الأحد: 29/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض:الجدل حول غولدستون يجب ألا يتحول لبوابة لتدمير المشروع الوطني

نشر بتاريخ: 08/10/2009 ( آخر تحديث: 09/10/2009 الساعة: 06:49 )
بيت لحم - معا - قال رئيس الوزراء د. سلام فياض أن هناك الكثير من الجدل المحتدم حول قضية تقرير غولدستون في الساحة الفلسطينية، "وأن الكثير مما قيل ويقال في هذا الأمر مبرر ومفهوم، بل ونقوله نحن جميعاً وتقوله القيادة الفلسطينية بدءاً بالأخ الرئيس أبو مازن. ولكن أيضاً هناك الكثير مما قيل ويقال حول هذا الموضوع ما لا يمكن اعتباره أو النظر اليه إلا تصيداً، مما قد يشكل بوابة للاطاحة بالمشروع الوطني وتدميره".

وفي هذا السياق أشار فياض أنه وبالقدر الذي تعكس فيه طريقة التعامل مع تقرير غولدستون ضعفاً على الساحة الفلسطينية، فإن الجواب على ذلك يكمن في رص الصفوف، وأن الاستخلاص الرئيسي لمعالجة هذا الضعف يتمثل في ضرورة الاسراع في إنهاء الانقسام وتوحيد الوطن، وليس التهرب من هذه الاستحقاقات، خاصة أن هناك جهداً حقيقياً لاستخلاص العبر من قضية جولدستون، ومعالجة تداعياتها.

وأضاف" إنطلاقاً من ذلك كله فإنني لا أفهم إطلاقاً، ولا يفهم أبناء شعبنا، الدعوة لتأجيل المصالحة الوطنية. وقال "إنني ادعو إلى التبصر والتعقل، فالمطلوب في إطار استخلاص العبر الإسراع في إنهاء الانقسام وليس تلك الدعوات والمنزلقات التي لا تؤدي إلا الى إدامته، وتعرض المشروع الوطني للخطر".

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء في بلدة عرابة خلال مشاركته في حفل اختتام المرحلة الأولى من المشاريع التي تم تنفيذها بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي شملت مشاريع أبنية مدرسية وغرف صفية، وتعبيد شوارع وطرق رابطة، وإنشاء شبكات للمياه، وغيرها من مشاريع البنية التحتية.

و أكد فياض على أن كافة الجهود المبذولة من السلطة الوطنية في كافة المواقع تهدف الى تعزيز تمكين المواطنين من الصمود والبقاء وحماية أرضهم.

وأضاف: إننا في السلطة الوطنية ننفذ هذه المشاريع ضمن أهداف محددة توصلنا الى تحقيق مشروعنا الوطني كما ورد في وثيقة برنامج الحكومة، وينبغي على الجميع العمل بما يصب في هذا الاتجاه من خلال الجهود المتكاملة التي تتكاتف فيه كل الفئات لتحقيق الرؤية الواضحة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة.

ووجه رئيس الوزراء التحية إلى كل أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، وخص بالذكر أبناء دير عمار الذين قام المستوطنون بحرق أشجار الزيتون في أراضيهم.

وجدد فياض مطالبته المجتمع الدولي من أجل تحمل مسؤولياته في إلزام إسرائيل بوقف إرهاب المستوطنين،

وأضاف " إن ما يجري في هذه القرى أمر غير مقبول ومرفوض كلياً خاصةً ما يقوم به المستوطنون من إرهاب"، وقال " هم يقطعون ونحن سنزرع "، "هم يهدمون ونحن سنبني". ودعا كل الضيوف الأجانب إلى المشاركة بموسم قطف الزيتون، تعبيراً رمزياً على مساندة شعبنا وحقه في حماية أرضه وإنجاز مشروعه الوطني المتمثل بإقامة الدولة المستقلة على حدود عام 1967، بما يشمل قطاع غزة والقدس.

وأضاف: " نحن شعب سجل بصموده الأسطوري ومنذ عقود من الزمن مثالاً للإصرار على نيل حقوقه والبقاء والاستمرار، وأن هذا الصمود هو ما وفر لنا النظرة الحقيقية للوصول إلى ما نسعى إليه لتحقيق أهدافنا للوصول إلى دولة مستقلة كاملة السيادة على حدود عام1967 وعاصمتها القدس الشريف.

