السيدة البرغوثي تطلع مبعوث الرئيس الفرنسي ساركوزي على آخر التطورات
نشر بتاريخ: 04/10/2009 ( آخر تحديث: 04/10/2009 الساعة: 18:49 )
رام الله- معا- زار السيناتور الفرنسي فيليب ماريني مبعوثا من قبل الرئيس الفرنسي ساركوزي مقر الحملة الشعبية لاطلاق سراح القائد المناضل مروان البرغوثي وكافة الاسرى، يرافقة السفير الفرنسي ومساعديه.
وقد كان في استقبال الوفد فدوى البرغوثي وسعد نمر، حيث رحبت السيدة البرغوثي بالضيف شاكرة له زيارتة ومؤكدة على عمق الصداقة بين الشعبين الفرنسي والفلسطيني والاهتمام الفرنسي بالقضايا الفلسطينية، كما شكرت الدور الفرنسي الذي يبدي اهتماما كبيرا بقضية المناضل مروان البرغوثي.
وقد قال ماريني" انني سعيد بوجودي هنا بينكم وقد قابلت عدة اشخاص بشأن العملية السلمية واعادة اطلاقها، وهنا ارغب في معرفة موقف مروان البرغوثي حيال ما يجري على الارض وحيال عملية السلام، حيث انني قد قرأت كثيرا عنه واعرف بعض مواقفة جيدا"
واجابت البرغوثي "انا سعيدة بوجودكم لاسيما وان الشعب الفرنسي والاحزاب الفرنسية والمنظمات والمؤسسات بالاضافة الى وزارة الخارجية الفرنسية والقنصلية الفرنسية كانوا وما زالوا على تواصل دائم معنا، ويعرفون جيدا من هو مروان البرغوثي ودورة. وبالرغم من وجوده في السجن وقبل ذلك في العزل الانفرادي فانة ما زال يشارك ويساهم بفعالية في صناعة الاحداث، فحينما كان في عزل سجن الرملة شارك برأيه في وقف اطلاق النار مرتين، حيث كان يرى حين ذاك ان وقف اطلاق النار يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني من اجل اعطاء فرصة للعملية السلمية وكان يشارك في منح هذه الفرصة علها تصل الى ما نصبو اليه من تحقيق السلام وانهاء الاحتلال. كما صاغ وثيقة الاسرى التي حظيت بموافقة الفصائل الفلسطينية المختلفة ونالت 91% من ثقة الشعب الفلسطيني في الاستطلاعات، الا ان المجتمع الدولي لم ياخذها بعين الاعتبار. ونحن نعتقد ان هذه الوثيقة هي الاهم للشعب الفلسطيني عبر تاريخة حيث انها احتوت على برنامج سياسي واضح وموحد للشعب الفلسطيني، وجاء فيها الموافقة على دولة فلسطينية بحدود العام 67 وقد وافقت حركة حماس على هذا الطرح مما شكل موقفا متقدما حينها، كما ان الوثيقة دعت الى تعزيز المقاومة الفلسطينية في حدود الرابع من حزيران 67، كما ذكرت العديد من القضايا الهامة مثل حقوق الانسان وحقوق المرأة والاقتصاد وما جاءت به وثيقة الاسرى من مواضيع مهمه".
وحول الحوار المزمع عقدة في القاهرة للمصالحة الوطنية سأل السيد ماريني "هل انت متفائلة بخصوص حوار القاهرة ؟"
واجابت البرغوثي "قبل فترة وجيزة كنت اعتقد ان الموضوع صعب للغاية ولم ارى افقا حقيقيا للمصالحة، اما في الايام الاخيرة فانني متفائلة بناءا على التصريحات الواردة من قبل المعنيين، اتمنى التوقيع على اتفاقية المصالحة فهذا الامر هو في صلب مصلحة الشعب الفلسطيني، وبخصوص الانتخابات التشريعية والرئاسية فهي اقصر الطرق لانهاء الانقسام، وقد قدمنا اقتراحات للقيادات الفلسطينية وكذلك للاخوة في مصر باننا اذا ما عملنا اتفاقية بخصوص الانتخابات مع وجود رقابة عربية ودولية لتامين مشاركة الجميع بحرية في الضقة وفي غزة فسنحصل على انتخابات ديمقراطية تخرجنا من الازمة وليكن الشعب هو الحكم والفيصل، وغير ذلك فاننا نكرس واقعا تكون فيه غزة لحماس والضفة لفتح وسوف يخسر شعبنا وسوف تخسر الديمقراطية ايضا كممارسة".
