الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بلدية خان يونس تمول مركزاً للكمبيوتر والانترنت وتتلمس احتياجات سكان حي الأمل غرب المدينة

نشر بتاريخ: 03/04/2006 ( آخر تحديث: 03/04/2006 الساعة: 11:38 )
خان يونس- معا - أكدت بلدية خان يونس على أهمية إشراك المجتمع المحلي في عملية إتخاذ القرارات ومتابعة الأداء اليومي للبلدية من خلال تعزيز العلاقة الوطيدة بين البلدية ومؤسسات المجتمع المدني.

ومن هذا المنطلق أوضحت البلدية أنها بادرت لمنح لجنة حي الأمل مشروع مركز كمبيوتر وإنترنت لمساعدتها على تفعيل دورها, مشيرة الى أن إختيار تمويل مركز الكمبيوتر يأتي في في إطار الحاجة الملحة والاهتمام الكبير بالمعلومات التكنولوجية والمعرفية الرامية إلى الارتقاء بالجيل والمجتمع في آن واحد.

وأكد محمد صيام أمين سر لجنة حي الأمل لـ"معا" أن المشروع يحظى باهتمام السكان المحليين، لافتاً إلى أن لجنة حي الأمل تربطها علاقات قوية ومميزة مع سكان الحي، لما قدمته من خدمات إنسانية وصلت كل بيت وأسرة عبر مجموعة من المساعدات الإنسانية والطارئة تم توفيرها للسكان من خلال علاقات وطيدة تربطها بمؤسسات خيرية في محافظة خان يونس وما يجاورها.

واضاف صيام أن تحديد الحاجة للمشروع جاء بناءً على رغبة الأهالي, حيث قامت اللجنة بعمل دراسات معمقة لتحديد احتياجاتهم, خلصت إلى إفتقار المنطقة والأهالي لمثل هذه المراكز التعليمية, مشيرا الى ان اللجنة قامت بتقديم مقترح المشروع إلى لجنة المشاريع المجتمعية الصغيرة المنبثقة عن المشروع الكندي الذي تنفذه بلدية خان يونس بتمويل من الوكالة الكندية للتنمية الدولية (CIDA) بواسطة اتحاد البلديات الكندية (FCM) حيث تمت عملية الموافقة عليه ومن ثم تنفيذه.

وقال نعيم مطر عضو لجنة المشاريع المجتمعية الصغيرة ممثلاً عن المؤسسات الأهلية واللجنة الشعبية للاجئين إن اللجنة واجهت عملية رفض مبدئي للمشروع نتيجة لقرب المكان من موقع إسرائيلي- قبل عملية الانسحاب- والتخوف الحقيقي الذي إعترى أعضاء اللجنة من ضياع المشروع نتيجة لتدمير كان متوقعاً في أي لحظة، ونظراً لحاجة السكان بحي الأمل لبرامج خاصة تخدم مجموع المنطقة تمت الموافقة من قِبل لجنة المشاريع المجتمعية على القيام بتنفيذ المشروع الذي جاءت نتائجه بشكل فاق التصور في ظل غياب حقيقي للمتنفسات والأماكن الخاصة للترفيه والشباب، حيث تميز المشروع بإخراج السكان من دائرة العنف والإغلاق الذي كان يواكب الوضع السابق.

آثار المشروع:
طفل لم يتجاوز الثانية عشر من عمره يجلس أمام جهاز كمبيوتر يُقلب ويتصفح مواقع الانترنت لينهل من معلوماتها القيمة، اقتربنا منه.. وسألناه عن اسمه؟! فأجاب: خالد سلامة، سألناه ماذا تفعل؟! قال بضحكة صافية: أبحث عن معلومات بيئية حتى أجهز بحثاً كلفني به أستاذي في المدرسة ضمن مادة العلوم، ويؤكد لنا هذا الطفل أنه لم يتمكن خلال الفترة السابقة من استخدام الانترنت نظراً لظروف أسرته المادية التي لم تسعفها في توفير جهاز كمبيوتر, لأبنائها شأنها شأن السواد الأعظم من الأسر الفلسطينية التي عانت كثيراً خلال السنوات الماضية.

ويقول وهو يتابع ما توصل إليه نتيجة لبحثه في إحدى مواقع المعرفة إنني أنتهز كل فرصة وأوقات فراغي للتردد على هذا المركز الذي ساعدني كثيراً على رفع مستوى تحصيلي الدراسي والعلمي وعزز الناحية المعرفية لدي.