وشدد فياض على أن بلورة هذه المشاريع جاء من خلال جهد ووعي جماهيري، وما كان لنا أن ننفذ ما هو مطلوب منا إلا من خلال التكاتف ومن خلال المساعدات المقدمة من أشقائنا العرب وأصدقائنا في المجتمع الدولي والذين أتقدم لهم جميعاً بالشكر الجزيل، واستدرك قائلاً "ان هذه المساعدات، على أهميتها في هذه المرحلة لا تمثل جوهر ما نطلبه ونتوقعه من المجتمع الدولي والقوى المؤثرة فيه كاللجنة الرباعية، وخاصة الولايات المتحدة.

وتابع يقول "ما نطلبه منهم هو الوقوف المبدأي إلى جانب الشرعية الدولية ومبادئ القانون الدولي، ما نطلبه منهم هو إلزام اسرائيل بمتطلبات القانون الدولي. فلا سلام مع الاستيطان، ويجب أن يكون هذا واضحاً للعالم بأسره". وأضاف: "هناك متطلبات أخرى أكدت عليها خطة خارطة الطريق وفي مقدمتها وقف كافة الأنشطة الاستيطانية خاصةً في مدينة القدس ومحيطها، ووقف الاجتياحات الإسرائيلية، بالإضافة الى رفع الحصار وخاصةً عن شعبنا في قطاع غزة، والتقيد باتفاقية العبور والحركة لعام 2005".

وقال: "إن ما نقوم به من مراكمة لهذه الانجازات يهدف الى إنهاء الاحتلال واقامة الدولة. فنحن نتحدث عن منظومة للتنمية كرافعة لإنهاء الاحتلال. فلا يعقل أن يلتقي مشروع تحقيق هدفنا الوطني وجهود التنمية مع الاحتلال والاستيطان، ونأمل أن ننجز ما هو مطلوب خلال العامين القادمين لتحقيق حلم الاستقلال وإقامة الدولة".

وثمن رئيس الوزراء الجهود المبذولة في كل المواقع لانجاز كل ما يتعين انجازه من اجل تمكين المواطنين من الصمود والثبات كجهد حقيقي ومساهمة فاعلة لإنهاء الاحتلال، وإقامة الدولة.

وقال: "ما نقوم به من مشاريع لا يهدف لتجميل الاحتلال بل إلى انهائه"، وأضاف : "إننا نقوم بتنفيذ المشاريع كرافعة لإنهاء الاحتلال و بناء الدولة المستقلة وتحقيق المشروع الوطني بكل مكوناته. فكل هذه المشاريع التي تشمل الخدمات كالتعليم والصحة والبنية التحتية والأمن والقضاء وغيرها من الخدمات تشكل جهداً حقيقياً لبناء دولة المؤسسات".

وأشار رئيس الوزراء إن السلطة الوطنية لا تخطط لإقامة دولة قائمة على أساس المساعدات الخارجية، بل نتطلع إلى دولة تكون قادرة على تنفيذ كافة الاحتياجات ذاتياً، مؤكداً أن اعتماد السلطة الوطنية على هذه المساعدات لن يستمر الى الأبد، بل أنها تساعد شعبنا لحين الوصول إلى ما يمكِّننا من الاعتماد التام على قدراتنا الذاتية.

وحضر الحفل اختتام وزير الاسكان الأشغال العامة د.محمد اشتيه، ووزير التخطيط والتنمية الإدارية د.علي جرباوي، ومحافظ جنين قدوره موسى، ورئيس بلدية عرابة أديب العارضة، وأعضاء المجالس المحلية والقروية، وقادة الأجهزة الأمنية، وعدد من الشخصيات الرسمية والأهلية في المحافظة، بالإضافة إلى القنصل الأمريكي العام السيد دانييال روبنشتاين والسيد هاورد سومكا رئيس الوكالة الأمريكية للتنمية.

وافتتح رئيس الوزراء في وقت لاحق عدداً من المشاريع في بلدتي جلبون" و"فقوعة" شملت مشاريع تعبيد وتأهيل طرق داخلية بالإضافة إلى مبنى المجلس المحلي لبير الباشا، واجتمع مع أعضاء المجلس المحلي في البلدة.

وفي ختام جولته، عقد رئيس الوزراء اجتماعاً مع أعضاء مجلس الخدمات المشترك لقرى شمال شرق جنين في بيت قاد الشمالي، والذي يضم دير غزالة، جلبون، فقوعة، الجلمة، عرانه، عربونة، بيت قاد الشمالي والجنوبي، عابا الشرقية، ودير أبو ضعيف، وقد بحث معهم خلاله الاحتياجات الهامة والضرورية لمواطني تلك القرى والبلدات، ومن ضمنها شبكات المياه والكهرباء وتعبيد الطرق، بالاضافة إلى آليات تطوير دورهم في مجال الخدمات البلدية.