واجابت البرغوثي بالقول "لقد اعطينا كفلسطينيين كل الفرص للسلام ومنذ اوسلو قبل 16 عاما كنا نشجع كل فرصة للسلام، ولكن اغلاق الافق السياسي امامنا وعدم رغبة اسرائيل الى التوصل لحل سلمي اوصلنا للانتفاضة الثانية، واذا كنا قد قمنا بهذة الانتفاضة فذلك من اجل دولة فلسطينية مستقلة وليس من اجل سلطة فلسطينية، من اجل انهاء الاحتلال وليس من اجل العملية السلمية ذاتها، والضغط الاقتصادي الذي تمارسة اسرائيل ضد شعبنا قد يجعل من حياتنا اكثر صعوبة ولكن ذلك لن يغير او يقلص من الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، من المهم الحديث عن الاستيطان والجدار وخلاف ذلك من الانتهاكات الاسرائيلية ولكن الاصل هو انهاء الاحتلال، وعبر 16 عاما من المفاوضات وتحت شعار عملية السلام يجري تهويد القدس وتضاعف الاستيطان ابان فترة السلام من اوسلو حتى الانتفاضة ثلاث مرات عن كل الفترة منذ العام 1967، وانا ااوكد لكم اننا مع الجهود الرامية لاحلال السلام ومع ان نفاوض الاسرائيلين وهذا شأن كل حركات التحرر في العالم والتي جلست مع عدوها في النهاية لانهاء الصراع ونيل الاستقلال، ولكننا نرفض ان نفاوض دون سقف زمني واضح او ان نفاوض الى ما لا نهاية."
وسأل فيليب ماريني "وهل التوصل لاتفاق بين الفصائل الفلسطينية شرط لتقدم المفاوضات؟".
واجابت البرغوثي "انهاء الانقسام يجعل منا اقوياء يوحدنا ويجمعنا في عملية السلام ومع ذلك فان حالة الانقسام لا تقلل ولا تنتقص من حقنا في انهاء الاحتلال ولا تقلل من اهمية هذا الاستحقاق بالنسبة للاسرائيليين ايضا، ولو كان هناك دعم سياسي للاخ الرئيس ابو مازن من قبل المجتمع الدولي مثل وقف الاستيطان وفتح الحواجز واطلاق سراح الاسرى كل ذلك سيجعل الشعب الفلسطيني يقف خلف الرئيس ابو مازن مما يعطية القوة في المفاوضات".
واضاف ماريني "كافة المسؤولين الاسرائيليين بمن فيهم الرئيس بيرس يقولون ان اهم كرت للسلام هو الاقتصاد، وقد طرأ بعض التحسن الاقتصادي لديكم مؤخرا كيف ترين ذلك."
واجابت البرغوثي "نحن مع السلام الذي يجلب الامن والرخاء والاستقرار السياسي والاقتصادي للشعب، لقد مرت علينا فترة وقبل العملية السلمية كان الوضع الاقتصادي فيها افضل مما هو عليه اليوم ومع ذلك حصلت الانتفاضة الاولى، اذا فالموضوع هنا ليس الرخاء الاقتصادي او السلام الاقتصادي كما يحب ان يسمية القادة الاسرائيليون، وانما الحقوق السياسية بالدرجة الاولى، نحن شعب تحت الاحتلال وهذا الوضع يجب ان ينتهي اولا وبعد ذلك يكون هناك رخاء اقتصادي، ان السلام الحقيقي والعادل والشامل هو ما يجلب السلام الاقتصادي وليس العكس."
وسأل ماريني "اخيرا اود ان اسألك عن وضع المرأة الفلسطينية لا سيما في الفترة الاخيرة"
وقد اجابتة البرغوثي "عندما تكون هناك حروب وويلات واحتلال فأن المرأة تكون اكثر من يعاني جراء هذة الازمات، وفي الفترة الاخيرة نلاحظ تراجعا في قضايا المرأة رغم ان المنطق ان يكون هناك تقدم، فالفترة الاخيرة قد شهدت مزيدا من الضغط على المراة الفلسطينية خصوصا خلال سنوات الانتفاضة من فقر وتدمير وقتل واعتقال وهذا كلة يؤثر سلبا على وضع المرأة والتي في معظم هذة الحالات تصبح هي المعيل الوحيد للاسرة مما يضعها في وضع هي ابعد ما تكون فيه عن حقوقها كمرأة ومشاركتها. كما ان هناك تقصير كبير من قبل الاحزاب السياسية في فلسطين تجاه موضوع المرأة فعلى سبيل المثال اتخذ المجلس التشريعي الفلسطيني قرارات بخصوص الكوتا النسائية واصبحت النساء ممثلات في البرلمان بنسية 20% وكذلك الامر في البلديات والمجالس المحلية، والغريب في الامر ان هذة القرارات كانت لنواب فتح في البرلمان، وعندما عقد المؤتمر السادس لحركة فتح كان هناك استثناء للمرأة بشكل واضح، ولم يتم التعاطي بقانون الكوتا وكانت النتيجة عدم وصول اية امرأة على الاطلاق الى اللجنة المركزية للحركة وهي الخلية الاولى، كما ان عدد النساء في المجلس الثوري لم يتجاوز ال 11 عضوا مما يجعل تمثيل المرأة في الخلية الثانية بما نسبتة 13% فقط، فكيف يمكن للمرأة ان تلعب دورها وان تؤثر في المجتمع اذا كانت الاحزاب السياسية تهمشها بهذا الشكل".