الخليل تحتفل بالانتهاء من ترميم شارع الشلالة
نشر بتاريخ: 03/10/2009 ( آخر تحديث: 03/10/2009 الساعة: 17:49 )
الخليل- معا- في الوقت الذي تصاعدت فيه اعتداءات المستوطنين وتزايدت عمليات بناء وتوسيع المستوطنات فوق الأراضي الفلسطينية، احتفلت مدينة الخليل بالانتهاء من أعمال إعادة تأهيل شارع الشلالة الأوسط وسط المدينة، والذي نفذ من قبل لجنة إعمار الخليل وبلدية الخليل بتمويل من الحكومة السويدية.
ويصل الشارع بين ميدان باب الزاوية في المنطقة الخاضعة للسيطرة الفلسطينية وميدان باب البلدية القديم الخاضع للسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حدت من النشاط التجاري في الشارع من خلال إغلاق العديد من المحال التجارية فيه بأوامر عسكرية، بالإضافة لوضع العراقيل أمام المتسوقين من الشارع.
حفل افتتاح شارع الشلالة الأوسط انطلق من ميدان باب الزاوية بحضور وزير الحكم المحلي د. خالد القواسمي، ورولف كارلمان مدير وكالة التعاون والتنمية السويدية (سيدا)، ووفد مرافق من الوكالة، ومحافظ الخليل د. حسين الأعرج، ورئيس بلدية الخليل خالد العسيلي، ورئيس لجنة الاعمار د. علي القواسمي وأعضاء اللجنة ومديرها العام، ورئيس رابطة الجامعيين وأعضائها ورئيس جمعية الهلال الأحمر ورئيس ملتقى رجال الأعمال والوزراء السابقين كمال حسونة والدكتور عبدالحفيط الأشهب وعدد من شخصيات المدينة وفعالياتها ووكلاء الوزارات ومدراء المؤسسات الحكومية والأهلية ومدراء وممثلي المنظمات الدولية، ولفيف من المهتمين والمواطنين.
وبعد قص شريط الافتتاح جاب مئات المحتفلون أرجاء الشارع، وأبدى عدد كبير منهم سعادته بالمناظر الخلابة، وبالطريقة الهندسية الرائعة التي حافظت على التوازن العمراني والتاريخي للشارع، فيما قام سكان وأصحاب المحال التجارية في الشارع بتقديم الحلوى.
ووصف وزير الحكم المحلي، احتفال الانتهاء من تأهيل وترميم شارع الشلالة الأوسط، وسط مدينة الخليل، بالعيد الوطني للمدينة، معتبراً ذلك انجازاً يسجل للجنة اعمار الخليل ولبلدية الخليل وهو ثمرة التعاون المشترك بينهما، وطالب البلدية واللجنة بمزيد من التعاون والشراكة لإعادة اعمار وترميم المناطق المحيطة بالبلدة القديمة.
فيما أهدى الدكتور علي القواسمي رئيس لجنة الاعمار، افتتاح الشارع لسيادة الرئيس محمود عباس ولدولة الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء، تثميناً لدور السلطة الوطنية الفلسطينية الكبير في رعاية اللجنة وتقديم كافة التسهيلات لإنجاح عملها في الحفاظ على الهوية الفلسطينية وثبات المواطن الفلسطيني فوق أرضه ومده بالبرامج التي تحقق ذلك من خلال لجنة اعمار الخليل، كما قدم شكره للحكومة السويدية ولوكالة التنمية، ولكافة الدول والجهات المانحة والداعمة للجنة الاعمار.
وتطرق في كلمته لدور لجنة الاعمار في إعادة تأهيل وترميم البلدة القديمة، مشيراً بأن اللجنة استطاعت اعمار مئات البيوت وإسكانها، وتنفيذ العديد من مشاريع البنية التحتية التي حدت من زحف المستوطنين داخل قلب الخليل.
فيما اعتبر خالد عسيلي رئيس البلدية تأهيل وترميم الشارع بالانجاز الكبير لمدينة الخليل ولمؤسساتها ولأهلها، مضيفا، أن التعاون المشترك بين البلدية ولجنة الاعمار يؤكد على قدرة مؤسسات المدينة في الحفاظ على الطابع التراثي والتاريخي للخليل القديمة، وهو بداية لمشاريع مستقبلية ستعمل البلدية واللجنة على تنفيذها.
