خرّج 6 آلاف منهم- هنية حفظة القرآن هم الجيش القادم الذي سيحرر القدس
نشر بتاريخ: 10/10/2009 ( آخر تحديث: 10/10/2009 الساعة: 10:47 )
غزة- معا- اعتبر اسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال أن الالاف من حفظة القرآن الكريم الذين تشرف حكومته على تخريجهم في غزة سيكونوا الجيش القادم والمحرر للأقصى المبارك من الاحتلال الاسرائيلي.
وقال: "إن الحصار الذي تفرضه اسرائيل على المسجد الاقصى زاد الناس إيمانا وصبرا من خلال امتلاء المساجد بالناس وتخريج آلاف الحفظة ومواجهة اكبر جيش في المنطقة والانتصار عليهم" آملا في الوصول للمسجد الأقصى.
جاءت تصريحات هنية خلال مهرجان كبير نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية المقالة في منتزة المحطة بمدينة غزة احتفالا بتخريج 6 آلاف حافظ وحافظة للقرآن، ضمن مخيمات الفرقان وكنز الحفاظ لتثبيت القرآن في ستين يوما تحت عنوان " فوج الفرقان… للقدس عنوان".
وحضر المهرجان رئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية ووزير الأوقاف والشؤون الدينية بالحكومة المقالة د. طالب أبو شعر والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر إلى جانب حشد كبير من رجال الدين والدعاة والعلماء وأساتذة الجامعات ووزراء الحكومة وأعضاء المجلس التشريعي ولفيف من الشخصيات النسوية بالمجتمع الفلسطيني.
وتخلل الحفل عدد من الفقرات والنشيد الهادف والاستماع إلى عدد من الأصوات الندية وتوجيه عدد من الأسئلة للمتسابقين حباهم الله بمعجزة تفصيل كامل لكتاب الله إلى جانب مسرحية معبره عن الوضع الراهن في ظل الحصار.
وأضاف هنية "أن ما نشهده في هذه المسيرة القرآنية ليس بمنقطع عن المشروع الإسلامي والتحرري ومشروع العودة للقدس وأراضى فلسطين"، مضيفا "بل إن أهم عوامل القوة والصمود في وجه العدو لتحقيق النصر هو العمل على بناء الإنسان الفلسطيني المسلم الملتزم بما أمر الله تعالى في كتابه".
واعتبر أن هذه القوافل من حفظة القرآن قوافل للنصر والتحرير والفتح للمسجد الأقصى، مشيرا إلى أنهم الأقدر على المسير نحو تحرير القدس والأسرى والحفاظ على شرف الأمة.
وقال: "إن المسجد الأقصى أمانة في أعناقنا نحن المحاصرين في قطاع غزة لأنها تمثل ذات الرسالة والأمانة التي حملها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام عندما كان محاصر".
وأشاد هنية بجهود وزارة الأوقاف المقالة ممثلة بوزيرها د. طالب أبو شعر على دورهم وجهودهم الحثيثة في رعاية الحفظة ومتابعتهم وترسيخ قيم المبادئ الإسلامية لديهم ليكونوا البوصلة الموجهة نحو طريق التحرير.
وتقدم هنية لكل الحفظة والحافظات بالتهنئة القلبية آملا من الله عز وجل أن يثبت كتاب الله في الصدور وان يعينهم على تطبيق آياته والعمل به خالصا لوجه الله.
بدوره قال أبو شعر: "إن من أعظم نعم الله على المسلمين أن بعث فيهم رسولا من أنفسهم يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ليخرجهم من الظلمات إلى النور".
وتابع "إن هؤلاء الحفظة هم من حفظهم الله وحباهم حفظ كتابه" مشيرا إلى أن هناك من يحفظ القرآن في السطور ولكن هذا الجيل حفظ القرآن في الصدور حيث رغب الرسول بحفظ القرآن وتعلمه مستشهدا بقول رسولنا الكريم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
وأشار وزير الأوقاف بان مشروع مخيمات الفرقان انطلق من رحم وزارة الأوقاف برعاية الحكومة الفلسطينية المقالة، "حيث تشرفت الوزارة بالقيام برسالتها نحو كتاب الله على أكمل وجه وذلك من خلال العناية بمراكز التحفيظ التي تخرج الآلاف سنويا".
واستعرض أبو شعر خلال حديثه أهم انجازات ونشاطات وزارة الأوقاف، مشيرا إلى تخريج حوالي 2000حافظ وحافظة في العام الماضي بمخيمات القرآن والاحتفال اليوم بنفس الزمان والمكان بتخريج 6000 حافظ وحافظة والتي جاءت ضمن المخيمات الصيفية التي عقدتها الوزارة بكافة محافظات القطاع وسجون الاحتلال وتم تسميتها بالفرقان توثيقا للعلاقة بالقرآن ومعركة الفرقان.
