وفاة الشاعر السوري محمد الماغوط مؤلف مسرحيات غربة وكاسك يا وطن وشقائق النعمان والحدود وفلم التقرير
نشر بتاريخ: 04/04/2006 ( آخر تحديث: 04/04/2006 الساعة: 11:43 )
معا - عمّان- الغد - لم يكن الفرح مهنة الشاعر محمد الماغوط الذي انطفأ أمس في دمشق، وكان حزنه على امتداد سنواته الاثنتين والسبعين مشعا في ضوء القمر.
عاش غربته، وشرب كأس وطنه الممتد من الماء إلى الماء وظل يغرد خارج السرب حتى آخر شهقة في أنفاسه التي قطعتها العزلة والأسوار والزنازين التي تسيج جسد بلاد العرب.
ولد الماغوط في العام 1934 في مدينة سلمية التابعة لمحافظة حماة وتلقى تعليمه الاساسي فيها وعمل فى الصحافة الادبية طوال حياته، حسبما أفادت وكالة الأنباء السورية.
ويعد الماغوط من أبرز القامات الادبية والشعرية والمسرحية على الساحة العربية وأحد الكتاب الاوائل ممن مضوا بقصيدة النثر نحو فضاءات جديدة وصاحب قلم مميز بأفكار خلاقة استثنائية في كتاباته الصحافية التي نشرت في صحف محلية وعربية عدة حيث غلب عليها الطابع الوطني والقومي, ولاقت كتاباته استحسان جمهور القراء العرب في مختلف بلدانهم.
كما أبدع الراحل في مختلف كتاباته، إذ ألف مسلسلات ومسرحيات عدة وكتب في الرواية والشعر والمسرح والمقال الادبي وهو عضو في اتحاد الكتاب العرب.
كان مسرحه مغموسا في مآسي وامال وأحلام الشباب العربي بطابع ومضمون وطني محاولا فهم سر كل ما يعانيه الوطن من خلال لغة ابداعية متقنة والتي كان لها الفضل الاكبر في ولادة مسرح جديد عرفته سورية وباقي الدول العربية طوال عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي.
كما عكست مسرحياته هموم المواطن العربي اليومية وطموحاته في الوصول الى ما يبتغى ويصبو اليه من خلال اهتمام تلك المسرحيات بالجزئيات الصغيرة التى تهم الانسان باعتبارها نواة للقضايا الكبرى. وعرّت مسرحياته القمع العربي وانتشار الزنازين في سائر أرجاء الوطن العربي.
واغنى الماغوط الساحة الفنية في سورية بعدد كبير من المسرحيات والمسلسلات والافلام السينمائية النقدية وخصوصا فيلمي "الحدود" و"التقرير" مع الفنان دريد لحام.
ويقول الماغوط في احدى مقالاته "أنا ضد أن نعالج الاشياء من خلال مظهرها ويجب أن نغوص الى الاعماق".
وقد نال الماغوط عدة جوائز عن مجمل أعماله الشعرية والمسرحية ومن تلك الجوائز حصوله على جائزة العويس الإماراتية 2004/2005 في حقل الشعر كما تم تكريمه في العام 2002 في حفل أقيم في مكتبة الاسد بدمشق بمناسبة صدور ديوانه "حطاب الاشجار العالية" ضمن منشورات كتاب في جريدة. كما كرم الراحل في مسقط رأسه مدينة السلمية التي اهدته مهرجانها الشعري السنوي العام 2004.
نالت معظم أعماله القصصية والمسرحية والشعرية جوائز في مهرجانات عربية ودولية تناولتها أقلام النقاد في صحف عربية وأجنبية وتكلمت باستفاضة عن مسرح الماغوط الذي اسس لحقبة جديدة من تحفيز الشارع العربي وتوعيته تجاه القضايا الملحة والراهنة التي تتهدد حياته ومستقبله.
وترجمت دواوينه ومختارات له ونشرت في عواصم عالمية عديدة، اضافة الى دراسات نقدية وأطروحات جامعية حول شعره ومسرحه.
وللراحل الكبير بنتان "شام" وتعمل طبيبة و"سلافة" متخرجة في كلية الفنون الجميلة بدمشق.
ومن أهم أعماله :
حزن فى ضوء القمر - شعر 1959
غرفة بملايين الجدران - شعر 1964
العصفور الاحدب - مسرحية 1976
المهرج - مسرحية 1974
الفرح ليس مهنتي- شعر 1970
ضيعة تشرين - مسرحية مثلت على المسرح 1973/1974
شقائق النعمان -مسرحية
الارجوحة - رواية 1992
غربة- مسرحية - مثلت على المسرح /1976
كاسك يا وطن -مسرحية - مثلت على المسرح 1979
خارج السرب- مسرحية 1999
حكايا الليل- مسلسل تلفزيوني
وين الغلط - مسلسل تلفزيوني
وادي المسك - مسلسل تلفزيوني
الحدود - فيلم سينمائي
التقرير - فيلم سينمائي
سياف الزهور -شعر
مسافر عربي فى محطات الفضاء- مقالات
الاعمال الكاملة -1973
وصدر له قبل رحيله بأيام عن دار المدى بدمشق نصوص شعرية بعنوان "البدوي الأحمر".
ونعى الشاعر الماغوط عدد من الأدباء والكتاب العرب أعربوا لـ "الغد" عن حزنهم العميق وفجيعتهم غير المحدودة بفقدان واحد من الشعراء الثائرين الذين قبضوا على جمر أحزانهم حتى الشهقة الأخيرة ثم واصلوا غربتهم الأبدية.
محمد جميل خضر