الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

القانون .. وكرة القدم ** بقلم : المحامي امجد الشلة

نشر بتاريخ: 24/09/2009 ( آخر تحديث: 24/09/2009 الساعة: 13:12 )
البيرة - معا - لاشك بأن المواطن الفلسطيني أصبح يتابع الدوري الممتاز لكرة القدم يشغف وحب واشتياق في ظاهرة ليست قديمة ولكنها نوعية بامتياز رغم العوائق الكثيرة والصعبة إلا أن الكرة الفلسطينية انتصرت على معظم هذه العوائق واستطاعت تذييل عقبات اخرى كثيرة وبالرغم من ذلك الا انه بقي هناك بعض القصور و الثغرات تشوب المباريات الفلسطينية في دوري الدرجة الممتازة ومن اهمها بعض السلوكيات التي تمارسها بعض الجماهير المشجعة والتي تذهب وراء فريقها الى أينما يذهب وبكل حماسة وحيوية أخذين معهم كل الهمم والمعنويات لتشجيع فريقهم ولو كان على حساب الفريق الخصم أو المنافس غير أبهين بكرامة احد او لاية اعتبارات اخرى بشتى الألفاظ والذم والقدح والتحقير لجمهور الفريق الخصم وحتى الركن الاسمى والارفع داخل الملاعب لا يسلم من التحقير والذم و/او التهديد...

ان المتابع للرياضة الفلسطينية لا شك بانه سيرى فرقا كبيرا وشاسعا بين الرياضة بالسابق و الرياضة اليوم,لقد نجح إتحاد كرة القدم الفلسطيني بتطوير و تنمية هذه اللعبة الشعبية و الاكثر انتشارا بالساحة الفلسطينية لينقلها وليخرج بها من الهوة العميقة التي كانت تعانيه كرتنا الفلسطينية وتعيشه الى مستوى يرقى لمستويات كثير من الدول ذات السيادة المطلقة على أراضيها وصاحبة الامكانيات الجيدة ودخلت كرتنا الفلسطينية في طور المنافسات الاقليمية العربية والدولية ولو بخطى بطيئة لكنها ثابتة ومتينة الى حد ما, ولكن الانجاز الاهم ومن وجهة نظري المتواضعة ان السيد رئيس اتحاد كرة القدم نجح وسجل انجازه الاهم بين كل الانجازات التي حققها وهي خلق الثقة بالنفس لدى اللاعب الفلسطيني والمدرب و الاعلامي الرياضي ليدخلهم في جو لعبة كرة القدم الحقيقية و ليصنع منهم لاعبين حقيقيين متمتعين بروح قتالية عالية وارادة تشبه لحد كبير ارادة الصخر في عنفوانه وصلابته واصبح المتابع يردد اسماء لاعبين امتازوا وتفوقوا ودخلوا لائحة المشاهير المحليين ولانستثني المدربين والحكام الذين أيضا نالوا نصيبهم من الشهرة والثناء...

إلا اننا وحتى اللحظة لم نسمع بان جمهورا لفريق كروي فلسطيني نال شهرة بأخلاقه و روحه الرياضية العالية المنافسة, ولكن مانسمع به عن الجماهير الكروية ليس الا السوء او الظن السيء وذلك ليس من شيء إلا من سلوكيات هذه الجماهير التي لم ترقى الى مستوى المنافسة الشريفة التي تليق بسمعة الكرة الفلسطينية وتحترم كرتها وتحترم لاعبيها و ممثليها الرياضيين و اعلامها الرياضي وقبل كل شيء تحترم نفسها ...

فكما ان لإتحادنا الكروي انجازات لايمكن حصرها فلا شك ان هناك بعض الاخفاقات التي مني بها اتحادنا الكبير ومنها هذه المعضلة المتمثلة باداء جماهيرنا و سلوكياته داخل الملاعب ومن ظاهر البينة نستشف ان هناك تساهلا في تطبيق قوانين الاتحاد ليس لها مبرر في حين انه لو تم ايقاع عقوبة بحق اي جمهور يسيء دون ان يكون هناك اي تساهل فستحد العقوبة من كثير التصرفات المعيبة في مدرجات الملاعب ولا نطالب بتطبيق العقوبات لكونها هدفا بذاتها ولكن لكونها تشكل رادعا .....

وحيث ان قانوننا الفلسطيني قد عالج معظم لا بل كل السلوكيات التي يحدثها الجمهور من تهديد وشتم وتحقير و في كثير من نصوص مواد قانون العقوبات المطبق عندنا نصت صراحة على العقوبات الرادعة لمثل هذه الجرائم الجنحوية والمخالفات وقد سميتها جرائم لانها بنظر القانون جرائم يعاقب عليها,قد يستهجن البعض من مثل هكذا طرح او اقتراح وقد يستخف اخر بهذا الطرح وقد يتعاطى اخرون معه ولكن سيتسائلون ماهي وسيلة او طريقة تطبيقه ؟؟

واما لمن يستهجن او يستخف فنرد عليه بقولنا وهل لا نستهجن سويا شتم او تحقير شخوص اخرين فقط لكونهم من مشجعي فريق اخر او الفريق الخصم وهل تستخف انت ايها القارىء الكريم بمن يستخف بكرامة الناس او حتى بكرامتك انت ؟؟ ليس لشيء فقط لانك تشجع الاحمر وهو يشجع الاخضر ؟ اما عن طريقة او/و الية تنفيذها: بانه من غير الممكن معاقبة مئة شخص و عرضهم على القضاء الفلسطيني او اقل او اكثر ولكن من السهل على اجهزتنا التنفيذية التعرف او معرفة شخصين اوخمسة لوضعهم بين يدي العدالة ولمسائلتهم و معاقبتهم , وبعدها سيصبح كل من يفكر بالإسائة او التهجم عرضة للمسائلة والحساب والعقاب , وليكن الاتحاد العام للكرة الفلسطينية مدعيا على الجناة و مشتكيا عليهم أخذا صفته القانونية كمدع بالحق المدني بصفته الأصيلة كونه هيئة محلية منتخبة ولها حقوقها وموقعها القانوني المتقدم حتى على الأفراد ومن ثم يقوم اتحادنا بإتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة لمنع دخول من وقف امام القضاء بصفته مشتكى عليه من المشتكي الإتحاد العام لكرة القدم بالإضافة الى محاسبة النادي او رئيسه الذي تسبب جمهوره بإثارة الشغب أو/و الإسائة لجمهور اخر ...

بدلا من أن تكون الكرة الفلسطينية موحدة وتشد من رباطة جأشنا و تقوي الصلات الأخوية اصبح وللأسف ولسلوكيات بعض المسيئين المغرضين تعمل على إضاعة هذه الفرصة الذهبية التي وفرها إتحادنا العظيم لشعبنا من تقوية التعارف والتحابب و التعاضد والوحدة بكل صورها وفتح الصفحات الجديدة بين البلدان والمحافظات المشاركة والزيارات المتبادلة وقطع الطريق لأولئك المغرضين .....

وعاشت الكرة الفلسطينية

المحامي أمجد الشلة