الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرجوب يدعو حماس لوقف "المهزلة "والتحريض ضد الرئيس

نشر بتاريخ: 08/10/2009 ( آخر تحديث: 08/10/2009 الساعة: 23:01 )
رام الله - معا - دعا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب حركة حماس الى وقف استمرار ما وصفه بـ" المهزلة" والتحريض ضد الرئيس محمود عباس وحركة فتح وقياداتها، مؤكدا ان "التطاول على فتح وقياداتها لن يخدم لا فتح ولا حماس".

وقال الرجوب خلال مؤتمر صحفي بوزارة الاعلام في مدينة رام الله:" حركة فتح تنتظر عمل لجنة التحقيق التي شكلها الرئيس عباس حول قضية تقرير غولدستون، مضيفا "إذا تبين لنا أن هناك خطأ مقصود لضرب فعالية هذا التقرير، لن نتساهل مع من يخرج هذا التقرير عن مضمونه".

واكد الرجوب استعداد حركة فتح لتشكيل اطار فلسطيني وتوفير قاعدة البيانات والمعلومات المرتبطة بعدالة القضية الفلسطينية على المستوى الاقليمي والعربي والدولي على هذا الصعيد، مشددا على ان التحريض والاساءة والتشهير الحاصل لن يخدم لا حركة حماس ولا حركة فتح بل تساهم في اضعاف الكل الفلسطيني وامكانيات تحقيق الوحدة الوطنية والاضرار بالمصلحة الوطنية العليا للشعب والقضية الوطنية برمتها.

واشار الرجوب الى المزاج الايجابي الذي ترتب على زيارة مشعل للقاهرة وجدد الامل بان هناك فرص للتوصل الى صيغة وحدة وطنية ووحدة ادوات الفعل والنضال الوطني الفلسطيني كاساس وهدف استراتيجي لانجاز مشروع التحرر الوطني وانهاء الاحتلال.

واضاف: "لا يوجد هناك إمكانية لاي فلسطيني ان يتجنب الحديث عن تداعيات تقرير غولدستون"، موضحا ان حركة فتح ترى في هذا التقرير شهادة حية ومقنعة لادانة الاحتلال الاسرائيلي وتوظيفه لملاحقة الاحتلال على الجرائم التي ارتكبتها وهذه مسؤولية كل الشعب الفلسطيني، مضيفا ان قرار حركة فتح وتوجهها هو المشاركة في هذا الجهد لا بل قيادة الجهد باتجاه المستوى الاقليمي والدولي وتطلع الحركة ان يكون جزء من استراتيجية وطنية فلسطينية لادارة الصراع مع الاحتلال لمواجهة الاحتلال بما في ذلك العمل على المستوى الدولي بجهد مشترك واليات موحدة تشارك فيها كل القوى السياسية بمعزل عن التناقضات او الانقسامات الموجودة وبعدا عن كل التجاذبات سواء كانت فصائلية.

وقال الرجوب:" عدالة قضيتنا تحتم علينا توحيد الجهد في هذا المجال وعندنا هذا التقرير وعندنا قرار محكمة لاهاي والكثير من الادانات الدولية والكثير من قاعدة البيانات التي تبرر ان يكون هناك جهد فلسطيني على كل المستويات وفي المحافل تحت عنوان العمل على سحب الشرعية عن اسرائيل، فيما اذا استمرت في التنكر لتنفيذ الشق الثاني من القرار الاممي الذي يؤكد على اقامة دولة فلسطينية يموجب هذه الشرعية".

واضاف: "اسرائيل منذ عام 1948 تعمل من اجل ان لا يكون هناك دولة فلسطينية ولذلك فانه من حقنا العمل باتجاه يقوم على انه اذا لم تقبل اسرائيل بالشق الثاني من الشرعية الذي فيه ايضا شهادة ميلادة لدولة فلسطينية فانه لابد من جهد فلسطيني بهذا الاتجاه لتفعيل العامل الاقليمي والدولي وفق معطيات ومسلسل من الجرائم والذي آخره ما حصل في غزة".

واشار الرجوب الى انه :" من الواضح ان هناك خطأ حصل في ادارة واليات معالجة تفعيل هذا التقرير ولكن هناك قرار اتخذه الرئيس ابو مازن بتشكيل لجنة ونحن في انتظار نتائج هذا التحقيق، واذا كان هناك خطأ مقصود وله علاقة بضرب فاعلية هذا التقرير بمفهومه الأخلاقي والإسلامي لصالح قضيتنا فإنني أقول نحن في حركة فتح لن نتسامح مع من يفرغ هكذا تقرير مضمونه ودوره وفاعليته".

وشدد على "ان هذا لا يبرر الاستمرار هذه المهزلة والتحريض الذي لن يأتي بفائدة لاحد ونحن جاهزون من يوم غد تشكيل اطار فلسطيني لتفعيل العامل الإقليمي والدولي وفق قواعد البيانات المتوفرة لدينا والمرتبطة بإقناع المجتمع الدولي بعدالة القضية والظلم الذي يلحق بالشعب الفلسطيني خاصة الجزء المرتبط ومصدره بالاصل هو اسرائيلي من خلال التسريبات والتي أصبح للأسف البعض يرددها وكأنها حقائق".

