات بنسبة عالية للولادة قبل الأوان وللإجهاض ولولادة الجنين ميتا ولموت الطفل في الأسابيع الأولى بعد الولادة.
كما أظهرت هذه الدراسات بأن تدخين الأم يسبب تقلصا في شرايين الدماغ عند الجنين، فالغاز الموجود في السجائر يمكن أن يعرقل عملية انتقال الأكسجين من الدم إلى الجنين. إذ أن ارتفاع مستوى أول أكسيد الكربون في دماء الأجنة والأطفال المولودين من أمهات مدخنات يضعف من قدرة الدم على نقل الأكسجين (وذلك لأن غاز أول أكسيد الكربون له القابلية والقدرة على الاتحاد بالهيموغلبين وإضعاف قدرة الأكسجين على ذلك). وتفسر الدراسات أن سبب صغر حجم الأطفال المولودين من أمهات مدخنات يعود إلى عرقلة نقل الأكسجين إلى أنسجة الجنين.
الحقيقة الخامسة
التدخين يساعد على الصلع إلى جانب مضار التدخين الكثيرة فقد اكتشف أن له تأثير أيضا على تساقط الشعر، فالنيكوتين يسرع بالصلع الذي يصيب الكثيرين.
اكتشفت إحدى الدراسات أن 75% من الرجال المصابين بالصلع تتراوح أعمارهم بين 21-22 سنة كانوا من المدخنين وأن معظمهم كانوا قد بدؤوا بالتدخين وهم في سن الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة. برغم العوامل الوراثية للصلع فإن المدخنين يفقدون شعرهم بأسرع مما يفقده غير المدخنين هذا ضررالتدخين كما يقول الاطباء والأخصائين من الناحية الصحية ولكن ماذا يقول الأخصائين الأقتصادين عن اضرار التدخين من الناحية الأقتصادية.
ففي حول الإنفاق الشهري للأسر على التدخين في فلسطين وحدها، أفادت بيانات مسح إنفاق واستهلاك الأسرة للعام 2008 بأن متوسط الإنفاق الشهري للأسر على الدخان بلغ 6،33 دينار أردني، أي ما نسبته 9،4% من مجموع الإنفاق ر42% دينار في الضفة الغربية و7،16% دينار في قطاع غزة هذا في فلسطين فماذا في باقي الدول العربية.
هداني تفكيري إلى تصفح موقع منظمة الصحة العالمية على الإنترنت، حيث أثق أني سأجد معلومات تساعدني في الإجابة.. لم أستغرق وقتا طويلا في البحث حتى فوجئت بتقرير يرجع إلى عام 2004 حول تلك العادة لم أستطع إلا أن أصف مضمونه بأنه "موت وخراب ديار".. فقد أشار إلى أن مواطني دول التعاون الخليجي ينفقون ما يقرب من 800 مليون دولار على استهلاك التبغ سنويا، وتنفق العائلات الفقيرة بإقليم الشرق الأوسط ما يتراوح بين 15 إلى 45% من دخلها اليومي على التبغ، ويصل في بعض البلدان إلى 60% من الدخل.
وتتصدر مصر وفق هذا التقرير قائمة الدول المستهلكة للتبغ بالإقليم، وهو ما يجعل الحكومة المصرية تنفق 454 مليون دولار سنويا لعلاج الأمراض الناجمة عن التدخين، بينما تنفق دولة مثل المغرب على التدخين ما يفوق إنفاقها على التعليم.. السعودية نموذجا فإذا كانت إحصائيات المنظمة قد تناولت إلى حد ما الوضع بشكل عام، فإنه مع مزيد من البحث وجدت دراسة أخرى للدكتور حسن حزوري الأستاذ المساعد بكلية العلوم الإدارية والتخطيط بجامعة الملك فيصل تناولت الوضع داخل السعودية، مشيرة إلى أن تكلفة الإنفاق على التدخين في السعودية تساوى 98.3% من تكلفة المشاريع الجديدة المعتمدة لقطاع التعليم، والتي تكفي لبناء ألفا و420 مدرسة جديدة مع كامل تجهيزاتها وإنشاء 42 كلية جديدة في الجامعات بكل ما تحتاجه.
كما تمثل تكلفة التدخين 60% من اعتمادات الميزانية في مجال الخدمات الصحية والتنمية الاجتماعية، وهي ميزانية كافية لبناء 57 ألفا و600 شقة سكنية، مع العلم أن تكلفة الشقة الواحدة 250 ألف ريال سعودي، وتجهيز 27 ألفا و490 سريرا إضافيا بالمستشفيات.. كما أنها تكفي لتقديم مساعدة لـ400 ألف عامل عاطل عن العمل بمعدل 3 آلاف ريال سعودي لكل عامل شهريا، وتساوي ميزانية 14 جامعة في حجم جامعة الملك فيصل.
