الإحصاء: 4.4% من السكان في الاراضي الفلسطينية مسنون
نشر بتاريخ: 30/09/2009 ( آخر تحديث: 30/09/2009 الساعة: 15:15 )
سلفيت- معا- استعرضت علا عوض القائم بأعمال رئيس الإحصاء الفلسطيني عشية اليوم العالمي للمسنين الذي يصادف يوم غد الخميس واقع كبار السن من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية في الأراضي الفلسطينية.
واشارت بهذه المناسبة إلى أن هذه الفئة من السكان (مرحلة الشيخوخة) لم تحظ بالاهتمام الكافي خاصة في البلاد النامية. ونظراً لارتفاع نسبة كبار السن في العالم نتيجة لانخفاض نسبة الوفيات وارتفاع معدلات توقعـات الحيـاة، سيؤدي إلى انعكاسات على التنمية الاجتماعية والاقتصادية مما يحتم الاهتمام بقضية الرعاية المتكاملة لكبار السن.
وأشارت عوض أن الأراضي الفلسطينية تشهد تحسنا ملحوظا في معدلات البقاء على قيد الحياة منذ بداية العقد الماضي حيث ارتفعت معدلات توقع البقاء على قيد الحياة بمقدار 5-6 سنوات خلال العقد ونصف العقد الماضيين، إذ ارتفع من نحو 67.0 عاما لكل من الذكور والإناث عام 1992 إلى 70.5 عاماً للذكور و 73.2 عاماً للإناث منتصف العام 2009 مع التوقع بارتفاع هذا المعدل خلال السنوات القادمة ليصل إلى نحو 72.0 عاماً للذكور، و75.0 عاماً للإناث في العام 2015، وقد أدى ارتفاع معدل توقع البقاء على قيد الحياة عند الولادة إلى ارتفاع أعداد كبار السن في الأراضي الفلسطينية مما يستدعي ضرورة البحث والدراسة في مجال أوضاع المسنين في الأراضي الفلسطينية.
واستعرضت علا عوض، القائم بأعمال رئيس الإحصاء الفلسطيني، واقع وظروف كبار السن في الأراضي الفلسطينية على النحو التالي:
الأوضاع الديمغرافية لكبار السن في الأراضي الفلسطينية:
يمتاز المجتمع الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية بأنه مجتمع فتي حيث تشكل فئة صغار السن حوالي نصف المجتمع في حين لا تشكل فئة كبار السن أو المسنين سوى نسبة ضئيلة من حجم السكان. ففي منتصف العام 2009 بلغت نسبة كبار السن (الأفراد 60 سنة فاكثر) 4.4% من مجمل السكان في الأراضي الفلسطينية (بواقع 4.9% في الضفة الغربية و3.7% في قطاع غزة)، مع العلم أن نسبة كبار السن في الدول المتقدمة مجتمعة قد بلغت حوالي 16.0% من إجمالي سكان تلك الدول، في حين تبلغ نسبة كبار السن في الدول النامية مجتمعة حوالي 6.0% فقط من إجمالي سكان تلك الدول. رغم الزيادة المطلقة لأعداد كبار السن في الأراضي الفلسطينية خلال السنوات القادمة إلا انه يتوقع أن تبقى نسبتهم من إجمالي السكان منخفضة وفي ثبات أي لن تتجاوز 4.4% خلال السنوات العشر القادمة، في حين من الممكن أن تبدأ هذه النسبة في الارتفاع بعد عام 2020، ويعزى ثبات نسبة المسنين من إجمالي السكان خلال السنوات القادمة إلى استمرار تأثير معدلات الخصوبة المرتفعة على التركيب العمري للسكان في الأراضي الفلسطينية وخاصة في قطاع غزة.
ارتفاع نسبة الإناث المسنات مقابل الذكور المسنين:
بلغت نسبة الأفراد الذكور 60 سنة فأكثر في الأراضي الفلسطينية لعام 2009 حوالي 3.8% مقابل 5.1% للإناث، بنسبة جنس مقدارها 78.3 ذكر لكل 100 أنثى. يعود ارتفاع نسبة الإناث مقابل الذكور لدى كبار السن لأسباب بيولوجية وصحية، حيث تؤدي إلى زيادة العمر المتوقع للبقاء على قيد الحياة للإناث مقابل الذكور في معظم دول العالم.