واكد ان الجانب الإسرائيلي يسعى الى ضرب المناعة الوطنية كمقدمة لكسر الإرادة السياسية في الشعب الفلسطيني"، مبينا ان امام الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية 3 استحقاقات: الاول مواجهة هذا التصعيد غير المسبوق الرامي الى احداث تغييرات جغرافية وديمغرافية في شرق القدس وبقية الأراضي الفلسطينية من خلال الاستيطان واستهداف المسجد الاقصى، الثاني: مرتبطة بالعملية السلمية وهذا الجهد الاقليمي والدولي الذي تقوده اميركا والذي اتضح خلال الايام الماضية بان ادارتها بدأت تنحرف عن البوصلة الصحيحة في موقف متميز ومتحيز للشرعية الدولية"، مشيرا الى ان الاستحقاق الثالث هو استحقاق المصالحة الوطنية الذي تقوده مصر حيث نشأ تفاؤل ايجابي بعد زيارة مشعل للقاهرة وتصريحاته الايجابية.

وأوضح ان حركة فتح تؤكد على جاهزيتها لبناء جبهة وطنية تشارك فيها كل القوى السياسية على قلب رجل واحد لمواجهة هذا التصعيد والتصرف على اساس انه لا يوجد هناك انقسام وقال:" نحن في فتح مستعدون ان نضع أنفسنا في هكذا معركة تقودها كل القوى السياسية".

وحول موضوع العملية السلمية، قال الرجوب فان حركة فتح اكدت بانه لن يكون هناك مفاوضات ولن يكون هناك استئناف للمفاوضات دون ربطها مع وقف وتجميد لكل العمليات الاستيطانية، بما في ذلك في شرق القدس ودون الاقرار بمرجعيات لعملية السلام التي يجب ربطها مع قرارات الشرعية الدولية التي أصدرت شهادتين ميلاد واحدة لقيام اسرائيل واخرى لقيام دولة فلسطينية.

وبخصوص المصالحة الوطنية، اكد ان الحركة مستعدة لدعم كل ما من شأنه انجاح المصالحة الوطنية، مشددا ان استمرار الانقسام هو مصلحة إسرائيلية وتكريسه هو مصلحة لمن لا يريد ان يكون هناك دولة فلسطينية وهوية وطنية.

وتابع الرجوب ان إضعاف حركة فتح هو إضعاف لكل القوى الوطنية وان الوحدة يجب ان ترتكز على وحدة البث والخطاب السياسي الوطني بمكونات الوحدة الاربعة التي تقوم على اساس وحدة الوطن والشعب والقضية والقيادة على رأسها منظمة التحرير الفلسطينية التي تعتبر طريق الجميع للشرعية الإقليمية والدولية.

وقال:" لا احد يفكر انه بإمكانه الحصول على شرعيات من تحت الطاولة"، مشددا على ان الطريق للشرعية الإقليمية والدولية هي الوحدة ورؤية وإستراتيجية مرتبطة بالعمل السياسي والوطني وتقر بان الدولة الفلسطينية تقدم مساهمة في الاستقرار الإقليمي والعالمي.

وشدد الرجوب على ان حركة فتح ترى بان الانتخابات هي المدخل للشرعية الوطنية وهي الوسيلة الحقيقية لإنهاء الانقسام وتحقيق وحدة النظام السياسي.

واكد على اهمية معالجة موضوع السلاح والأجهزة الأمنية، حيث رأى ان إساءة استخدامها بشكل كرس الانقسام والاستهانة والاستخفاف بالنظام والمصلحة من خلال الاقتحام الذي حصل لمؤسسات السلطة في 14 -6-2007 بما في ذلك مقر الرئاسة الذي كان ويجب ان يبقى رمز للوحدة وعنوان لها ومظلة لكل من يقر بوحدة الشعب والقضية.

واعرب عن اعتقاده بان إعادة بناء الأجهزة الأمنية من موقع بناء عقيدة وطنية وتحديد مهام واليات ورقابة للأجهزة الأمنية وفصلها وبناء سور بينها وبين الفصائل والتجاذبات السياسية الموجودة، وترتكز على مفاهيم وطنية واليات رقابة سياسية وذاتية وقضائية وتشريعية "، مؤكدا ان لحركة فتح رؤية في هذا الموضوع وهي تقبل باي نموذج ايجابي لاي نظام سياسي فيه تعددية في العالم.

واكد الرجوب على أهمية الاتفاق على وحدة المفهوم للمسألة النضالية، قائلا:" لا يصح ان تكون المقاومة وسيلة لخداع الرأي العام ولا وسيلة للتشكيك في وطنيات وانتماءات أي قوى سياسية، وان المقاومة بالنسبة لنا مازالت خيار استراتيجي" مضيفا ان تضحيات الحركة هي التي مهدت لمجمل هذه الانجازات باتجاه اقامة الدولة وتحقيق الهوية الوطنية.