مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية تكشف الانتهاكات الاسرائيلية بالقدس
نشر بتاريخ: 07/10/2009 ( آخر تحديث: 07/10/2009 الساعة: 15:55 )
نابلس -معا- طالبت مندوبية فلسطين لدى جامعة الدول العربية، اليوم، في رسالة وتقرير بعثته لأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، والمندوبين الدائمين لدى جامعة الدول العربية، بالدعوة الى عقد مؤتمر عربي لدعم صمود مدينة القدس، وذلك في اطار احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009.
وأشارت المندوبية إلى أن الهدف الاستراتيجي لسياسة دولة اسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) في القدس الشرقية المحتلة هو الحفاظ على الغالبية الديموغرافية في القدس، مضيفة: إن كافة السياسيات التي تحاول فرضها اسرائيل في القدس الشرقية تنتهك القانون الدولي وقوانين الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة وقرارات مجلس الأمن في هذه الصدد واتفاقية جنيف الرابعة والمواقف الدولية الرافضة لجميع هذه الانتهاكات.
ولفت تقرير مندوبية فلسطين لدى جامعة الدول العربية، إلى أن إسرائيل من خلال هذه الممارسات تحاول تقويض الوجود الفلسطيني، ما يستوجب ادانة سلطة الاحتلال، وتحميلها المسئولية عن ممارستها هذه.
ودعت المندوبية إلى القيام بحملات دبلوماسية عربية اسلامية شاملة لتوضيح الموقف العربي والاسلامي تجاه القدس، وتوجيه جميع وزراء الخارجية العرب رسائل بهذا الشأن الى الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ووزراء خارجية دول العالم.
ولفت التقرير إلى أهمية دعوة المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية والرباعية الدولية للتدخل الجاد لوضع حد لهذه الانتهاكات، والممارسات التي تشكل عقبة أمام استئناف عملية السلام، والسعي لدى الاتحاد الأوروبي ومنظمة اليونسكو لادانة هذه الاجراءات.
وطالبت مندوبية فلسطين لدى جامعة الدول العربية جميع الهيئات والمؤسسات العربية والعالمية الى اتخاذ موقف حاسم من هذا النهج الاسرائيلي الذي له أهداف بعيدة الأمد والذي يرمي من خلاله الى تغيير القدس كقبلة المسلمين الأولى، وتهويدها عن محيطها الفلسطيني والعربي.
وأكدت المندوبية على ضرورة الالتزام بقرارات مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دور انعقاده الأخيرة (132) ، والذي أنهى أعماله بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بتاريخ 9/9/2009، ومنها القرار رقم (7079)، والقرار رقم (7081) الخاصين بالقضية الفلسطينية.
وطالبت بالعمل على تنفيذ الفقرة الخامسة من قرار رقم (7079) والذي ينص على (الدعوة الى عقد مؤتمر عربي لدعم صمود مدينة القدس وذلك في اطار احتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية لعام 2009، تحت رعاية جامعة الدول العربية بالتنسيق مع منظمة المؤتمر الاسلامي ولجنة القدس لبحث سبل مواجهة مخططات اسرائيل الهادفة الى تهويد مدينة القدس والاستيلاء عليها) .
وقال التقرير: تتعرض مدينة القدس لهجمة ممنهجة وتصعيدا خطيرا وبوتيرة متسارعة غير مسبوقة لتهويدها تسابق فيها دولة القوة القائمة بالاحتلال (اسرائيل) الزمن لفرض وقائع جديدة على الأرض، ضاربة بعرض الحائط جميع قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة والمواقف الدولية الواضحة الرافضة لهذه الممارسات.
وأوضح التقرير أن الحكومة الاسرائيلية ماضية بجهود حثيثة لتهويد المدينة المقدسة بكافة الوسائل من طرد للمقدسيين من منازلهم وهدم لبيوتهم ومصادرة أراضيهم وسحب هوياتهم وفرض ضرائب باهظة عليهم، كان آخرها تزايد وتيرة الاستيطان في القدس الشرقية وانتهاكا صارخا لحرمة المقدسات، وتواصلا للحفريات تحت وبجوار الأقصى.
