بعد بتر ساقيه في الحرب: الجريح احمد العطار يتمكن من السير دون مساعدة

غزة- معا- يعاني احمد العطار ( 36 عاما) من إعاقة حركية بعد بتر ساقيه، إثر إصابته خلال الحرب الأخيرة على غزة.

وأصيب العطار بتهتك في عظام وأنسجة الساقين ونقل على أثرها إلى مستشفى كمال عدوان وبعد ذلك تم نقله إلى المشافي التركية حيث أجريت له عملية بتر في كلا الساقين.

وأجريت له عملية تركيب أطراف صناعية لكنه لم يستطع استخدامها حيث أن البتر كان في منطقة أعلى الفخذ، ما جعله يرقد دون حركة، إلى أن تسلم كرسياً كهربائياً مكنه من الحركة والتنقل قدمته الاغاثة الطبية.

يسكن العطار مع عائلته المكونة من سبعة أفراد، فأبناؤه أطفال وجميعهم يدرسون في المرحلة الابتدائية في منطقة بيت لاهيا التي تعرضت لهجمات إسرائيلية، حيث كان يتلقى الرعاية من قبل طواقم الإغاثة الطبية بما في ذلك خدمات التمريض والعلاج الطبيعي وجلسات دعم نفسي.

الجريح العطار واحداً من مئات الجرحى والمعاقين الذين عملت الإغاثة الطبية بعد انتهاء الحرب على متابعتهم بهدف المساهمة في التخفيف من معاناتهم، ومحاولة دمجهم في المجتمع المحلي.

تحدث العطار عن دعم الإغاثة الطبية له قائلا: أن زيارات الطواقم الطبية التابعة لجمعية الإغاثة الطبية خففت عنه معاناة الإصابة.

وأكد على دور المساندة النفسية له والتي مكنته من التغلب على مشكلة الإعاقة والتغير في أساليب الحياة اليومية التي كان يعيشها قبل الإصابة، معرباً عن أمله في أن تتحسن أوضاعه بعد تسلمه الكرسي الكهربائي بأن يجد فرصة عمل تمكنه من إعالة أسرته بعد فقد عمله.

من جانبه تحدث الدكتور عائد ياغي مدير البرامج بالإغاثة الطبية أن مثل هذه المساعدات تأتي ضمن برنامج الإغاثة الطبية لتخفيف المعاناة عن جرحى الحرب الأخيرة على القطاع، وأن الإغاثة ستواصل تقديم المساعدات المختلفة عبر كافة برامجها من اجل تقديم رعاية طبية نوعية ومساعدات إنسانية لكافة الفئات المحرومة والمهمشة في قطاع غزة.

من جهته قال مصطفى عابد مشرف برنامج التأهيل في قطاع غزة بالإغاثة الطبية: أن الإغاثة تولي اهتماما بالغا بالجرحى والمعوقين من جراء الحرب وذلك عبر توفير كافه الاحتياجات الأساسية من اجل الانخراط داخل المجتمع، مشيراً إلى أن البرنامج تابع الكثير من حالة جرحى الحرب في المنطقة الشمالية.
أضاف: رصد برنامج التأهيل التابع للإغاثة الطبية منذ انتهاء الحرب على غزة نحو 600 إعاقة جديدة 60% منها إعاقات حركية.

أكد عابد أن هؤلاء المعاقين يحتاجون إلى كراسي متحركة وكهربائية وهو ما تعمل الإغاثة على تحقيقه بشكل يؤهل المعاقين على الدمج المجتمعي، موضحاً أن الإغاثة الطبية منحت العشرات من المعاقين كراسي متحركة، وثلاثة كراسي كهربائية .

وليد البطش أخصائي العلاج الطبيعي في برنامج التأهيل قال: أن طواقم التأهيل تقوم بمتابعة عمل الأدوات المساعدة المقدمة للمعاقين والجرحى، بما يتلاءم مع إعاقاتهم، وتدريبهم على كيفية استخدامها والتعامل معها، موضحاً أن الطواقم تقوم بمتابعة هؤلاء المعوقين داخل منازلهم لتحقيق التكيف والاستفادة من الأدوات المساعدة.

ولم يخف البطش حاجة العشرات من المعوقين لمثل هذه الأدوات، رغم ما قدمته لمعوقين آخرين، بسبب الزيادة الهائلة في عدد المتضررين من العدوان الإسرائيلي، مؤكداً حاجة هؤلاء الجرحى للدمج الاجتماعي.