الأسرة وكبار السن:
غم أن نمط العائلة الممتدة آخذ بالانخفاض ليسود مكانه نمط العائلة النووية، إلا أن العائلة في الأراضي الفلسطينية لا تزال تحافظ على ترابطها الأسري وعلى محبة واحترام ورعاية المسن بالرغم من التحولات الكبيرة التي طرأت على نمط حياة العائلة الفلسطينية خلال السنوات الماضية، إذ أظهرت نتائج التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2007 أن نسبة الأسر الممتدة في الأراضي الفلسطينية قد انخفضت لتصل إلى 15.3% في عام 2007، (بواقع 12.2% في الضفة الغربية و24.5% في قطاع غزة). وقد بلغت نسبة الأسر التي يرأسها رب أسرة مسن في الضفة الغربية 15.4% من الأسر الفلسطينية.
وتشير البيانات إلى أن متوسط حجم الأسر التي يرأسها مسن تكون في العادة صغيرة نسبيا إذ بلغ متوسط حجم الأسرة التي يرأسها مسن في الضفة الغربية 3.9 فردا مقابل 5.8 فردا للأسر التي يرأسها غير مسن.
هناك 90.6% من الذكور المسنين في الضفة الغربية متزوجين مقابل 42.6% من الإناث متزوجات، في حين بلغت نسبة الأرامل من كبار السن 7.6% للذكور، مقابل 47.6% للإناث وذلك حسب بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2007، ويمكن تفسير ارتفاع هذه النسب لكبار السن الذكور عنها للإناث إلى احتمال زواج الذكر بعد وفاة زوجته اكبر من احتمال زواج الأنثى، وارتفاع العمر المتوقع للإناث مقابل الذكور.
الحالة العملية:
يرتبط تعريف المسن في كثير من الدول بسن التقاعد فيها وقد تم اعتماد سن التقاعد في الأراضي الفلسطينية بلوغ العامل الستين من العمر، حيث يفترض بالأفراد الذين يبلغون الستين من العمر فاكثر أن يكونوا خارج القوى العاملة، لكن للظروف الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها كبار السن أو من يعيلوهم قد تدفعهم أن يكونوا داخل القوى العاملة لسنوات إضافية أخرى قد تصل حتى بداية عقد الثمانينات من العمر أحيانا، فقد بلغت نسبة مساهمة كبار السن من إجمالي المشاركين في القوى العاملة في الأراضي الفلسطينية حوالي 13.7% في الربع الثاني 2009.
كما يلاحظ أن هناك فروقا واضحة ما بين الحالة العملية لكبار السن على مستوى المنطقة والجنس، ففي حين تصل نسبة مساهمة كبار السن في القوى العاملة في الضفة الغربية إلى 16.0% نجدها 8.9% في قطاع غزة، وتنخفض نسبة البطالة فيما بينهم على مستوى الضفة الغربية لتصل إلى 8.3%، مقارنة مع 22.4% في قطاع غزة، بينما بلغت نسبة العاطلين عن العمل للذكور من كبار السن 12.8% في حين لم تتجاوز هذه النسبة للإناث كبيرات السن 2.5%. ومن جانب آخر تشير البيانات إلى أن نسبة كبيرة من كبار السن العاملين يعملون لحسابهم الخاص (52.8%)، في حين أن هناك نسبة بسيطة من كبار السن يعملون كمستخدمين بأجر.
الحالة التعليمية:
عند دراسة الواقع التعليمي لكبار السن فان الإحصائيات تشير إلى أن هناك نسبة عالية منهم أميون. ففي العام 2008 قد بلغت نسبة كبار السن الذين لـم ينهوا أيـة مرحلة تعليمية 66.8% (48.8% للذكور و80.9%للإناث) من مجمل كبار السن (منهم 49.4% أميون وهم بذلك يمثلون نحو 65.3% من الأميين البالغين في المجتمع الفلسطيني ككل)، في حين لم تتجاوز نسبة كبار السن الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية سوى 7.0%.
كما أظهرت بيانات التعليم أن هناك تمايزا واضحا بين الذكور والإناث في التحصيل العلمي، حيث أن نسبة كبار السن الذكور الذين أنهوا دبلوم متوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية بلغت 12.1%، وانخفضت لدى كبار السن من الإناث لتصل إلى 2.9% فقط، مع العلم أن نسبة الأمية بين الأفراد 15 سنة فاكثر في الأراضي الفلسطينية لا تتجاوز 5.9% (2.9% للذكور مقابل 9.1% للإناث)، كما بلغت نسبة الأفراد 15 سنة فاكثر الذين يحملون الدبلوم المتوسط فأعلى في الأراضي الفلسطينية 13.7% من مجمل السكان 15 سنة فاكثر (14.9% للذكور و12.4% للإناث).