وشدد على أن الأخطار المحدقة في القدس خطيرة، والاعتداءات الاسرائيلية على القدس ومقدساتها قد بلغت ذروتها، كما نشهد الآن تكرار ظاهرة اقتحام المسجد الأقصى المبارك وباحاته من قبل جماعات اسرائيلية متطرفة ومجموعات من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال وحراسة الشرطة، وذلك لأداء شعائر دينية وطقوس تمارس في أعيادهم، واعتدائهم المتكرر بقنابل الغاز والهراوات والغاز المطاطي على المصلين الموجودين في داخل الحرم وباحاته، حيث يشكل ذلك انتهاكا صارخا وفاضحا لحرمة المقدسات الاسلامية ومحاولة خطيرة لفرض سياسة الأمر الواقع مما سيغير من الخارطة الجيوسياسية والدينية واستهدافا للتاريخ.
واوضح أنه وفق استطلاع للرأي أجرته صحيفة يديعوت أحرونوت و"منظمة حيشر" اليهودية فأن ثلثي الشعب الاسرائيلي بنسبة (64%) يريدون إعادة بناء الهيكل وضرورة احياء تواريخ يهودية في الحرم القدسي الشريف.
وقال التقرير: كما تتعمد شرطة الاحتلال الى اغلاقات ليلية لمناطق محددة داخل الأقصى ومنع حراس المسجد من الاقتراب منها ، اضافة الى التقاط صور لمنشآت ومبان داخل باحات الحرم ، مما يعني أن هناك مخططا لتقسيم المسجد الأقصى أو تخصيص أماكن منه لصالح الجماعات المتطرفة وقطعان المستوطنين.
ولفت إلى أن اسرائيل تعمد تزوير الوجه التاريخي الاسلامي والعربي للبلدة القديمة، حيث تخطط الى مصادرة جزء من أرض ملاصقة للمسجد الأقصى من الناحية الشرقية تعود الى مقبرة باب الرحمة الاسلامية في منطقة باب الأسباط بهدف تحويلها الى حديقة قومية يهودية.
وتابع التقرير: واصلت اسرائيل عمليات الحفر تحت وفي محيط المسجد الأقصى المبارك وفي أقصى ساحة البراق ، وهي المنطقة الأثرية المليئة بالآثار العربية والاسلامية، كما تخطط لاقامة مركز سياحي توراتي في الموقع نفسه، وتواصل أعمال حفر النفق الجديد الملاصق للجدار الغربي للمسجد الأقصى للربط بين نفق البراق وأسفل الكنيس اليهودي الواقع في منطقة حمام العين.
وبين أن سلطات الاحتلال تواصل عمليات الاستيلاء على الأبنية والعقارات العربية والاسلامية، ومن أبرزها عقارات في حارة الشرف وأقصى غرب حي المغاربة، وبعض العقارات في أقصى شارع الواد، وأخرى بالقرب من مسجد النبي داوود، كما أعلنت اسرائيل أنها ستجري أعمال تحديث في باب الخليل وباب الساهرة.
وقالت مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية: تستمر الحفريات الاسرائيلية الواسعة في مدخل حي سلوان بمنطقة وادي حلوة تمهيدا لبناء مركز تجاري كبير وموقف سيارات أرضي ونفق يصل الى منطقة ساحة البراق لربطها بالبؤر الاستيطانية بسلوان، بتزامن مع قيام اسرائيل بتغيير أسماء الشوارع من الأسماء العربية الى الأسماء العبرية، حيث غيرت شارع باب الحلوة بسلوان الى شارع معاليه دافيد، وحاي حينوم على شارع وادي الربابة .
وأشار إلى ان بلدية الاحتلال في القدس أصدرت مؤخرا أوامر هدم ادارية بحق أبنية داخل أديرة وكنائس تاريخية في البلدة القديمة كان منهم كنيسة الأرمن الكاثوليكية التي تسلمت أوامر هدم لطابقين منها، هذه الكنيسة التي تعد من أبرز الكنائس المسيحية القديمة التي تقع في طريق الآلام وتضم المرحلتين الثالثة والرابعة من درب السيد المسيح عليه السلام، ويعود تاريخ بنائها الى أكثر من 150 عاما.
