انتفاضة الأقصى تطوي عامها التاسع على 7515 شهيدا و100 ألف جريح
نشر بتاريخ: 28/09/2009 ( آخر تحديث: 28/09/2009 الساعة: 18:01 )
غزة-معا- في مثل هذا اليوم دافع المقدسيون بأرواحهم وصدورهم العارية عن حرمة المسجد الأقصى وهو ذات المشهد الذي عاد اهل القدس لأدائه أمس دون تحريض من احد سوى خوفهم على مكان من أطهر المقدسات الإسلامية بعد ان دفع المتطرفون الإسرائيليون بغلاتهم لتدنيس المحرمات الإسلامية واستباحة المسجد ومحيطه وأبوابه.
وبفارق يوم واحد عن الاقتحام المشهود في الثامن والعشرين من أيلول /سبتمبر 2000 لرئيس الوزراء الأسبق أرئيل شارون محتميا بمئات الجنود من جيشه تكرر المشهد والأداء لجنود الاحتلال الذين حاولوا إذلال اهل القدس إلا ان السحر انقلب على الساحر وعاد المقتحمون بالذل ولم يقدروا على استباحة الأقصى.
كتائب القسام التي هددت برد على محاولة اقتحام المسجد الأقصى أمس قالت" أن على الاحتلال انتظار الرد على عدوانه والتيقن من ان الأقصى هو شرارة اندلاع أي انتقاضه".
فيما طالبت كتائب الأقصى بإعادة الاعتبار للمقاومة لرد العدوان اللاسرائيلي مشددة على ضرورة اعلان النفير العام لفصائل المقاومة لمواجهة هذا العدوان.
وبعد مضي اعوام تسعة على اندلاع انتفاضة الأقصى تخللها أحداث جسام تمثلت في اغتيالات لقادة المقاومة على رأسهم الرئيس الشهيد القائد ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين وابو علي مصطفى امين عام الجبهة الشعبية وآلاف القادة السياسيين والميدانيين، وشن حرب غير متكافئة على قطاع غزة المحاصر لا زال الاحتلال يلوح بحرب أخرى تحصد الأخضر واليابس مدعوماً بصمت عربي ودولي.
وفي تسع سنوات, فقد قتل الاحتلال ما لا يقل عن 7515 شهيداً، 24% منهم أطفال دون الثامنة عشر، و5% 7515 شهيداً، 24% منهم أطفال دون الثامنة عشر، و5% إناث، عدا عن مائة ألف جريح بينهم 11% تسبب الاحتلال بإعاقتهم إعاقة دائمة منهم من فقد أطرافه او أحد عينيه أو قطعة من جسده وذلك وفقا للدكتور معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ بوزارة الصحة.
وعلى أبواب عامها العاشر يعود الفلسطينيون ليجمعوا ما اكتسبوه وما فقدوه خلال هذه الانتفاضة المباركة أما مكاسبهم فكما يقول المحلل السياسي د. مخيمر أبو سعدة أن الانتفاضة الثانية حققت العديد منها على مدار العشر سنوات الماضية تبدأ بالتأييد العربي والإسلامي حيث لاقت التضحيات والمقاومة خلال الانتفاضة تحريبا اسلاميا وعربياً عدا عن أنها وجدت دعما ماليا وسياسيا من الشعوب والحكومات على حد سواء عربيا وعالمياً.
وعلى حد قول ابو سعدة فإن الانتفاضة الثانية أعادت القضية الفلسطينية إلى موقعها الأساسي حيث أصبح الصراع الفلسطيني الاسرائيلي في موقع متقدم من اهتمامات العالم بعد أن حولته اتفاقية أوسلو إلى قضية مفاوضات ولكن مع بدء الانتفاضة أعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية وحققت دعما عربي، أما المكسب الأخر فقد أدت الانتفاضة إلى انسحاب إسرائيل من قطاع غزة, وتفكيك المستوطنات
وحول الخسائر فقال ابو سعدة أن الانتفاضة والعدوان الاسرائيلي خلال السنوات التسع الماضية ألحق أضراراً كبيرة بالمجتمع والاقتصاد الفلسطيني الذي تم تدميره بعد أن شهد نهضة في اعقاب اتفاق أوسلو عام 1994حتى 2000 ، عدا عن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وبناء جدار الفصل العنصري وارتفاع وتيرة عمليات القتل والتنكيل والاغتيالات بالإضافة إلى عمليات التجريف وضم أراضي إلى إسرائيل.
وعلى المستوى الاجتماعي أدت الانتفاضة إلى حدوث الانقسام السياسي الذي هو جزء من حالة الفوضى التي حدثت في سنوات الانتفاضة الأخيرة كما يقول أبو سعدة.
وبمحاولات تهويد القدس واستباحة الأقصى فإن الفلسطينيين بكل مكوناتهم المجتمعية يهددون بإشعال انتفاضة ثالثة قد لا تختلف عن سابقتيها.