الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أوساط فتحاوية تدرس تشكيل حكومة ظل بديلة - وأول تجربة اسلامية ديموقراطية عربية في خطر

نشر بتاريخ: 05/04/2006 ( آخر تحديث: 05/04/2006 الساعة: 08:01 )
معا- رئيس التحرير - من الواضح ان هناك عوامل ذاتية مثل عدم اعتراف حماس بمنظمة التحرير والتجاذب السياسي الخطير من جهة فتح ، وعوامل خارجية مثل الاستهداف الامريكي الاسرائيلي لحماس تساهم الان في ترسيم عملية اجهاض مبكر لتجربة حماس في السلطة .

وواضح تماما ان الحكومة الجديدة تستصعب السيطرة على اجهزة الامن الفلسطينية ، كما تستصعب الضبط الاداري للوزارت التي بناها الراحل عرفات على اساس المعادلة الفتحاوية المستديمة . وهو ما سيجعل في الوقت القريب الحكومة الجديدة تقفز عدة قفزات غير محسوبة في محاولة لملاحقة الواقع المستجد ، فتقع الخلافات والاخطاء وينفر الجمهور من التجربة قبل ان تأخذ حقها في النضوج والبرهان .

الخسارة الحقيقة كانت في عدم تشكيل حكومة وحدة او حتى حكومة ائتلاف ، وبغض النظر عن الاسباب التي دفعت لذلك فاننا الان امام تجربة شديدة الحساسية ، فتجربة حماس هي التجربة الديموقراطية الاولى في الوطن العربي والتي من خلالها تتولى الحركة الاسلامية المقاومة السلطة عن طريق صناديق الاقتراع ، فحتى الاحزاب الوطنية العربية كانت تولّت الحكم عن طريق الانقلاب العسكري مثل جمال عبد الناصر في مصر وحافظ الاسد في سوريا ومعمر القذافي في ليبيا وعبد الكريم قاسم في العراق وقحطان الشعبي في اليمن وحتى قيادة منظمة التحرير التاريخية كانت بالتراضي اكثر منها بالانتخابات العامة .
وبما ان مقدمات خاطئة ستؤدي الى نتائج خاطئة ، فان حماس وان نجحت ، ستجد نفسها قد بدأت من حيث بدأ الاخرون وهذا سيعيد التجربة الفلسطينية لاكثر من عشرين سنة الى الوراء ، وفتح وان نجحت في افشال حماس واستعادت الحكم ديموقراطيا فانها ستجد نفسها قد خسرت مكانة اللحظة الاسترتيجية امام العدو من خلال ما يمكن الاصطلاح عليه - تمييع العلاقة العدائية نكاية بحماس .

وبالتالي لا يمكن للفلسطينيين التفكير في استراتيجيات عالمية وقومية ومحلية الا اذا يحاولون حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والجغرافية والسياسية من منظور تشكيل حكومة وحدة ، كما ان نجاح المجلس التشريعي في تشكيل لجان اثبت وبالملموس ان تجربة تشكيل حكومة لم تستنفذ حقّها في الوقت والدهاء التفاوضي ، واثبت انه يمكن التراضي بين فتح وفصائل منظمة التحرير من جهة وحماس من جهة .

محللون يفكرون في الامر على النحو التالي ، الادارة الامريكية ودول العالم ستتصل بالرئيس ابو مازن لمناقشة امور التربية والتعليم او الامن او الصحة ولان الانشوطة الامريكية تشتد على عنق الحكومة الجديدة ، سيلجأ ابو مازن لتعيين فلان منسقا لامور الصحة واخر للتربية واخر للخارجية والاتصالات ، فنجد بعد اقل من شهرين او ثلاثة ان هناك حكومة ظل قد تشكلت حول الرئيس كبديل عن الحكومة الرسمية ، فيدب الخلاف وتتشتت الصورة .

ان تجربة المجلس التشريعي والنجاح الكبير في تشكيل اللجان ، يعتبر مدعاة للمهندسين التنظيميين ان يشرعوا في محاولة اعادة تشكيل الحكومة من جديد وعلى نفس الاساس حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من تجاوز عقباته الراهنة .
وكانت مصادر مطلعة كشفت ان بعض الأوساط في حركة فتح تدرس جدياً تشكيل "حكومة ظل" لقيادة السلطة في حال تعرضت حكومة حماس لحصار شديد يؤدي الى تدهور اقتصادي واجتماعي.

ونقلت صحيفة الحياة اللندنية ان بعض الشخصيات القيادية في الحركة بدأت مناقشة الأمر بصورة جدية بعد اعلان الادارة الأميركية مقاطعة الحكومة ومنع اجراء أي اتصالات معها.

وأوضحت المصادر: بعد اعلان الادارة الأميركية قطع اتصالاتها مع الحكومة واعلان اللجنة الرباعية وقف دعمها لموازنة الحكومة ما لم تستجب حماس لشروطها، واعلان اسرائيل وقف التحويلات الجمركية لها، باتت لدى عدد من قادة فتح مخاوف حقيقية من وصول الحكومة الى مرحلة العجز عن دفع رواتب الموظفين، وبالتالي حدوث تدهور اقتصادي واجتماعي شديدين.

وكانت الادارة الأميركية اعلنت انها ستوجه دعمها الى الفلسطينيين من خلال منظمات غير حكومية، فيما اعلنت اسرائيل انها ستوجه التحويلات الجمركية والضريبية الى من أسمتهم قيادات محلية. وتتراوح التحويلات الجمركية من اسرائيل الى السلطة بين 50-60 مليون دولار شهرياً، وهو ما يساوي نصف فاتورة رواتب موظفي السلطة البالغة قيمتها 116 مليون دولار.