مئة مظلي اسرائيلي لحراسة حفل زفاف احد المستوطنين في سبسطية
نشر بتاريخ: 03/04/2006 ( آخر تحديث: 03/04/2006 الساعة: 10:27 )
نابلس- معا- كان لزاماً على أهالي قرية سبسطية ( 12 كم) شمال غرب نابلس أن يغلقوا متاجرهم ويمكثوا في بيوتهم, تحت تهديد سلاح مئة جندي اسرائيلي اخذوا على عاتقهم حراسة عرس للمستوطنين على الاراضي الاثرية في القرية.
وحسب أهالي القرية في حديثهم لوكالة "معا" فقد اقتحمت قوات كبيرة من الجيش قريتهم قرابة الساعة الرابعة من عصر أمس, واستولت على منزل المهندس ناصر كايد, واعتلت سطحه, وحولته الى نقطة مراقبة عسكرية لرصد تحركات الاهالي, وحراسة المستوطنين المحتفلين بالعرس.
ورغم أن جنود الاحتلال عبروا عن غضبهم- كما جاء في صحف اسرائيلية- لانهم لم يتوقعوا يوماً أن يصبحوا جنوداً لحراسة اعراس خاصة, الا أنهم قاموا "بواجبهم" في فرض الحصار على اهالي قرية سبسطية, ومنعهم من الحركة, كي يوفروا "الراحة والامن" للمدعوين الذين قدموا من المستوطنات المجاورة يستقلون خمس حافلات كما أكد المهندس كايد في حديثه لـ "معا".
أما المنطقة التي قصدها المستوطنون لاقامة العرس عليها, فهي منطقة أثرية تعود للعصر الروماني تسمى "البيادر" تحد بيوت المواطنين من الجهة الغربية لقرية سبسطية, وتضم العديد من الاثار من بينها المدرج الروماني, ساحة الفورم, معبد اغوستس, قصر عمري أو العاج, كنيسة يوحنا المعمدان, والقلاع, وشارع الاعمدة.
ويدعي المستوطنون أن قصر عمري, قصراً يهودياً كان لاجدادهم, ويتمسكون بالاحتفاظ به, حيث يقيمون فيه كل عام احتفالاً في المدرج, يؤدون خلاله طقوسهم المختلفة.
وتقع المنطقة الاثرية حسب تقسيمات أوسلو في منطقة مصنفة "C" أي تخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة, فيما تقع باقي اجزاء القرية في منطقة "B" الخاضة للسطيرة الامنية الفلسطينية.
يشار الى أن قرية سبسطية الواقعة شمال غرب نابلس يبلغ عدد سكانها 3300 نسمة, وتقع على أراضيها الجنوبية مستوطنة "شافيه شمرون", ويحدها من الناحية الشرقية شارع جنين نابلس, وتشتهر القرية بزراعة اشجار المشمش.
من جهتها ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت في عددها الصادر اليوم ان جنود الفرقة 890 التابعة لسلاح المظليين الاسرائيلي تحولوا يوم امس لفرقة حراسة الافراح عندما كلف مئة من جنودها بحراسة حفل زواج احد المستوطينين الايديولوجين الذي صمم على اقامة حفل زفافه في موقع سبسطية الاثري قرب نابلس .
واضافت الصحيفة ان استئجار مجلس المستوطنات الاقليمي " شمرون " لست حافلات مصفحة من اجل نقل المدعوين لم تنه عملية الزواج " العسكرية " مما حدا بقيادة الجيش الى نشر مئة مظلي لتأمين الحفل .
اكثر الغاضبين من حفل الزفاف كانوا الجنود والسكان الفلسطينون الذين اجبروا على اغلاق مطاعمهم ومحالهم التجارية حتى انتهاء الحفل .
احد محاربي اللواء القدامى قال " عندما تجندت للخدمة العسكرية لم اتجند لحراسةالحفلات الخاصة ".
قائد الوحدة شرح لجنوده طبيعة المهمة باندفاع وعندما شعر بالمرارة التي سادت اوساط الجنود قال لهم " لا يوجد ما نستطيع فعله هذه هي الاوامر ".
واضاف انا اعرف تماما بان احدا منا لا يرغب في رفض الاوامر ولكن منذ متى يقوم الجيش بحراسة حفلات الزفاف وانا لم اتجند لاجل هذه المهمة ".