الثلاثاء: 12/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كلمتين ........... وبس ** بقلم ،: خالد القواسمي

نشر بتاريخ: 25/09/2009 ( آخر تحديث: 26/09/2009 الساعة: 10:40 )
الخليل – معا - خالد القواسمي -لم يكن مستغربا على محافظة الخليل بأن تكون عنوانا وقبلة للرياضيين في مقصدهم الكروي فهي الاكبر مساحة والاكثر تعدادا من الناحية السكانية بين شقيقاتها لكن المستغرب العودة السريعة للنبض الطبيعي والحشد الجماهيري بعد غياب قصري على مدار سنتين عن متنفسهم الرياضي الاول ملعب الحسين بن علي بعد توقف لاعادة هيكلته بما يتناسب مع مكانته الخليل الرياضية التي تحتضن اكبر قاعدة جماهيرية على الاطلاق كيف لا وفيها فرق يعتد بها ففي الخليل المدينة العميد والاهلي وطارق وهم من صفوة الاندية الفلسطينية وفي الجبل هناك فرق الظاهرية ويطا وبيت امر ودورا فهذه الاندية تجر خلفها ألوف العشاق المصابين بالهوس الكروي وفنونه ليس من باب التسلية انما يأتي ذلك من واقع ورؤية وطنية ومن زاوية معرفة الخفايا السحرية للكرة فالجمهور الخليلي مثقف مدرك لمعنى الانتماء للكرة والاندية التي تمارسها وصولا الى الزحف بكثافة خلف المنتخبات الوطنية لتشجيعها وهذا دليل على ان الخلايله اصحاب النكتة الاولى في فلسطين على دراية باهمية كرة القدم وما تمثله لنا كشعب فلسطيني قد اصبحت فيه الرياضة ركنا اساسيا ومن المقومات السيادية لما احدثته من حراك دولي يتفاعل يوما بعد يوم غلب السياسة والساسة وتفوق عليها في جلب التعاطف الدولي مع قضيتنا العادلة .
فالالاف المؤلفة التي تهدر كالبحر في طوفانه تعرف معنى الحشد والحضور الجماهيري لمباراة كرة قدم ليس الهدف منها الفوز اولا انما الهدف اكثر مما يعتقد البعض وهذا سر من اسرار التقاطر البشري على ملعب الحسين بن علي والذي لم يتجاوز مدة عشرة ايام من اللعب عليه بعد اعماره اذ بلغ عدد الجماهير التي أمته أكثر من سبعون الفا وهذا رقم قياسي مقارنة بدول تعداها السكاني يعد بالملايين ولا يوجد ما يشكل عائقا في حياتهم ولا يعانون من الحواجز او من الاحتلال ويتمتعون برفاهية عالية وهذا يدلل على ان الشعب الفلسطيني هو شعب حضاري نموذجي صاحب رسالة مضمونها الايمان بالسلام والاخلاق المثلى والتقارب مع الغير وهذا جزء من رسالة دولية في ممارسة كرة القدم .
وجماهير الخليل التي تقف في الصف الاول تستحق الاشادة والثناء لما تشكلة من قاعدة اساسية ترتكز عليها المسيرة الكروية في عموم فلسطين وبدون ذلك لن يكون للكرة الفلسطينية نكهة او طعم .
قد يقول البعض هذا تحيز وانا بدوري اعلنها نعم انه التحيز بعينه لكنه تحيز مستحق يصب في الصالح العام للكرة الفلسطينية ومحفز للاخرين لحشد الطاقات واستقطاب الجماهير وليس من المعقول وان كان لا عيب في ذلك ان نرى بطل الدوري وهذا مفخرة بطبيعة الحال لا يتجاوز مشجعيه المائتي مواطن وهنا يكمن القصور لدينا اذ من المفترض ان يلقى فريق كوادي النيص مؤازره جماهيرية من كافة المحافظات لما يشكله من حالة استثنائية على المستوى الدولي كما اشار اليه الموقع الرسمي للاتحاد الاسيوي فمن المعروف بان قرية وادي النيص لا يبلغ عدد سكانها اكثر من 800 شخص بين امرأة وشاب وفتاة وشيخ وطفل وبلدة محاصر بجدار الفصل العنصري الا يستحق كل ذلك اعادة نظر من جماهيرنا للوقوف خلف هذا الفريق وهنا وكما اتغنى بجماهير الخليل العريضة اضع لومي على تلك الجماهير واقولها ان التشجيع لا يقتصر على فرق المدينة نفسها بل يجب ان يتعدى التشجيع ويتخطى حدود الخليل ولا بد في هذا المنحى للتنويه بان فريق شباب الخليل الرياضي ربما يكون هو الفريق الاوحد في فلسطين له امتداد جماهيري داخليا وخارجيا لكن لم يتم استثماره كما يجب وهذا خلل اداري في الادارات التي تعاقبت على قيادة مسيرة النادي منذ نشأته وحتى الآن.
فكيف لنا ان نستثمر ذلك يجب ان نقولها ان التخطيط الجيد ووضع اهداف محدده قابلة للقياس والتطبيق هي الطريق الامثل للتطور والتقدم ولاقامة مشاريع مدرة للدخل على الاندية بدلا من (الشحوده) الدائمه والتي تؤدي بعد كل فترة الى عملية هروب الكوادر والادمغة الرياضية عن ممارسة دورها في قيادة دفة الاندية الرياضية نتيجة القصور المالي وعدم التفكير بغير آلية (الشحوده) المقززه.
في الوضع الحالي كلنا عليه الفكير مليا في المستقبل الكروي لناديه بعد موجة شبه الاحتراف السائده وعملية التعاقد مع اللاعبين المميزين من ابناء شعبنا في قطاع غزة ومن افريقيا واروبا فالظاهرة آخذه بالاتساع وبمنظور مستقبلي ستصبح كرة القدم الفلسطينية طوعا احترافية والاندية التي لم تتنبه للواقع ولم تدرس المستقبل ستغلق ابوابه ان لم تشرع في اقامة مشاريع مدرة للدخل تساعدها على الايفاء بالالتزامات المادية .