أفراح غزة تدمج بين الدرامز الفتحاوي والدف الحمساوي
نشر بتاريخ: 10/10/2009 ( آخر تحديث: 10/10/2009 الساعة: 14:35 )
غزة- خاص معا- على الأرض، يتفق المتخاصمون السياسيون من القاعدة الجماهيرية على امل اتفاق القادة، لا يخلو الأمر من "حرد" البعض إذا لم يعجبه حال الآخرين ولكن بالمحصلة يفرح الجميع في نظام الخلط الجديد بين الفرح الحمساوي والفرح الفتحاوي أو بالعكس.
فأفراح غزة سواء سهرات الشباب ليلة الفرح أو تجمع النساء في صالة العرس، استطاعت أن تجد حلا لاختلاف ضيوفها المتخاصمين باللون السياسي، وكي يفرح الجميع فإن من يرقص على الموسيقى الفتحاوية يجد له مكانا ومن يستهويه الدف الحمساوي يجد له مكانا أيضا وهكذا يخرج الجميع راضياً ويفرح العريس بليلته وضيوفه.
وعلى نغمات الخليط من الصنفين يستطيع العريس التماشي مع ضيوفه، أما البداية فتعود للون العريس السياسي نفسه، فإذا كان فتحاوياً يفتتح الحفل بنشيد فتحاوي تغني للثورة وابو عمار والراية الصفراء، وإذا ما كان حمساوياً فالنشيد يبدأ بتلك الألوان الخضراء والدف ثم سرعان ما تتغير الحال في كليهما لتستمر الحفلة لساعات بتشكيلة وطنية وحدوية قد يدب الخلاف في إحدى فقراتها ولكن الود يسود بالنهاية.
وفي صالات الفرح النسائية فإن المتفق عليه دخول العروسين إلى الصالة على ايقاع يتغنى بأسماء الله الحسنى، يليها الموسيقى اذا ما كان العرس فتحاويا أو الاناشيد الاسلامية إذا كان حمساويا وبينهما يتم الخلط إلى حين مغادرة المعازيم.
وبعد فوز حماس مباشرة بالانتخابات التشريعية لعام 2006 رقصت النساء في صالات الأفراح على نغمات الاناشيد الحمساوية ذاتها مثل "هلا يا صقر القسام" وغيرها، إلا أن الاغاني الاسلامية الحديثة استطاعت أن تتغلب على الأناشيد السابقة ومؤخرا فقد استطاعت حماس وطواقمها الفنية التابعة لها سواء بالداخل أو الخارج أن تستخدم نغمات الأغاني الراقصة الشهيرة في الحفلات العربية وتستبدل كلماتها بكلمات تتسم بالمحافظة و"لا تخدش الحياء" ويطلق عليها بانها "اغاني أفراح إسلامية" مثل: "حبيبي قرب على السنة والكتاب" و"صلي على النبي العدناني" و"بقولوا العزابي يا نيالو والمجوز الله يعينو".
والسبب في هذا الخلط هو انقسام العائلات الفلسطينية الى ألوان الطيف السياسي المتخاصمة فبعض أفرادها حماس والبعض الآخر فتح وقد تشمل العائلة الواحدة كافة ألوان الطيف السياسي فيكون بين الأشقاء والأعمام وأبناء العمومة من هو فتح وحماس وجبهة شعبية وديمقراطية وجهاد اسلامي ومن ليس له علاقة بأي لون سياسي، وبالتالي فإن كل من هؤلاء لديه ضيوفه في حفل العريس وعليه فإن الدمج على ما يبدو أصبح الوسيلة الناجعة الوحيدة امام الاختلاف السياسي الواقع.