قيادي فتحاوي يدعو إلى تقييم شامل وتوسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار
نشر بتاريخ: 28/09/2009 ( آخر تحديث: 29/09/2009 الساعة: 07:26 )
رام الله - معا - دعا القيادي الفتحاوي، قدوره فارس، الى اهمية اجراء عملية تقييم شاملة، وتجاوز النمطية القاتلة في التقييم وفقاً لتقاليد العمل الفلسطيني العتيقة والمتقادمة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة مشاركة كل أبناء الشعب الفلسطيني داخل وخارج الوطن وأولئك المنخرطين مباشرة في العمل السياسي، أو من الكفاءات الفلسطينية المُستنكفة عن المشاركة بسبب تحفظاتها على طريقة إدارة مسيرة العمل الكفاحي الفلسطيني.
وارجع فارس في مقال له، وزع اليوم على وسائل الاعلام، تعبيرات الأزمة العميقة التي تعيشها الحركة الوطنية الفلسطينية عاملين رئيسيين هما، التحول الجوهري في الموقف الإسرائيلي العام الشعبي والرسمي من القضية الفلسطينية، مشيرا الى انحراف المجتمع الإسرائيلي بشكل سريع نحو التطرف والعنصرية والأدلة والشواهد كثيرة.
ورأى ان مواقف الحكومة والكنيست "تُمثل رجع صدى للمناخ الشعبي العام في إسرائيل، وصارت دولة الاحتلال تُقاد فعلياً من المستوطنين وغُلاة المتطرفين، حتى أنَ إسرائيل لم تعد تتوقف مطولاً أمام ردود الفعل الدولية، ولم تعد حريصة على الصورة التي سوَقت بها نفسها للعالم باعتبارها دولة قانون ونظام وديمقراطية".
وقال "حتى هذه التمثيلية لم تعد مهمة بالنسبة للدبلوماسية الإسرائيلية أو ماكنتها الإعلامية، فهذا بوغي يعلون وزير التخطيط الاستراتيجي يقول في كتابه الأخير أنَ "القضية الفلسطينية بدعة ونحن صدَقناها" وأنَ على إسرائيل أن تهتم بقضاياها الرئيسية مثل الملف الإيراني وغيره.
واشار الى اقوال إيفيت ليبرمان وزير الخارجية، عندما قال أنَ القضية الفلسطينية يجب أن تُشطب من ملفات وزارة الخارجية،، وهذا يُذكرنا بأقوال جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل في سنوات السبعينات حين كانت تقول بعدم وجود شعب فلسطيني، وهذا ينقلنا إلى السياسات المُطبَقة على الأرض في الآونة الأخيرة وتحديداً ما يجري في القدس من جرائم بحق المواطن والمقدسات والأرض، وما يجري بشكل عام في الضفة الغربية من مصادرات للأراضي وتعزيز للاستيطان.
وتابع "ثم يأتي سلوك المستوطنين الذين باتوا يبادرون باعتداءات خطيرة على المواطنين بشكل يُذكر بظروف الحياة قبل النكبة وما واكب ذلك من مجازر نُفذت بحق أبناء شعبنا، حيث أرى ما يجري الآن مُقدمات لما هو أخطر، فنفس مصادر الثقافة والفكر التي حرَكت أولئك الذين نفَذوا المجازر في النصف الأول من القرن الماضي هي ذاتها التي تُعشعش في عقول هؤلاء وهم أحفاداً لأولئك.
والامر الاخرى في تعبيرات الازمة الفلسطينية، فقد رأى فارس انها تعود الى حالة الانقسام الداخلي الفلسطيني وما يُواكبها من جدل عقيم وفاضح، مشيرا الى ان استمرار الجدل المقيت وما بين حالم ومُتمني ومُتوهم بعملية سلام تجاوزتها الأحداث وصارت جزءاً من الماضي ومتشدق بمقاومة طُوعت وصارت تمارس فقط من على شاشات التلفزة أو صفحات الانترنت أو الصحف تضيع قضية فلسطين وليس أدل على ذلك من أنَ كل الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة لا تلقى سوى الشجب والاستنكار من هذا المعسكر والتهديد والوعيد بلا أي رصيد عملي من المعسكر الآخر.
واضاف " يحضرني هنا المثل الشعبي "ما بين حانا ومانا ضاعت لحانا"، هذا في الوقت الذي نعلم فيه جميعنا أنَ الإجراءات الإسرائيلية الخطيرة تستدعي إجراءات عملية شاملة ضمن خطة متكاملة يُشارك بها الجميع / السلطة والأحزاب والقوى والمؤسسات وكذلك المواطن... وبغير ذلك فإنَ وتيرة ضياع القدس مُتسارعة وهي تتسرَب من بين أصابعنا تسرب الرَمل.
ورأى فارس انه لهذين السببين الرئيسيين، وعلى قاعدة المفهوم البديهي المعروف بأنَ وحدة الشعب وقواه الفاعلة تُشكل مُتطلَب رئيسي لإنجاز هدف الحرية والاستقلال. ونتيجة لعدم وجود آفاق أو معالم لإنجاز وطني حقيقي لا على طاولة التفاوض ولا على جبهة المقاومة والقتال، حريُ بنا الآن أن نُسخر كل طاقاتنا من أجل تحقيق الإنجاز الممكن والمتاح والمطلوب شعبياً ووطنياً،، ألا وهو إنهاء الانقسام وإعادة بناء أُطر ومؤسسات الشعب الفلسطيني على قاعدة الشراكة.
وقال " من شأن تحقيق هذا الهدف النبيل أن يُؤسس لواقع جديد، وأن يضعنا جميعاً على منصة أعلى تُمكننا من استشراق المستقبل والتخطيط والعمل من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية. ولذلك...."، موضحا ان فلسطين الآن بحاجة إلى بطل من نوع يُوحدها ويجمع شمل شعبها ويُوقف حالة التهاوي والتردي الذي تعيشه الحركة الوطنية.
وتابع " نحن بحاجة إلى بطل يُعيد الحوار والنقاش حول الموضوع الجوهري، أن يُعيدنا إلى الأصول ويُبعدنا ويبتعد بنا عن التوافه والفروع، وأن نستعيد ما فقدناه من معاني ومُثل وقيم شكَلت سياجاً حامياً لمسيرتنا التحررية... وبحاجة إلى بطل ينأى بنفسه عن الصَخب والتراشق الإعلامي، ويكون قائداً وأباً للجميع مؤيدوه ومعارضوه... نحن بحاجة إلى بطل يعمل على إرساء دعائم دولة المستقبل وقيم الديمقراطية والتعددية... نحن بحاجة إلى من يُعيدنا لصورتنا الأولى المُشرقة والجميلة كشعب متضامن .. مُتكامل .. متنوع .. متعدد.. ولكنه يعمل من أجل تحقيق هدفنا جميعاً بالحرية والاستقلال.
وختم فارس قوله "أعتقد موضوعياً،، أنَ هذه هي أولوية السَواد الأعظم من أبناء فلسطين داخل وخارج الوطن.. وأظنُ أنَ هذه الأغلبية "الصامتة" تبحث عن هذا البطل.. وأنا واثق من أنَها ستجده حتماً...