وأكد التقرير أن سلطات الاحتلال تواصل عمليات الهدم المبرمجة لبناية المجلس الاسلامي الأعلى في المدينة المقدسة، حيث من المقرر أن تقوم شركات اسرائيلية ببناء فندق على ما تبقى من أنقاض بناية المجلس، كما تواصل انتهاك حرمة مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية بغرض بناء ما يسمى بمتحف التسامح، مشددا على أن هذه الانتهاكات تبرهن على اصرار دولة اسرائيل لالغاء الهوية الاسلامية والمسيحية للمدينة المقدسة.
وبين التقرير أن سلطات الاحتلال تواصل تصعيد سياستها المتمثلة بهدم هدم المنازل الفلسطينية، وتهجير السكان ومصادرة الهويات، ما يعد أبشع أشكال التطهير العرقي، لافتا إلى ان عمليات هدم المنازل والعقارات الفلسطينية تتم تحت حجة عدم الترخيص.
وبين ان عمليات الهدم الاسرائيلية تركزت في أحياء العيسوية وسلوان وبيت حنينا وسور باهر والثوري ورأس خميس، كما فرضت بلدية القدس على العديد من أصحاب هذه المنازل غرامات مالية عالية جدا.
وقال التقرير: تصاعدت مؤخرا أنشطة الاستيلاء على البيوت المقدسية ، حيث تمكنت هذه الجماعات المتطرفة من الاستيلاء على عدد من البيوت بطرد العائلات المقدسية وتمكين المستوطنين من هذه المنازل بمساعدة شرطة الاحتلال والاعتداء على أهلها المقدسيين، وذلك لبناء مستوطنة جديدة باسم شيمعون هتساديك، حيث تم تقديم مخطط للمستوطنة المؤلفة من 200 وحدة سكنية ستقام على 18 دونم .
وشدد تقرير مندوبية فلسطين لدى الجامعة العربية على أن عملية التتطهير العرقي تمارس ضد المقدسيين والوجود الفلسطيني في القدس، بدعم وغطاء وبتواطؤ من القضاء الاسرائيلي والمؤسسسات والدوائر الرسمية الاسرائيلية مع ما تقوم به الجمعيات الاستيطانية المتطرفة، وبوثائق مزورة في البلدة القديمة والشيخ جراح وسلوان، حيث تم الكشف أنه خلال عام 2008 تم تسجيل 120 عقار للمستوطنين بصورة غير قانونية في منطقة باب المغاربة والبؤر الاستيطانية داخل البلدة القديمة، والتي تعود للوقف الاسلامي في محاولة لتغيير الواقع الديموغرافي في هذه المرحلة.
وأضاف التقرير: تعمد سلطات الاحتلال الى تهجير المواطنين المقدسيين بشكل قسري من خلال طرد عائلات من منطقة سكناهم بحجة اقامتهم غير القانونية، حيث ينذر هذا الاجراء بممارسات خطيرة قد تطال ما يزيد عن عشرين ألف مواطن فلسطيني من أبناء الضفة الغربية متزوجين من مواطنات مقدسيات.
وأكد أن اسرائيل تصادر بطاقات الهويات لحرمان المقدسيين الفلسطينيين الذين يعيشون خارج المدينة في مناطق (الضفة الغربية أو خارجها) من وضع المقيم في القدس، وان هذا يعني منعهم بصورة دائمة من القدرة على العودة الى منازلهم ومسقط رأسهم في القدس الشرقية.
وقال التقرير: وفقا لمنظمة حقوق الانسان (بتسيليم) فقد تم مصادرة 8269 بطاقة هوية منذ عام 1967، وعدد 1363 بطاقة هوية عام 2006 فقط ، وهي زيادة بنسبة 500% مقارنة مع السنوات الماضية .
وبين أن عمليات التوسع والتخطيط الاستيطاني تتواصل على أشدها في القدس، بهدف السيطرة على آلاف الدونمات لاقامة مستوطنات جديدة وتوسيع مستوطنات قائمة، وذلك بهدم ربط جميع المستوطنات للتواصل الجغرافي الاستيطاني على الأرض، وتقليص عدد السكان الفلسطينيين في القدس وفصل القدس عن الضفة الغربية.