فرحة الأهالي
الأستاذ مدحت الزطمة يقطن على مقربة من المركز وهو أحد أولياء الأمور الذين ساهموا في اختيار المشروع، يقول إنه أصبح الآن مطمئناً على مستقبل أبنائه بعد إنشاء المركز، حيث أنهم دائموا التردد على المكان للاستفادة من البرامج والدورات والخدمات التعليمية والمعرفية التي ساهم المشروع في توفيرها.

وعبر الزطمة عن مدى إعجابه بمستوى الخدمات المقدمة لسكان حي الأمل التي لامست احتياجاتهم، مقدماً شكره العميق لبلدية خان يونس التي ساعدت في إيجاد تمويل مادي للمشروع الحيوي كنتيجة لتواصل العلاقة المميزة التي تربط أهالي الحي بالبلدية والتي هي في نمو مستمر معبراً عن مدى إمتنان الأهالي العظيم للقائمين على إدارة المشروع الكندي لقيامهم بدعم المركز الذي أصبح حقيقة وواقعاً بعد أن كان حلماً وردياً يدغدغ خيال جميع سكان المنطقة.

شمولية
وفي هذا السياق نوه صيام أن مئات المستفيدين من كل الفئات المجتمعية تلقوا خدمات المركز المتنوعة الذي تم افتتاحه مؤخراً في حفل كبير، مشيراً إلى أن هذه الخدمات تتمثل في إقامة الدورات التدريبية وخدمات توصيل الانترنت والاستخدام اليومي للمركز لأغراض عدة تستخدم جميعها لتحقيق الغاية الشمولية المجتمعية.

وذكر صيام أن المشروع نُفذ على ثلاثة مراحل أساسية، حيث تمثلت الأولى في الإعداد والتجهيز والثانية التنفيذ والأخيرة في التقييم والمتابعة، لافتاً أن اللجنة قامت خلال الفترة السابقة بتوصيل خدمات الانترنت لمنازل المواطنين باشتراكات رمزية وأحياناً مجانية.

كثافة سكانية وحاجة ملحة
وينوه مطر أن تنفيذ المشروع جاء في ظل كثافة سكانية عالية لمنطقة حي الأمل وحاجة المنطقة لمشاريع خاصة بالشباب والفتيان، حيث لاقى استحسان الأهالي مما انعكس بالفائدة على مجموع الطلبة في حجم المعلومات الهائلة في مجال الانترنت والثقافة والعلوم المعرفية، ويؤكد مطر أنه ومن خلال متابعته للمشروع تم تخصيص اشتراكات مجانية للانترنت وغيرها من خدمات المركز لكل من الأسر المحتاجة والميسورة كذلك الأيتام الذين يتلقون الرعاية الكاملة والاستفادة المجانية.

وعلى مقربة من المركز قابلنا سيدة في الثلاثين من عمرها تجلس أمام منزلها تراقب طفلها الذي استأذنها للخروج مع أقرانه للاستفادة من دورة تعليم الكمبيوتر رمزية الرسوم في مقر المركز، قالت لنا وابتسامة صافية تعلو وجهها:أن المجتمع المحلي ازدادت ثقته بأداء لجنة حي الأمل بعد تنفيذ مشروع مركز الكمبيوتر والانترنت الذي عوض الأطفال والشباب عن سنوات الحرمان في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وما نجم عن الظروف السياسية السابقة، ووجهت دعوتها لإدارة المشروع الكندي بالعمل المتواصل لدعم مشاريع المؤسسات الخيرية الفلسطينية التي تلامس احتياجات قطاعات المجتمع المتعددة في شتى مجالات وميادين الحياة للنهوض بالواقع الحياتي نحو الأفضل.

استمرارية وعطاء
ومن الملاحظ أن المشروع يحمل في مضمونه خاصية الاستمرار والتواصل والعطاء كونه جزء أساسي من احتياجات المجتمع في منطقة حي الأمل، الشئ الذي يعزز استمراره من خلال تعاون المجتمع المحيط، فضلاً عن وجود نقاط أخرى تعطي المشروع قابلية حقيقية للاستمرار والديمومة من خلال عوائد مطالعة النت واستخراج الأبحاث العلمية للطلبة بالإضافة إلى الرسوم الرمزية العائدة من الدورات التدريبية ومستحقات المركز نظير توصيل شبكات الانترنت للمنازل المجاورة والراغبين في ذلك، ناهيك التواصل المتميز من قبل اللجنة بالمؤسسات الداعمة والمؤسسات الخيرية للحفاظ على إنجازات هذا المشروع الحيوي الذي يخدم سكان المنطقة بالكامل.