الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرئاسة:وقف الاستيطان وتحديد مرجعيات عملية السلام شرطان للمفاوضات

نشر بتاريخ: 01/10/2009 ( آخر تحديث: 01/10/2009 الساعة: 22:36 )
رام الله - معا - اكد الطيب عبد الرحيم، أمين عام الرئاسة في كلمة القاها نيابة عن الرئيس محمود عباس أن نجاح المفاوضات يتطلب أولا وقف الاستيطان، بما في ذلك الاستيطان في القدس.

وشدد عبد الرحيم في كلمة الرئيس، خلال حفل تأبين الراحل سمير غوشة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام لجبة النضال الشعبي اليوم، "على أن تكون للمفاوضات مرجعة سياسية واضحة، وهي قرارات الشرعية الدولية 242، و338، و1515، والأرض مقابل السلام، وأن تستأنف من النقطة التي توقفت عندها، وهو ما اتفقنا عليه مع وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، وأخبرت به الإدارة الأميركية الجديدة، وأن تشمل هذه المفاوضات جميع قضايا الحل النهائي دون استثناء وبسقف زمني محدد ومقبول".

وقال : إن حكومة الاحتلال هي التي تسعى إلى إفشال العملية السياسية بمواصلة الاستيطان وبسياسة التهرب والتذرع وتضيق الوقت، ما يؤكد الشكوك بأنها ضد حل الدولتين حسب الشرعية الدولية لتمرير مشروع الدولة ذات الحدود المؤقتة حتى يبقى الاحتلال على حاله يقطع أوصال الضفة الغربية ويفرض نظام الكانتونات.

وأضاف "أن الراحل غوشة كان قائدا وطنيا وقوميا كبيرا وفارس القدس، كان طيلة حياته عنوانا من عناوين النضال الوطني وعلما من أعلام مسيرتنا الكفاحية حيث قضى حياته في ساحات الكفاح وميادين الشرف والأصالة والمبدئية والأخلاق الثورية والتفاني في خدمة القضية ومشروعها الوطني الذي حملته وتحمله منظمة التحرير الفلسطينية، بما لها من صفات المرجعية والممثل الشرعي والوحيد والوطن المعنوي للشعب الفلسطيني وقائدة نضاله في كافة أماكن تواجده".

وقال ممثل الرئيس :أن رحيل د. غوشة خسارة كبيرة للحركة الوطنية الفلسطينية، فقد كان صمام الأمان للوحدة الوطنية يغلب التناقض الرئيس مع الاحتلال وممارساته العدوانية على الأرض، وكان صوتا للوحدة الوطنية والوفاق والاتفاق، نذكره في كل محطات النضال الفلسطيني بمواقفه الوحدوية المبدئية وتمسكه بالبرنامج الوطني وبمنظمة التحرير الفلسطينية وبالقرار الفلسطيني والثوابت الوطنية، وكان عقلا منيرا في اجتراح السياسات والرؤى السديدة التي تصب في خدمة المشروع الوطني وفي خدمة استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام الذي تسببت به حركة حماس بانقلابها الدموي الأسود في قطاع غزة، وتكريسها لواقع الانقسام السياسي والجغرافي نتيجة ممارساتها الظلامية البعيدة عن أخلاق وقيم شعبنا الفلسطيني وديننا الحنيف.

وأكد عبد الرحيم أن الشعب الفلسطيني مصمم على نيل كامل حقوقه الوطنية في الحرية والاستقلال والعودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن القيادة الفلسطينية وعلى رأسها السيد الرئيس محمود عباس متمسكة بحقوق وثوابت شعبنا وبالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة بقضيتنا الفلسطينية، وإننا مصممون على تحقيق المشروع الوطني ولن نتراجع عن مواقفنا من مسألة المفاوضات".

وقال "إن التراجع لن يؤدي إلى مفاوضات ناجحة، بل سيؤدي إلى كارثة سياسية وإلى فشل ذريع في العملية السياسية، وإننا نريد أن تكون الأمور واضحة لأننا لا نريد أن نسير من فشل إلى فشل أكبر، مشيرا إلى أن حكومة الاحتلال هي التي تسعى إلى إفشال العملية السياسية".

