الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفلسطينيون يؤيدون نتائج التحقيق ولكنهم يتحفظون من مساوة الضحيةبالجلاد

نشر بتاريخ: 29/09/2009 ( آخر تحديث: 29/09/2009 الساعة: 13:53 )
غزة- معا- يُجمع الفلسطينيون على تأييد نتائج التقرير الذي أعدته لجنة تقصي الحقائق الدولية برئاسة ريتشارد غولدشتين حول جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي إبان العدوان الأخير على قطاع غزة، والذي يدعو إلى مزيد من التحقيقات حول تلك الجرائم.

ومن المقرر أن يقدم غولدشتين، وهو قاض يهودي من جنوب أفريقيا، تقريره إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء. وسيحتاج التقرير في المحصلة إلى دعم من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كي يتم تحويله إلى محكمة الجرائم الدولية أو إلى محكمة خاصة تشبه تلك التي شكلت حول رواندا أو حول يوغوسلافيا سابقا.

من بين الذي أدلوا بشاهاداتهم أمام لجنة غولدشتين صلاح سموني ( 31 عاما)، والذي قتل 29 من أفراد عائلته بعد أن أجبر الجنود الإسرائيليون قرابة 100 من أفراد العائلة على التجمع في بناية واحدة ومن ثم قام الطيران الإسرائيلي بقصف البناية.

معربا عن تأييده للتحقيقات حول جرائم الحرب في غزة، وامتعاضه من الظلم في هذا العالم الذي يدعي المدنية يقول صلاح السموني في حديث لمراسل معا: "في الأفلام الهندية أو الأجنبية، أو العربية يقوم المخرج بإنصاف المظلوم وإعطائه حقه في النهاية، أما هنا فنحن نعيش حياة حقيقية، ونتحدث عن عالم متحضر، وإذا لم يتم إنصافنا وحصولنا على حقوقنا من تعويض مالي ومحاسبة للجاني، فإنني أشعر أننا نعيش في غابة والحياة فيها للأقوى".

ورغم أنه لم يقرأ تقرير لجنة غولدشتين الذي يقع في 574 صفحة، وصف السموني فريق غولدشتين بالمهنية والشمولية.

ويضيف صلاح السموني أثناء وقوفه أمام بقايا منزل ابن عمه وائل وهو البيت ذات الذي قتل بداخله أفراد عائلة السموني: "بعد كل ما حدث، نريد أن نعرف السبب. نحن مدنيون، ولم يكن هناك أي مقاومة في المنطقة... ليبينوا لنا الأسباب".

أما شرحبيل الزعيم رئيس مجلس إدارة المدرسة الأمريكية الدولية في غزة، والتي سوتها الطائرات الإسرائيلية بالأرض بتاريخ 6 كانون الثاني، فقال إنه يجد تقرير لجنة غولدشتين مقنعا "حيث كانت تركيبة اللجنة جيدة، وكانوا في غاية المهنية".

الدكتور أحمد يوسف مستشار رئيس الوزراء في الحكومة المقالة إسماعيل هنية قال إن المقارنة التي وردت في التقرير بين ما قامت به المجموعات المسلحة التابعة للفصائل الفلسطينية وما قام به الجيش الإسرائيلي هي مقارنة غير عادلة.

يقول يوسف: فلا ينبغي أن تلام حماس أو المجموعات الفلسطينية المسلحة التي كانت تدافع عن غزة في وجه العدوان. إسرائيل هي التي بدأت الحرب مستخدمة كل ما لديها من التكنولوجيا الحربية لتدير غزة على نطاق واسع. وبالتالي فلم يكن أمام المجموعات الفلسطينية سوى استخدام كل الوسائل المتاحة للدفاع عن الشعب".

ويضيف يوسف في مقابلة مع مراسل "معا" في بيته بمدينة رفح: "حاول التقرير بطريقة أو بأخرى أن يساوي بين الضحية والجلاد. وهذا حقيقة هو ما يجعلنا غير راضين عن التقرير بالكامل. أما بشكل عام فإن التقرير يظهر جرائم الحرب الإسرائيلية ضد الإنسانية ويوصي الأمم المتحدة بممارسة الضغط على السلطات الإسرائيلية لإجراء مزيد من التحقيقات من أجل محاسبة مرتكبيها".

وعلى الطرف المعاكس من المعادلة الفلسطينية، يقول عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة فتح فيصل أبو شهلا إنه أيضا التقى بفريق غولدشتين. أبو شهلا وصف اللجنة بالعادلة غير أنه وجه لها النقد ذاته الذي وجهته حركة حماس.

يقول أبو شهلا في مقابلة في بيته في مدينة غزة: "كانوا يتحدثون عن الجرائم الإسرائيلية في غزة، لكنهم لم يكونوا منصفين حين قارنوا المقاومة الفلسطينية بالمعتدين الذي هاجموها واحتلوا أرضها. بالطبع نحن لسنا مغرمين بقتل الآخرين، لكننا ندافع عن أرضنا".