/ولكن ماذا يقول المدخنون بعد كل هذا الكلام وكل هذه التقارير عن اضرار التدخين من الناحية الاقتصادية والصحية.
يقول الاستاذ علاء وهو مدرس ان التدخين عادة سيئة، وبالرغم من ذلك لا زال يمارس هذه العادة السيئة بالرغم من محاولاته العديدة للإقلاع عنها ولكن دون جدوى.
ويقول طه الحميدي وهو ايضا مدرس متقاعد ويمارس عادة التدخين منذ ما يزيد عن 40 سنة ان التدخين بالنسبة له شيء جيد ولا يستغني عنه وبالرغم من معرفته الكاملة بأضرار التدخين وبالرغم من اصابته بجلطة على القلب إلى أنه لا زال يمارس هذه العادة.
اما الشاب خالد فيقول انه يمارس عادة التدخين منذ كان عمره 10 سنوات، وقد اقنعه بالتدخين احد اصدقائه والتدخين يمثل له الرجولة والكمال ولا يفكر بالاستغناء عنه ابدا ويستهلك يوميا علبتي سجائر ويصل ثمن الواحدة منها 13 شيقلا.
واما سامر يقول ان التدخين بالنسبة له اجمل ما في الحياة مع علمه المسبق ان التدخين له اضرار جسيمة من الناحية الصحية والمادية فهو يعتقد ان التدخين يساعده في تفريغ غضبه.
واما ابو احمد فيقول ان اسوأ عادة قد يمارسها الانسان في حياته هي التدخين، وهذه النتيجة استخلصها بعد ان اقلع عن التدخين فقد مارس هذه العادة لمدة تزيد عن 20 عاما ولكنه بعد ان ترك هذه العادة شعر بالفرق.
وبما اننا نتحدث عن الصحة كان لا بد لنا من اخذ رأي الرياضين وعند توجيه السؤال الى المدرب هاني الحاصل على الدان الرابع بالتايكوندو قال: "ان كل سيجارة تعادل جهد ركوب دراجة هوائية لمدة 8 ساعات متواصلة والتدخين هو عادة سيئة ومضر بالصحة ومن يمارسها فإنه يتعمد قتل نفسه ومن حوله ببطء".
ولم نستثن من السؤال الفتيات اللواتي اصبح جزء منهن يمارسن عادة التدخين اما بشكل علني او بالسر فتقول احلام انها بدأت بالتدخين قبل عام، "فعند دخولي الى الجامعة فقد تعرفت على بعض البنات والشباب وعرض علي التدخين فقررت التجربة وبعد ذلك وجدت نفسي متعلقة بالدخان ولا استطيع الاستغناء عنه".
ولكن المفاجأة كانت عند لقاء الفتاة اماني وهي في احد المقاهي تشرب الارجيلة وعندما وجهت لها السؤال عن التدحين قالت: "انا ادخن ارجلية منذ ثلاث سنوات وقد علمني ابي على استخدامها ولا اعتقد انها تضر بالصحة".
واما يسرى وهي طالبة جامعية ومتزوجة فتقول: "انا لا اطيق رائحة السجائر ولا من يحملها وكثيرا ما اتشاجر مع زوجي بسبب الدخان فهو مؤذ ويجعل رائحة البيت لا تطاق".
ولدى سؤالنا بعض الآباء عن هذه الظاهرة السيئة قال "ابو علاء" وهو من المدخنين القدامى فهو يمارسها منذ ما يقارب 45 عاماً: "انا لا اومن ان التدخين يضر بالصحة وليس لدي مشكلة في ان يقوم ابنائي بالتدخين"، فإذا كان هذا هو رأي الاباء فماذا يقول الابناء؟.
والاغرب في كل هؤلاء هو سائق سيارة الاجرة الذي خصص مكانا للأرجيلة داخل السيارة من شدة تعلقه بها فيقول: "انا اول شيء اعمله عندما افيق من النوم هو عمل الارجيلة وانا لا استطيع الاستغناء عنها لهذا جهزت لها مكانا بالسيارة"، كما انه يشجع الطلبة الذين يستقلون السيارة معه على تدخين الارجيلة.
واخيرا وبعد كل هذا الحديث، يبقي السؤال الذي بحث عن إجابة وهو: الى متى سنبقى نمارس هذه العادة السيئة بالرغم من تأكدنا من ضررها الصحي والاقتصادي، وما الذي يمكن أن تفعله تلك الأموال الطائلة التي تصرف على التدخين في إنقاذ الشعوب المحتاجة؟.