الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

ضحايا السيارات المسروقة يروون حكايات رحلة العذاب: سيارات سرقت ..بعضها عاد تحت الابتزاز .. واخرى لم تعد

نشر بتاريخ: 04/04/2006 ( آخر تحديث: 04/04/2006 الساعة: 23:00 )
بيت لحم- معا- في حين كان جدار الفصل العنصري يجلب الدمار والحصار ويشدد الخناق على رغيف الخبز الفلسطيني فإنه ضاعف من الامراض الاجتماعية الاخرى واخطرها ظاهرة تزايد حالة السرقة التي يتعرض لها المواطنون في الاونة الاخيرة .

وتتجلى الظاهرة بسرقة السيارات التي ازدهرت وانتشرت في الفترة السابقة ..وكانت محصورة نسبياً على السرقة من اسرائيل واليوم تغزو هذه الظاهرة المدن الفلسطينية وبشكل ملاحظ.. جداً .

تساؤلات عديدة يطرحها ضحايا هذه السرقات والذين انهكهم البحث والسؤال عن سياراتهم بين روتين الشرطة وابتزاز اللصوص!!

المواطن خالد الزبون من سكان بيت جالا قال انه ذهب لصلاة الصبح يوم 14/2/2006 وعندما عاد للبيت لم يجد سيارته في المكان وبدأ برحلة بحث من خلال ابلاغ شرطة بيت لحم وكذلك شرطة الخليل ويضيف الزبون ان " سيارتي من نوع سوبارو موديل 1986 ثمنها حوالي 27 الف شيكل وكنت استعد لبيعها بهدف دفع الاقساط الجامعية لابني الذي يدرس في الاردن وما حدث دفعني لزيارة بعض لصوص السيارات المعروفين للتوسط في عودتها ولكن لا حياة لمن تنادي ولم تظهر السيارة حتى اللحظة ...

اما المواطن افيانوس جبرا وهو من سكان بيت صفافا قضاء القدس فقد فوجىء بالرقم المرتفع الذي يطلبه الوسيط مع اللصوص لاعادة سيارته حين قال له مبروك ظهرت سيارتك ويريدون " حلوان " 18 الف شيكل واحسب حسابي ب 2000 شيكل حلواني الشخصي.

واضاف السيد جبرا" ان سيارتي من نوع مارسيدس باص موديل 1995 - 310 وكانت قد سرقت يوم الخميس 2/3/2006 من امام منزلي وقمت بإبلاغ شرطة القدس والتأمين والضريبة ".

وكباقي الضحايا وسّط جبرا بعض العارفين بهذه الامور وذهبوا معه الى بيت امر و حلحول والخليل ولكن دون جدوى حتى طرح عليه احدهم الحلوان ولكنه رفض الموضوع وقال :ان سيارتي لا تساوي 20 الف شيكل لكي ادفع لهم 20 الف شيكل !! واجري على الله ..

احد المواطنين من مدينة بيت لحم يتحسر على الموضوع بعد ان سرقت سيارته وقام بالبحث والوساطة حتى استطاع ارجاع سيارته بعد ان دفع مبلغ 2000 شيكل للصوص وما هي سوى ايام حتى القت شرطة بيت لحم القبض على عصابة لصوص.. اعترفت بسرقتها لسيارة المواطن الذي دفع 2000 شيكل.وعبر عن سخطه وتمنى لو انتظر قليلاً لما دفع المبلغ .

عشرات الحالات التي اتصلت بنا في وكالة معاً لتروي لنا قصص سرقة سياراتهم ورحلة البحث عنها وعرفنا ان من بين الضحايا المحامية المعروفة " ماري روك " من بيت لحم حيث لم يسعفها عملها في المحاماه والقانون من سرقة السيارة ولم تستطع حتى اللحظة ان تستردها .

اما المواطن يوسف الزعمط ويعمل خياطا فقد روى لنا كيف سرقت سيارته التي وضعها بالقرب من مقر الارتباط في راس بيت جالا بعد ان تركها هناك لمدة حوالي الساعة ليعود دون ان يجدها في مكانها .