الحالة الصحية:
وعند دراسة نمط الإعاقة أو الصعوبات بين كبار السن في الضفة الغربية باستثناء (ذلك الجزء من محافظة القدس والذي ضمته إسرائيل عنوة بعيد احتلالها للضفة الغربية عام 1967). أظهرت بيانات التعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت عام 2007 أن نسبة كبار السن الذين لديهم صعوبة واحدة على الأقل بلغت 26.3% من مجمل كبار السن في الضفة الغربية، مع وجود فروقات ما بين الذكور والإناث، حيث بلغت نسبة الإناث كبيرات السن اللواتي لديهن صعوبة واحدة على الأقل 29.1% مقابل 23.1% للذكور كبار السن، في حين بلغت نسبة الأفراد الذين يعانون من صعوبات في الضفة الغربية ولمختلف الأعمار 5.3% وذلك من مجمل سكان الضفة الغربية.
وعند دراسة أنواع الصعوبات وأكثرها شيوعا بين كبار السن في الضفة الغربية كانت الصعوبة البصرية الأكثر ومن ثم الحركية تلتها الصعوبة السمعية إذ بلغت على التوالي 16.4%، 14.7%، 11.1% من مجمل كبار السن الذين لديهم صعوبة واحدة على الأقل، بينما كانت الصعوبات البصرية والحركية والسمعية بين السكان في الضفة الغربية قد بلغت على التوالي 2.9% و2.1% و1.4% من مجمل سكان الضفة الغربية.
ويلاحظ وجود فروقات في نوع الصعوبة حسب الجنس، حيث سجلت صعوبة البصر الفرق الأكبر بين الذكور والإناث إذ بلغت 14.6% مقابل 17.9% على التوالي، تلتها صعوبة الحركة، حيث بلغت 17.6% بين الإناث مقابل 11.2% > بين الذكور.
الأحوال المعيشية:
ما يقارب نصف المسنين يعيشون تحت خط الفقر
يرتبط الفقر في المجتمعات النامية على مستوى الأسر مع جنس رب الأسرة، إذ نلاحظ ارتفاع نسب الفقر بين الأسر التي ترأسها امرأة مقابل الأسر التي يرأسها ذكر، وعلى مستوى الأفراد هناك علاقة ما بين كبر السن والفقر فترتفع معدلات الفقر للكبار مقارنة بالشباب، فتشير البيانات إلى أن نسبة الفقر بين كبار السن لعام 2007 قد بلغت 49.8% من مجمل كبار السن، وهذه النسبة تشكل 3.2% من مجموع الفقراء في الأراضي الفلسطينية، مع العلم أن نسبة كبار السن في المجتمع لا تتجاوز 4.3% من مجمل السكان، ويلاحظ أن هنالك فروقاٌ كبيرة ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة إذ بلغت 39.5% بين كبار السن في الضفة الغربية و75.3% في قطاع غزة.
الخصائص الثقافية:
قرابة ثلثي المسنين يشاهدون التلفاز في العام 2009
من الواضح أن هناك نسبة جيدة من كبار السن يقضون وقتا طويلا في البيت، وهذه فرصة للاستماع إلى الراديو ومشاهدة التلفاز وحتى قراءة الصحف، إذ أظهرت نتائج مسح الثقافة الأسري 2009 أن 74.8% من كبار السن (80.5% في الضفة الغربية، و62.6% في قطاع غزة) يشاهدون التلفاز، كما بلغت نسبة استماع كبار السن إلى الراديو (44.7%) مع ملاحظة ارتفاع نسبة الاستماع للراديو للمسنين المقيمين في قطاع غزة مقارنة بالمسنين في الضفة الغربية، حيث بلغت 48.0% في قطاع غزة مقابل 43.2% في الضفة الغربية، وارتفاع نسبة الاستماع للراديو للذكور المسنين مقارنة بالإناث المسنات إذ بلغت 46.4% و43.3% على التوالي.
وحول قراءة الصحف، فقد بلغت نسبة كبار السن الذين يقرؤون الصحف نحو 19.0% وذلك من مجمل المسنين الذين يستطيعون القراءة والكتابة، مع ملاحظة وجود فروق حول قراءة الصحف ما بين كبار السن المقيمين في الضفة الغربية (24.2%) مقابل (7.6%) في قطاع غزة، وللمسنين الذكور (31.8 %) وللمسنات (9.0%).
أما بخصوص قراءة الكتب، فقد بلغت نسبة كبار السن في العام 2009 الذين يقرؤون الكتب 37.2% (بواقع 41.1% في الضفة الغربية و26.3% في قطاع غزة). وبواقع 40.1% للذكور، و31.7% للإناث.