الأحد: 22/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

سياسيون:هناك فرصة حقيقية لإنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة

نشر بتاريخ: 08/10/2009 ( آخر تحديث: 08/10/2009 الساعة: 13:48 )
غزة- معا- أكد سياسيون وممثلون القوى السياسية والمجتمعية والأكاديمية وإعلاميون ومثقفون على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية بين شطري الوطن وإنهاء حالة الانقسام والتجاذبات السياسية وذلك خلال مؤتمر "تعزيز دور المجتمع في استعادة الوحدة الوطنية" الذي نظمه بال ثينك للدراسات الإستراتيجية في مدينة غزة.

وشددوا على أهمية استغلال هذه الفرصة الحقيقية التي قدمتها جمهورية مصر العربية في إنهاء حالة الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية في 25 أكتوبر.

وتحدث عمر شعبان رئيس "بال ثينك" عن المجهود الفلسطيني الذي يحترق ذاتيا في صراع داخلي لم يجلب سوى المزيد من الكوارث والصراع الدائر بين القوى السياسية والتنافس للوصل إلى سدة الحكم تحول من صراع مع الاحتلال إلى صراع داخلي في البيت الفلسطيني الذي أعطى الاحتلال ما لم يكن يحلم به طوال الثلاثين عاما السابقة.

وقال شعبان:" ها هو الاحتلال يسابق الزمن بحملات الاستيطان واستكمال الجدار وبناء الوحدات السكنية في القدس وغيرها مستغلا غيابنا وانشغالنا في خلافتنا الداخلية هذا الانقسام والاقتتال الذي أصاب قضيتنا العادلة أضاع ثمار سنوات النضال في مواجهة الاحتلال ومعاناة الأسر والأسرى في السجون"، داعيا أن يكون يوم 25 اكتوبر يوم الانطلاق نحو المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية.

من جانبه تطرق جون دانيال روخ الممثل الخاص لسويسرا في الشرق الأوسط الذي أبدى اهتماما كبيرا لحضور المؤتمر في غزة إلى دور الحكومة السويسرية في رأب الصدع في الساحة الفلسطينية بشكل نزيه ومحايد بكافة الاتجاهات، مشددا أن الفلسطينيون أضاعوا الكثير من فرص المصالحة الوطنية.

كما تحدث في المؤتمر مهيب المصري رئيس هيئة المستلقين في جلسات المصالحة الوطنية أثناء زيارته إلى مدينة غزة قادما من نابلس، متمنيا أن ينتهي الحوار القادم في القاهرة بحل كافة الإشكاليات والصراع الدائر بين الفصائل الفلسطينية وان تكون مصالحة حقيقية وطنية من اجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

د. مهدي عبد الهادي مدير مؤسسة باسيا في القدس تطرق عبر الفيديو كونفرس الى الحالة الفلسطينية الضائعة بين الفصائل والأحزاب السياسية التي كان لها دور كبير على مر الزمان في الوقوف أمام تهويد القدس والاستيطان وإفشال ما يحاول الاحتلال تمريره لتدمير الفلسطينيين، مؤكدا ان الفلسطينيين يغرقون نوما في اقتتال داخلي" ما يحدث الآن هو ضياع للهوية الفلسطينية بشكل مدروس وممنهج بتغطيه دولية والحجة الانقسام الفلسطيني ولا يوجد شريك فلسطيني حقيقي".

من جانب آخر دعا الصحفي والإعلامي هاني حبيب خلال ورقته التي قدمها "دور الإعلام في المصالحة الوطنية" بضرورة استغلال وتجيير كافة وسائل الاتصال الجماهيري من إعلام مقروء ومسموع ومرئي نحو ثقافة الحوار والمصالحة الوطنية لتعزيز ثقافة الحوار وقبول الآخر ورفض التعبئة الحزبية الخاطئة التي تدمر الوطن وثقافة التعصب وتعزيز دور الإعلام الوطني.

أما عماد الإفرنجي رئيس منتدى الإعلاميين الفلسطينيين إلى ضرورة وجود مجلس أعلى للإعلام لمراقبه الإعلام الفلسطيني والإشارة إلى المخطئ والمحرض إعلاميا.

وفي ورقة عمل أخرى قدمها الباحث علا أبو طه حول دور مؤسسات المجتمع المدني في تحقيق المصالحة أكد على مدى مساهمة مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في تحقيق المصالحة من خلال المبادرات التي قدمت للمجتمع الفلسطيني ولكن انجاز المصالحة يفوق قدرات وإمكانات مؤسسات المجتمع المدني.

وعن دور المقاومة والتفاوض التي تحدث عنها الباحث التنموي تيسير محيسن بين ان التفاوض عبثيا والمقاومة مفرغة من أهدافها والانقسام الفلسطيني يفشل جميع الأطراف المقاومة والمفاوضة مطالبا بإعادة الاعتبار للقضايا الوطنية الحقيقية بما يخدم مشروع التحرر الوطني.

وفى خلال الجلسة الثانية للمؤتمر استعرض الخبير الاقتصادي مازن العجلة الخسائر الفادحة التي ترتبت على العدوان الإسرائيلي في الأرواح والممتلكات والمرافق العامة.

وعلى صعيد التطورات لما بعد الحرب تحدث العجلة عن المبادرات في كل من الضفة وغزة ومن أهمها، برنامج الدعم النقدي الطارئ، وبرنامج إعادة اعمار السكن الخاص، إضافة لبرنامج إعادة بناء مرافق القطاع الخاص، وبرنامج إعادة بناء مرافق القطاع الزراعي وقطاع الثروة الحيوانية وصيد الأسماك. كذلك تم إعداد الخطة الوطنية للإنعاش المبكر وإعادة اعمار غزة، وإعداد التقديرات شبه النهائية للخسائر الاقتصادية .

وخلال تعقيب د. غازي حمد رئيس هيئة المعابر في قطاع غزة على ورقة "رؤى لإدارة معابر قطاع غزة" اكد أن إغلاق المعابر مشكلة خطيرة لابد من الانتهاء منها بشكل فوري وعاجل وان المعابر هي لتسير حركة المواطنين والمسافرين، داعيا الى حل أزمة المعابر خلال اتفاق المصالحة الوطنية القادم.

وفي النهاية تمنى المستشار السياسي في خارجية المقالة احمد يوسف أن تكون جولة المصالحة الأخيرة في القاهرة مسك الختام ونهاية جولات الحوار في القاهرة والتوصل إلى اتفاق وطني حقيقي وضرورة إلزام الجانبين بقرارات حاسمة تفض النزاع والصراع وتمكن من استعادة الوحدة الوطنية.