وأضاف: من أجل نجاح المفاوضات والعملية السياسية، نصر على نقطتين يجب الاتفاق عليهما مسبقا مرحبين باستمرار مساعي جورج ميتشل لتحقيق هذين الهدفين وهما، الوقف التام للاستيطان بكل أشكاله بما فيها ما يسمى النمو الطبيعي، وتحديد واضح لمرجعيات عملية السلام وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الذي بدأ العام 1967 حسب نص خطة خارطة الطريق وقضايا الوضع النهائي، وفي مقدمتها القدس واللاجئون والحدود والمياه والمستوطنات.

وأضاف أن الرئيس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وفتح تبذل كل المساعي والجهود من اجل إنجاح الحوار الوطني، والعمل من أجل استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام المضر بنضال ومستقبل شعبنا.

وقال: الوحدة الوطنية خيارنا، ونؤكد حرصنا على إنجاح جهود الأشقاء المصريين واستعدادنا لاستئناف الحوار على أساس تحمل المسؤولية الوطنية من قبل كافة القوى، وأن يكون الحوار وطنيا شاملا ومسؤولا يفضي إلى إنهاء كل مبررات هذا الانقسام والذهاب نحو انتخابات رئاسية وتشريعية في موعدها المحدد وإجراء انتخابات المجلس الوطني داخل الوطن وحيثما أمكن في الخارج وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، وفقا لاتفاق القاهرة آذار 2005 .

بدوره، قال أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني :" إننا اليوم نلتقي في وداع احد الرواد الأوائل الذين أعطوا معنا للعمل الكفاحي الفلسطيني، ليس فقط ببعده الوطني وإنما ببعده الأخلاقي المتميز الذي أضفى على مواقفه وسلوكه تلك الطهارة الثورية التي جسدت تلاحم السياسية باعتبارها فعلا لتحقيق أماني وطموحات الجماهير، وليس باعتبارها الغاية التي تبرر الوسيلة".

وأضاف: أن الراحل كان في مواقفه ينحاز ودون تردد وفي اللحظات الصعبة والمنعطفات الخطيرة، إلى جانب شعبه وقضيته، ولم يغلب في يوم من الأيام رغم عمقه الفكري العروبي وإدراكه لأهمية هذا البعد أي تأثير لهذا العمق على قراره الوطني المستقل، فقد كان دائما منحازا إلى الشرعية الوطنية، إلى الكيان المعنوي للشعب الفلسطيني.

وأشار مجدلاني: إلى أن مرض غوشة لم يفقده التركيز على الوضع الوطني ومسيرة الحركة الوطنية ومسيرة شعبه، منوها إلى رسالته التي أملاها على مدير مكتبه قبل 48 ساعة من رحيله، وحث فيها مؤتمر حركة فتح على أن يتحمل مسؤولياته للخروج من الأزمة التي تمر بها فتح والحركة الوطنية، مؤكداً أن تصليب وترتب البيت الفتحاوي هي المقدمة الأساسية لإعادة بناء منظمة التحرير، وإعادة بناء وتصليب الحركة الوطنية الفلسطينية والوضع الداخلي الفلسطيني برمته.

وأعلن مجدلاني أن المكتب السياسي لجبهة النضال قرر إقامة 'مركز الدكتور سمير غوشة لتطوير الشباب' وذلك تخليدا لذكراه وتواصلا مع عطائه وحبه لشعبه ووطنه.

بدوره، أكد صالح رافت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير في كلمة فصائل وأحزاب وقوى منظمة التحرير الفلسطينية "على تجديد العهد والقسم للراحل غوشة وجميع شهداء الشعب الفلسطيني ، وعلى رأسهم القائد التاريخي لثورتنا الرئيس الشهيد ياسر عرفات، والاستمرار في النضال حتى تحقيق أهداف شعبنا وإنهاء الاحتلال الاستيطاني والعسكري الإسرائيلي."

وأضاف: إن رحيل غوشة خسارة كبيرة لشعبنا ووحدتنا الوطنية، فهو قائد وطني وقومي متمرس في النضال الوطني، وسياسي محنك غلب المصالح الوطنية العليا على أية مصالح فئوية أو شخصية، وكان حريصا على تعزيز وحدة شعبنا وقواه ومؤسساته الوطنية، ومخلصا لأفكاره وعنيدا في الدفاع عنها، متفانيا في خدمة شعبنا وأهلنا في القدس.