وأكد أنه وفقا لتوثيق جهات معنية بمتابعة الاستيطان ومؤسسات حقوقية، فقد وضعت اسرائيل في عام 2008 خططا متقدمة لبناء 9617 وحدة سكنية في المستوطنات الاسرائيلية في القدس الشرقية بما في ذلك مشاريع تخطيط مدن لـ 4370 وحدة سكنية في القدس الشرقية بما في ذلك 620 وحدة في تالبيوت الشرقية، و2653 في مستوطنة جبل أبو غنيم "هارحماة"، و759 وحدة في "بيسغات زئيف"، و388 وحدة في "راموت"، اضافة الى فنادق ومقرات سكنية في غيلو، كما تخطط اسرائيل في توسيع مستوطنة "نيفيه يعقوب".
وبين أن إسرائيل تستعد لتنفيذ أكبر مشروع استيطاني يشمل 14000 وحدة سكنية غرب مدينة القدس، حيث سيتم المصادقة خلال الأسابيع القادمة لبناء أكبر تجمع استيطاني على الأرض المحتلة لعام 1967، حيث تم اعداد هذا المشروع من قبل وزارة الداخلية الاسرائيلية مع بلدية القدس لاستيعاب عدد 40000 مستوطن على مساحة أراض تصل الى 3000 دونم ، وسيقام هذا المشروع على أراضي قرية الولجة جنوبي غرب مدينة القدس.
وقال التقرير: كما تواصل اسرائيل توسيع مستوطنة معاليه أدوميم التي يسكنها 37000 مستعمر يهودي ، حيث تم الاحتفال بوضع حجر الأساس لبناء مستعمرة جديدة على أراضي المواطنين الفلسطينيين المقدسيين من أراضي قرى الطور وعناتا والعيزرية وغيرها التي استولى عليها الاحتلال تحت اسم 'E1' والتي تزيد مساحتها عن 12500 دونم.
وبشأن المستوطنات داخل البلدة القديمة في القدس ومحيطها، بين أن البناء الاستيطاني يجري في مواقع متعددة داخل وحول البلدة القديمة في القدس الشرقية، حيث تخطط اسرائيل الى اقامة قوس حول البلدة القديمة في القدس يمتد من الشيخ جراح (من مقر شرطة الحدود) عبر شمعون هتساديك، وفندق شبرد (مقر الشرطة الاسرائيلية)، ومركز وزارة الداخلية الاسرائيلية بيت أوروت، وكيدمات زيون، ومعاليه زيثيم، ومركز شرطة جبل الزيتون ، نوف زاهاف الى مستوطنة مدينة داوود في سلوان، كما يتضمن اقتراح بناء مستوطنتين في برج اللقلق وميدان عمر بن الخطاب في البلدة القديمة.
ولفت إلى ان الاحتلال أكمل تقريبا بناء 100 وحدة من أصل 400 وحدة خطط لبنائها في مستوطنة نوف زاهاف في قرية جبل المكبر الفلسطينية ، ويتواصل بناء 66 وحدة في مستوطنة معاليه هازيتيم في منطقة رأس العامود.
وقال: هناك مقترح لبناء 21 وحدة سكنية للمستوطنين، وكنيس على أربعة دونمات تحت اسم مشروع بوابة الأزهار بالقرب من برج اللقلق في الزاوية الشمالية الشرقية للبلدة القديمة، موضحا أن بلدية الاحتلال بالقدس ووافقت على بناء 20 وحدة سكنية من أصل 90 وحدة سكنية لمستوطنة يهودية جديدة ستشمل 6 مباني وكنيس وروضة وحديقة في حي الشيخ جراح في القدس، وستبنى مكان فندق شبرد المجاور لمقر الشرطة الاسرائيلية وفندق حياة (المبني أيضا على أراض فلسطينية مصادرة).
ومن الجدير ذكره إلى أن مندوبية فلسطين استندت في تقريرها الى بيانات صادرة من عدة مؤسسات أبرزها: تقرير صادر حول (القدس، النشاط الاستعماري والسياسات والممارسات الاسرائيلية) صادر عن الجمعية الفلسطينية الأكاديمية للشئون الدولية، بالاضافة إلى خرائط التوسع الاستيطاني حول البلدة القديمة في القدس المحتلة (نيسان 2009) و(تموز 2009)، وخرائط الجدار والمستوطنات الاسرائيلية المحيطة بالقدس المحتلة (نيسان 2009)، وخرائط المنازل الفلسطينية المهدومة في القدس المحتلة منذ مؤتمر أنابوليس، وخرائط شارع الطوق الاستيطاني المحيط بالقدس المحتلة (شباط 2008).