ويقول" ان السيارة من نوع سوبارو موديل 88 ولونها سكني وسعرها يقارب 17 الف شيكل وتحمل لوحة صفراء وهي بإسم زوجتي وقمنا بإخبار الشرطة الاسرائيلية وبحثنا في الخليل والتقينا مع بعض اللصوص الذين طلبوا 2000 شيكل مقابل مساعدتنا ولكنني بصراحة تخوفت من ان يغرروا بي واقع ضحية مرة ثانية "

ومن خلال تتبع خيوط هذا المسلسل استوقفتنا قصة محمد رمضان 50 عاماً من مدينة الدوحة ويعمل على سيارة سكودا 2006 والتي تبدأ فصولها يوم 20/3/2006 الساعة السادسة والنصف مساء عندما استوقفه شابان في اواسط العشرينات من العمر وطلبوا منه ايصالهما للخليل وتحديداً لمنطقة واد الهرية حيث كان بإنتظاره شابان آخران وما ان توقفت السيارة حتى قام احد الشبان بفتح باب السيارة وضربه وكذلك فعل من كانوا بالسياره وسحبوه منها على الاشواك والحجارة وسارعوا للسيارة فارين بها .

ويتابع محمد قائلا : ان اهل الحارة تجمعوا ونقلوني للمستشفى وتم ابلاغ الشرطة التي عممت على السيارة التي كانت تهم بالدخول لمدينة دورا ولكنها اصطدمت بحاجز شرطي حاول وقفها ولكنهم دهسوا الشرطي وهربوا بعد ان اطلق عليهم احد افراد الدورية الرصاص من مسدسه ، وفي اليوم الثاني ذهبنا للشرطة وهناك اعتذر لي احد المسؤولين لعدم استطاعتهم العثور على السيارة وكان معي حوالي 20 شابا من اقربائي وبدأنا نبحث حتى توصلنا لشاب اسمه بلال حاورناه اكثر من مره الى ان اعترف ان السيارة لدى جماعة تطلب مبلغ 22 الف شيكل مقابل ردها ، ووفقناا على ذلك واعطانا رقم شاب آخر حاولنا معه بالحسنى وقلنا له انت تعرف الله وعيب .... فقال لنا:" انا ما بعرف حدى وامي وابوي الشيكل واذا بدكم السيارة بتدفعوا 22الف شيكل".

ويضيف محمد انه استعان بجهاز الامن الوقائي الذي استدعى بلال الذي رفض في البداية الحديث بحجة انه خائف ان يقتلوه لو كشف عنهم ولكنه وبعد الضغط الشديد ابدى استعداد ه للتعاون والكشف عن اللصوص وظهر لنا شخصان آخران طلبا عشرة آلاف شيكل مقابل الافصاح عن اسماء اللصوص ولم نخرج من هذه الدوامة الا بعد ان احضر الوقائي مخاتير احدى العائلات الكبيرة في الخليل ينتسب لها اللصوص وابدى هؤلاء استعدادا للمساعده حتى قاموا في اليوم التالي وبمساعدة مدير مكتب حركة فتح في الخليل بإحضار السيارة التي تعرضت لاضرار من قبل اللصوص، وهنا طالبت بحقي من ذوي اللصوص حتى انهم استعدوا لاعطائي الحق الذي اريده وبيننا موعد يوم الجمعه لزيارتي في بيتي واعطائي الحق المتعارف عليه بين الناس.

وفي نهاية هذا التقرير يتضح ان محمد نجح بإعادة سيارته بعد ان تعرض للضرب والاذى كذلك بينما شخص آخر اسمه جابي اظطر لدفع مبلغ خمسة آلاف شيكل لاسترداد سيارته وهي من نوع بورا 2005 وكذلك ثلجية الذي دفع ايضاً وعادت سيارته مما يشير بشكل واضح لعصابات من الخليل تقوم بالسطو والسرقة والابتزاز وعناوينها معروفة في اغلب الاحيان كما ان الوسطاء هم شركاء في الجرائم وجهل المواطن اوعدم ايمانه احياناً بإمكانيات الشرطة لاستعادة سيارته تجعله يقع فريسة اللصوص .

فإلى متى تبقى هذه الظاهرة التي تزداد وتنتشر فعشرات السيارات تسرق شهرياً والسيناريو يتكرر والشرطة كما يتبين تحاول وتنجح في احيان قليلة بإلقاء القبض على بعضهم وفي الغالب لا تستطيع نتاج عوامل كثيرة اهمها الوطن المقطع الاوصال بفعل الاحتلال مما يحد من الملاحقة والمتابعة ، وما بالكم ان الشرطة في الخليل وقعت ضحية للسرقة ايضاً حين قام احد اللصوص بسرقة دراجة نارية وهرب بها ولم يتوقف الا بعد ان اشتبه به الجيش الاسرائيلي مما دفعه لتركها والهرب ... .