الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"شبابيك الغزالة "من العربية إلى الإيطالية في طريقها إلى المسرح

نشر بتاريخ: 05/10/2009 ( آخر تحديث: 05/10/2009 الساعة: 16:48 )
بيت لحم - معا - من قصص شبابيك الغزالة للكاتبة الفلسطينية د . سهير أبو عقصة داود أعدت الفنانة فالنتينا أبو عقصة نصا مسرحيا يحمل ذات الإسم وبادرت منذ زمن للعمل على ترجمته وقد أنجز ذلك إبن الناصرة المهندس ميلاد شجراوي على أعلى مستوى إلى اللغة الإيطالية .

وكانت فالنتينا قد أخرجت شبابيك الغزالة بالعربية عام 2004 قدمت عروضه في البلاد.

ولماذا شبابيك الغزالة عند فالنتينا : " لانه إبداع من ذكريات طفولة صعبة عشت تفاصيله وأذهلتين كتابتها وما مزج بها من خيال الكاتبة "
تأتي مبادرة فالنتينا المتميزة والجريئة لتحقيق مما عندها ضمن مشروعها الكبير في محاكاة ودوما واقعنا المزدحم بالهموم الذي عاشه ولا يزال يعيشه الإنسان الفلسطيني في هذه البقعة لتوصل هذه النصوص الأدبية الرائعة إلى حالة مسرحية خارج الحدود والمكان وتنطلق إلى الأبعد ...

وفي طموح راودها طويلا وتحد لا تسبقهما الظروف ولا تستوقفها الإمكانات وبإصرار تحضر ومنذ أكثر من عام ونصف

ومع أصدقائها هنا وطاقم كبير ومهني في إيطاليا لهذا العمل عكفت مؤخرا على جهوزيتها لتخرج العمل في إيطاليا ويقدمه ثلاثة ممثلين لهم تجربة عريضة في العمل المسرحي حيث ستباشر المرجعات في منتصف شهر أكتوبر الجاري.... يفتحون شبابيك الغزالة للجمهور الإيطالي يحكون له حكايا عن واقع إنساني إرتبط بكل تفاصيل الألم والأحلام ، الإرادة النهوض، الوجود ، الإنتماء والبقاء الفلسطيني في" وطن تغير إسمه بين ليلة وضحاها" .

وعن شبابيك الغزالة ل د. سهير والتي تحاضرحاليا في العلوم السياسية بجامع كارولاينا والذ ي صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر- بيروت - بعض مما كتبه عمر شبانة في الحياة ، لندن " كاتبة عربية من فلسطين المحتلة تكسر عزلة الأدب الفلسطيني في داخل 1948 وتفاجيء قارئها بصوت جديد في كتابة تـأملية حاشدة بالمعنى يروي حكايات الغزالة بلغة رشيقة نثرية لا تخلو من بعض العبارات الشعرية المحلقة في فضاء المتخيل لكنه المتخيل المنبثق من حياة شديدة الواقعية – والحافلة بكل ما هو جوهري وعميق في هذه الحياة ".

اما عن مسرحية شبابيك الغزالة - التي اخرجتها فالنتينا عام 2004 مما كتبه الأستاذ والمربي إسكندر عمل – حيفا :
" نجحت المسرحية في ايصال محطات هامة في مسيرة شعب باسلوب درامي موفق.

فمشهد الساعة وما دار حولها في محطة الباص، حيث مل الإخوة الإنتظار. الساعة الصغيرة، الأمنية البعيدة المنال بالنسبة لغزالة واخوتها ، وسهلة المنال لإبن ذلك الغني الذي يربح الكثير من بناء بيوت لليهود على ارض كانت.لنا يوما َ مع انه ما زال لا يعرف ان يكتب اسمه، مشهد يكشف النقاب عن جرح لم يندمل بعد، آثاره حية كلما مررتَ ببيارة او حقل كانت بالأمس لك.

مشهد يعكس ما حل بالشعب الفلسطيني من تشرذم وانقسام، وهناك مشاهد بارزة في المسرحية تعكس استمرار سياسة الاجحاف ضد ابناء شعبنا، كمشهد مصادرة الأراضي والعنف المسلح الذي رافقها ضد اصحاب الأرض، اصحاب الحق، وغزالة التي اصيبت وكادت تصير "عورة"
في اثناء مواجهتها هي واطفال وشباب ونساء وشيوخ القرية لعمليات المصادرة البشعة..

والأحداث وما تحمله من تاريخ هذا الشعب وتصوير مبسط وواقعي لمسيرته وما واكبها من مآس وعقبات. ذلل شعبنا بعضها، بصبره وكفاحه
ومما جاء في مقالة الكاتب المقدسي إبراهيم جوهرعن المسرحية :

"الغزالة هنا هي غزالتنا نحن ، هي كنز ذخيرتنا ، هي أم الروبابكيا ، وهي التي جاءت وقت الخير ، وقت البيادر ، لذلك أراد والدها أن يسميها قمحة .

قمحة : بذرة العطاء ومعنى القداسة وطزاجة النكهة المخملية ، أو غزالة : الخفة والجمال والسرعة والبراءة وعبير المسك والحقول الخضراء ، أو قل : ربيع الذاكرة وحيوية الحياة ولذتها . هذه المعاني والايحاءات جميعها نقلتها بذكاء وفنية عالية ممتعة الفنانة "فالنتينا أبو عقصة " في تجربتها المسرحية المثيرة والجميلة التي حملت عنوان " شبابيك الغزالة

ولا تنبع الاثارة الفنية والتشويق من العنوان ذي الوقع الشعري الموحي ، بل من طريقة الاخراج المبهرة رغم بساطتها ، ومن الممثلين الذين يتحركون كغزلان طليقة في ساحة ملعبهم الذي ألفوه ووطنهم الذي أحبوه . انهم اطفال فنانون حقيقيون ، تراهم وهم يعرضون خريطة الذكريات حتى تكاد تلمسها لمس اليد .

لقد أبدعت فالنتينا ابو عقصة في اخراج " شبابيك الغزالة " هذه الشبابيك التي فتحت مواطن المواجع وداعبت مواطن الفرح : أما المواجع فعلى ما هّجّر وضاع ولو الى حين ، وأما الفرح فللطفولة القادرة على اثبات هويتها وهي تمد لسانها ساخراً من شعارات الماكدونلدز وشبيهاتها ولسان حالها يقول : هذه الجولة لنا ، وغداً ستكون لنا ايضاً . لقد أثبتت " شبابيك الغزالة " أنه لا يمكن طمس شبابيك الهوية ، فاستحقت الثناء والتشجيع."

http://www.valantiana-abu-oqsa.net وللمزيد عن الفنانة فالنتينا يمكن زيارة موقعها الإلكتروني .