فلنضع حداً فورياً لنزعة التقسيم الشائنة **بقلم :خالد اسحاق الغول
نشر بتاريخ: 29/09/2009 ( آخر تحديث: 29/09/2009 الساعة: 19:25 )
القدس - معا - كلنا نقول ان الرياضة عامة وكرة القدم خاصة توحد مشاعر الناس وتلملم قلوب كل شعوب الدنيا وتخلق اجواء من المحبة والتآلف بين كل امم الارض.. هذا هو الدور الطبيعي لها، وتلك النتيجة المتوخاة من تفاعلاتها في كل المحافل والبطولات التي تجري في كل انحاء العالم في كل موسم.
لكن، وفي غمرة المنافسات القائمة بين الاندية الفلسطينية في دوري الشهيد ابو علي مصطفى بدرجتيه الممتازة (أ) والممتازة (ب) وبدلا من ان تكون الرياضة مناسبة لتعزيز وحدة الشعب الواحد تبرز نزعة تقسيمية تدميرية نلاحظها في الملاعب، وتزداد تفاقما مباراة بعد مباراة دون اهتمام من احد ودون ردع معنوي واخلاقي يمارس من أي جهة من الجهات .
ان علينا ان نعمل جميعا وبكامل المسؤولية من اجل وضع حد فعلي لنزعة تقسيم الوطن الى مقدسي وضفاوي. هذه النزعة التي مهما حاولنا التقليل من شانها والتعامل معها على انها ظاهرة هامشية تمارسها فئة قليلة من الطرفين هي نزعة اخذة في التجذر في العمق الى درجة التعامل معها كحقيقة تاريخية واثنية تجلعنا نتحدث بصيغة (نحن) و (هم) وكاننا مجموعات عرقية مختلفة او جنسيات متباينة او لكل طرف انتماؤه ومرجعيته وقيمه واهدافه ومشاريعه المختلفة وربما المتعاكسة.
ان ما يحدث في مدرجات الملاعب من ممارسات وما يتردد من هتافات تقشعر لها الابدان، يستدعي التحرك الفوري من اجل اتخاذ الاجراءات الصارمة والعقوبات الشديدة ضد كل من يمارسونها ومن اي جهة كانت.
لست هنا بصدد توجيه الاتهام الى اي طرف بعينه ، فالمشكلة عامة والأزمة القادمة سوف تفضي الى تورط الجميع في ممارسات لا تحمد عقباها ، وربما سنصل الى ما لا يمكن تخيله اوتوقعه ان لم يتخذ كل طرف، وكل صاحب مسؤولية دوره في لجم هذه النزعة باسرع وقت ممكن.
ان المماطلة في معالجة هذه الظاهرة، وعدم ايلائها الاهتمام الكافي والجدية اللازمة، ستساهم في استمرارها وتغذيتها، ولذا فاننا ندعو لعقد جلسة طارئة لاتحاد كرة القدم لمناقشة هذه الظاهرة اللعينة تصدر عنها تعليمات وضوابط ملزمة للجميع تتضمن عقوبات شديدة على كل من يثبت تورطه في ممارستها، وليعلن كل من يهمه امر الرياضة النظيفة والوطن الموحد الحرب الحاسمة والتدخل المباشر في وجه مثيري هذه الفتنة ولنعمل جميعا كي نعيدها الى جحرها القذر.