وأكد باسم فصائل وأحزاب وقوى منظمة التحرير الفلسطينية، على مواصلة الحوار الوطني لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة من خلال تحقيق المصلحة الوطنية في الحوار الفلسطيني الشامل الذي سيتم استئنافه في القاهرة من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وتوفير عوامل القوه والنجاح في التصدي لمخططات الاحتلال الساعية إلى عزل القدس وتهويدها ومواصلة الاستيطان في سائر أنحاء الضفة واستكمال بناء جدار الضم العنصري.

وقال يحيى يخلف في كلمته باسم المثقفين الفلسطينيين، إن غوشة لطالما حمل فلسطين على كتفيه وفي قلبه، ككل فلسطيني على هذه الأرض. فالثورة كانت مصباحه وطريقه، وهي كانت خيار المعاكسة والضد والنقيض للهزيمة والصمت والموت والغياب والتهميش والتغييب. وهي بمضامينها الكفاحية والاجتماعية والثقافية بالنسبة للراحل العظيم ليست مجرد طريق العبور فقط، بل كانت الهدف أيضاً.

وتابع : لقد كان غوشة من هؤلاء الثائرين الحاسمين في انتمائه المبكر لفلسطين، وفي رؤاه الفكرية والثقافية، وفي سلوكه اليومي، وفي توجهاته السياسية التي تميزت بالوعي والعمق والواقعية الايجابية ، و آثر المصير الغامض والخطر، آثر الثورة على السلامة، وآثر الوعر على السهل، وآثر فلسطين على سواها".

وأشار إلى أنه كان من الجيل الذي فجر ثورة الفلسطينيين الحديثة، وكان من قادتها الذين وضعوا قضيتهم في مقدمة القضايا العالمية، وكان من تلك الكوكبة الفريدة التي ضمت أبا عمار وأبا مازن وأبا جهاد وأبو إياد وجورج حبش وسواهم، تلك الكوكبة من الرجال الرجال الذين جعلوا من خيمة اللجوء خيمة للقتال، والذين حولوا الهزيمة والذهول والذعر إلى حالة إنسانية مذهلة من المطالبة بالحرية.

أما هاني غوشة شقيق الراحل سمير غوشة، فقال إن الراحل عاش حياته مناضلا عنيدا صلبا، ولم يتردد ولو للحظات في الدفاع عن قضايا شعبه الفلسطيني وأمته العربية، وكرّس حياته وفيا لمبادئه دون مساومات أو تنازلات.

وأضاف: عاش الراحل هاجس تحرير القدس وكل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وشارك منذ كان فتى يافعا في القدس، بكافة أشكال النضال وفي كل المواقع دون كلل أو يأس".

وتابع: إننا كأسرة وعائلة لم نفقد وحدنا أخانا الحبيب غوشة، وإنما نعتبر وفاته خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني والأمة العربية.

من جانبها، قالت سحر غوشة أرملة الراحل، إنه من الصعب الحديث عن سمير كفرد من أفراد العائلة دون الكلام عن حياته السياسية والنضالية فقد التحما معا، ورغم ذلك كان على صلة بكل فرد ناصحا وموجها دون سطوة أو تعنت، ومؤمنا بحرية الاختيار، صديقا لكل فرد من عائلته الكبيرة، أهله وأهلي وأبناء الرفاق والأصدقاء، حبيب الصغار وصديقهم.

وأضافت: حياته كانت تمر كشريط ما بين رام الله وعمان، التقى بأصدقاء الطفولة وبأصدقاء الشباب، قيادات العمل الوطني، مقاتلي القواعد في الأحراش وبيروت، أفراد العائلة. ورغم ألمه الشديد، وبصوته المشحون بحب الوطن، أبرق إلى مؤتمر حركة فتح برقية الحرص على وحدة الحركة وقوتها، لأنه كان يدرك الخطر الذي كان يتهددنا جميعا ويهدد مشروعنا الوطني.