البرغوثي يناقش بدائل لانجاح المشروع الوطني
نشر بتاريخ: 10/10/2009 ( آخر تحديث: 10/10/2009 الساعة: 13:10 )
القدس - معا - نظمت جمعية "ابوديس التعاونية للمياه" ندوة سياسية للأمين العام للمبادرة الوطنية د.مصطفى البرغوثي بعنوان "فلسطين على مفترق طرق خيار أم خيارات"، الذي اعتبر أن الندوة تتزامن مع عمليات التطهير العرقي وحملات التهويد المتواصلة في القدس.
وحضر الندوة عدد من الشخصيات الاكاديمية والاجتماعية ووجهاء البلدة وعدد من المهتمين، وقال البرغوثي :" ان الوضع الفلسطيني الآن على مفترق طرق والسؤال الكامن هو أن نكون او لا نكون، في وقت يستدعي منا شحن الهمم والمثابرة وعدم المضي قدما وراء السراب السياسي المسمى سلام".
واعتبر البرغوثي ان اسرائيل تسعى جاهدة لتصفية عناصر القضية الفلسطينة وعلى رأسها القدس واللاجئين وإختزال منظمة التحرير وتحويلها الى سلطة اتفاق اوسلو، وتعميق الانقسام الفلسطيني - الفلسطيني، معتبرا ان مواقف حكومات الاحتلال الاسرائيلي المتعاقبة تشير إلى أن اسرائيل لا تريد حلاً وسطا ولا حلا شاملا بل تريد فرض الاستسلام الاستراتيجي وفق خطة لم تتغير اسسها منذ العام 1948.
التوسع الاستيطاني:
واعتبر البرغوثي أن التوسع الاستيطاني لم يأت بمحض الصدفة، حيث لم تظهر في اسرائيل اية حكومة تنادي بوقف الاستيطان، وتؤكد المعطيات الاحصائية الاسرائيلية أن 81% من الاسرائيليين يرفضون تفكيك المستوطنات، اضافة لخطة "الون" الداعية إلى تكثيف الاستيطان حول القدس ومنطقة الاغوار وسلفيت وشمال الضفة وبيت لحم من أجل تقطيع الوجود السكاني، وكانت النتيجة حسب رأيه ان تحولت مدن الضفة الغربية الى "كانتونات" تمثل جزءا من مخطط الضم والتوسع والتهويد الاسرائيلي وبالتالي يستمر النشاط الاسيتطاني ويبتلع كل يوم مساحات من الاراضي الفلسطينية.
واضاف البرغوثي أن اسرائيل استطاعت ان تضعف الشعب الفلسطيني من خلال الاعلان عن النوايا الحقيقية لمخططاتها دون حسيب او رقيب حيث مكن الانقسام والاقتتال الفلسطيني الداخلي اسرائيل من الامعان في مخططاتها على نحو واضح.
تقرير جولدستون:
كما عرج البرغوثي على تقرير "جولدستون" مشيدا بما اوصفه بصمود الغزيين، وجهود منظمات حقوق الانسان ولجان دولية في كشف جرائم الحرب التي جاءت امتدادا لمنظومة اسرائيلية كاملة في العدوان والتدمير المتواصل على غزة.
ودعا البرغوثي إلى دعم تقرير "جولدستون" والعمل على رفعه الى مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية، لأنه يضع اسرائيل في قفص الاتهام، وبالتالي يمكن محاكمتها ومعاقبتها، معتبرا أن تأجيل البت في التقرير يعني إجهاضه ويمثل دعما غير متناهي النظير لاسرائيل في عدوانها على الشعب الفلسطيني.
ما هو البديل؟
للخروج من هذا المأزق، رأى البرغوثي عددا من البدائل اولها ضرورة الالتفاف على خيار المقاومة الوطنية الجماهيرية الشعبية التي استطاعت ان تنجح في إعطاء نماذج قروية رائدة ينبغي توسيعها مثل قرى بلعين والمعصرة والخضر وارطاس في الضفة.
كما رأى البديل الآخر، انه يكمن في تنظيم حملات دولية لمقاطعة اسرائيل وفرض عقوبات عليها، مذكرا لوجود 57 نقابة عمالية في بريطانيا، استطاعت فرض عقوبات على اسرائيل وتوجية نداء للحكومة بوقف التعاون العسكري معها، إضافة إلى قيام الجامعات الامريكية بسحب استثمارتها من اسرائيل.
ودعا البرغوثي لدعم الصمود الوطني وتعزيز القوة الديمغرافية للشعب الفلسطيني بتحويلها لقوة بشرية عاملة كونها اساس الاقتصاد الفلسطيني.