وأشار أبو شعر إلى انه تم تفعيل دوائر ديوان الحفاظ حيث تمثل المشروع الاستيراتيجي للوزارة والتحاق حوالي 1500 حافظ وحافظة بتلك الدوائر إلى جانب إنشاء قسم القراءات القرآنية بكلية الدعوة الإسلامية حيث يعتبر القسم الأول من نوعه المتخصص والوحيد بهذا المجال في فلسطين حيث يمنح الطالب درجة البكالوريوس في مجال القراءات القرآنية.
وتابع "قامت الوزارة بإنشاء قسم السنة النبوية من اجل البدء في تحفيظ السنة النبوية والسير في اتجاه التعليم الشرعي وجعل المساجد الرئيسية مراكز لتعليم الشريعة والعمل على تخريج ما يقارب 300 شخص على مستوى القطاع ضمن دورة بعنوان "التوحيد أولا" وعقد مسابقة الأقصى المحلية التاسعة وتكريم المتميزين منهم.
وبين أبو شعر أن مشروع مخيمات الفرقان بلغت تكلفته حوالي مليون ونصف دولار وهو ما اعتبره قليل أمام هذه المهمة العظيمة مشيرا إلى انه منذ بداية الإعلان عن تلك المخيمات أقبل عليها عدد كبير من الطلبة والطالبات.
وأشار إلى أن هناك نماذج تميزت خلال فترة التحفيظ حيث أتم طلبة في سن الثامنة والتاسعة وكبار السن حفظ القرآن وهناك من حفظ في اليوم الواحد ما يقارب 30 صفحة وهناك اسر كاملة حفظت القرآن كاسرة أ. جمال السيد محمد حسين والبالغ عددهم 10 ضمن المخيمات وهناك من العائلة الواحد من حفظ منهم 20 طالبا.
وأكد وزير الأوقاف المقال على أن هذا العمل ياتي ضمن التوجه العام للحكومة والتي تسعى لتحرير البلاد والمقدسات، منوها إلى أن اختيار عنوان القدس للاحتفال يمثل ذكرى تدنيس وتهجم على المسجد الأقصى مشيرا إلى أن معركة القدس عظيمة في ظل قيام الاحتلال بحفريات وإقامة كنيس يهودي وهيكلهم "المزعوم" مطالبا في الوقت ذاته لجعل يوم الجمعة القادم يوم غضب على الاحتلال ونصرة للقدس.
من جهته قال د. بحر : "إنه لشرف عظيم وموقف عزة وكرامة لكل مؤمن في فلسطين وخارجها حيث احتفلنا قبل إسبوعين بتخريج 10 آلاف حافظ وحافظة تحت إشراف دار القرآن الكريم واليوم نزداد شرفا بتخريج 6 آلاف حافظ وحافظة لكتاب الله بإشراف وزارة الأوقاف"، مضيفا "فالاحتفال بحفظة كتاب الله يمثل انجازا وانتصارا جديدا للشعب الفلسطيني، لأنهم جيل النصر والتمكين والطريق إلى بيت المقدس فهم أهل الله وخاصته".
وأكد بحر على أن ما يحصل في القدس من تهديد وتهجير وحفر للأنفاق أمام مسمع ومرأى العالم والقادة يمثل موافقة علنية لما يحصل في فلسطين موجها رسالته لاسرائيل بان الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن القدس وانه قادر على الدفاع عنه "لأن القرآن والمقاومة تعانقا للتوجه من اجل تحرير بيت المقدس".
واعتبر أن ما يجرى في القدس ليس ببعيد عن تقرير غولدستون فالمؤامرة تمثل تشجيعا للاحتلال في مواصلة مسلسل الإجرام تجاه القدس والمقدسات الإسلامية ومن اجل استمرار المفاوضات العبثية بين سلطة المقاطعة والاحتلال، داعيا في الوقت ذاته إلى محاكمة الفاعلين والمؤجلين للتقرير وذلك من خلال محاكمات شعبية في فلسطين والدول العربية والإسلامية.
وفي نهاية المهرجان قدم د. أبو شعر درع شكر وتقدير لرئيس الوزراء المقال د. إسماعيل هنية والنائب الأول في المجلس التشريعي د. أحمد بحر على رعايتهم ومتابعتهم لمخيمات الفرقان والحفظة.