وقدم محافظ الخليل، شكره للجنة الاعمار ولبلدية الخليل وللحكومة السويدية ممثلة بوكالة التعاون والتنمية السويدية، على جهودهم وتعاونهم للإعادة اعمار الشارع، مشيراً بأن الحياة لا يمكن أن تدب في الشارع من جديد إلا بتعاون أصحاب المحال التجارية والمتسوقين.
ودعا مواطني المحافظة للتسوق من الشارع ومن أسواق البلدة القديمة في الخليل، وتفويت الفرصة على المستوطنين بجعل الخليل نظيفة من الفلسطينيين.
وقال رولف كالمان مدير وكالة التعاون السويدي ( سيدا ) أن هذا الإنجاز يسجل لمدينة الخليل حيث أنه مشروع نفذ في ظروف غير إعتيادية كما أنه جاء ليكرس الشراكة ما بين مؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية، وكانت الشراكة ما بين بلدية الخليل ولجنة إعمار الخليل في تنفيذ هذا المشروع مثالاً واضحاً على التكاتف المؤسساتي. واشار أن وكالة التعاون السويدي قدمت الدعم لمدينة الخليل من خلال دعم مشاريع تشغيل الايدي العاملة والحفاظ على الموروث الثقافي بالتعاون مع لجنة إعمار الخليل وكذلك الدعم الذي تقدمة لبعثة التواجد الدولي المؤقت في الخليل.
من جهته قدم عماد حمدان مدير عام لجنة اعمار الخليل الشكر والتقدير للحكومة السويدية لدعمهم مشروع إعادة تأهيل شارع الشلاله الأوسط والطواقم الفنية والهندسية التابعة للجنة إعمار الخليل وعلى رأسهم المهنس غسان إدريس المدير الفني للجنة والطواقم الفنية والهندسية التابعة لبلدية الخليل وعلى رأسهم المهندس توفيق عرفه مهندس البلدية الذين اشرفوا على تنفيذ هذا المشروع وكذلك سكان هذا الشارع وأصحاب المحال التجارية فيه ومتعهدي المشروع وكل من ساهم في انجازه.
وأفاد أن المشروع شمل إعادة تأهيل شارع الشلاله وما يتفرع منه من أزقة وساحات مثل ساحة باب البلدية القديمة وطلعة الزاهد وساحة بئر ابراهيم ومدخل سوق الصاغة وشارع زقاق العميان.
وتحدث نبيل الحلبي ممثلاً عن أصحاب المحال التجارية وسكان تلك المنطقة شاكرأ لجنة اعمار الخليل وبلديتها والحكومة السويدية.
وتخلل حفل الافتتاح لوحات فنية من التراث الشعبي الفلسطيني قدمتها فرقة جبل الكروم، نالت استحسان وإعجاب الحضور.
يذكر أن لجنة اعمار الخليل تشكلت بمرسوم رئاسي من فخامة الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1996 ، وأعيد تشكيلها حديثا بمرسوم رئاسي من فخامة الرئيس محمود عباس, وعملت اللجنة منذ نشأتها على ترميم المنازل والمباني العامة والخاصة وتأهيل الشوارع والبنية التحتية، وأوجدت المرافق العامة لتخدم السكان القدامى والجدد، فدعمت صمود القاطنين وأعادت إسكان معظم المباني الخالية وأعادت نبض الحياة إلى شوارع وأزقة البلدة القديمة بعد أن كانت مهجورة وشبه خالية.
وقامت اللجنة ومنذ تأسيسها بترميم ما يزيد على 800 شقة سكنية فازداد عدد سكان البلدة القديمة من 400 شخص عام 1996 الى أكثر من 5000 مواطن حالياً، كما عملت على إعادة تأهيل آلاف الأمتار من البنية التحتية وأوجدت الحدائق العامة وحدائق الأطفال وعيادة صحية وغيرها من المراكز العامة.
كما أوجدت مكتباً قانونياً مختصاً بملاحقة الانتهاكات الإسرائيلية وتوثيقها ورفع القضايا لدى المحاكم والجهات القانونية المختصة، فوفرت بذلك شبكة أمان لسكان المنطقة وأشعرتهم بوجود من يهتم بأمرهم وبقضاياهم سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وقانونياً.