الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

جامعة القدس المفتوحة بطولكرم تستضيف ندوة حول القدس

نشر بتاريخ: 11/10/2009 ( آخر تحديث: 11/10/2009 الساعة: 14:32 )
طولكرم- معا- نظمت اللجنة الوطنية لأحياء فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية ندوة ثقافية تحت عنوان ( القدس حاضرة الديانات السماوية ) وذلك في حرم جامعة القدس المفتوحة في طولكرم بحضور ومشاركة نائب المحافظ جمال سعيد ومدير منطقة طولكرم التعليمية د.فيصل عمرو ومفتي الديار المقدسة الشيخ عكرمة صبري والمطران عطا الله حنا ومسؤول ملف القدس حاتم عبد القادر وعدد من ممثلي الهيئات والمؤسسات الوطنية وجمهور غفير من المواطنين.

ورحب مدير منطقة طولكرم التعليمية فيصل عمرو بالحضور والمشاركين في اللقاء ، مشيرا ان هذه الندوة تزامنت مع ذكرى انتفاضة الأقصى والذي يبدو ان الانتفاضات من اجله ستستمر بدءا من عام 1929 الى ان يقضي الله أمرا مفعولا يخرج المسجد وهذه المدينة من الأسر.

واكد عمرو، ان معدن القدس وعظمتها هو في تراثها وتعلق أفئدة المؤمنين بها فبالنسبة للمسيحيين العرب هي مدينة مركزية ولنا نحن المسلمون هي أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين موقع الإسراء والمعراج والارتفاع بالمصطفى من الأرض الى السماء فارتبطنا بالقدس هو ارتباط عقائدي.

ودعا عمرو الى وضع إستراتيجية موحدة للدفاع عن القدس وضرورة الدعم المتواصل لأهالي وسكان القدس من خلال دعم التواجد الفيزيائي للفلسطينيين وحولها والذي حافظ على عروبة القدس رغم محاولات التهويد والتزوير لكل الروايات التاريخية مع ما يتطلب ذلك من إمكانيات، فالقدس أولا والقدس أخرا والقدس في الوسط والقدس في التاريخ والقدس في المستقبل.

والقى نائب المحافظ جمال سعيد كلمة نقل خلالها تحيات محافظ طولكرم العميد طلال دويكات للمشاركين في الندوة ولفلسطيني ال48 والمقدسيين الذين هبوا للدفاع عن المقدسات الإسلامية داعيا الدول العربية والإسلامية نصرة القدس والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في معركة الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية وصولا الى تحرير الأرض والإنسان من الاحتلال.

وشدد سعيد على أهمية تحرك المجتمع الدولي لوقف ولجم سياسات الاحتلال الهادفة الى تهويد القدس وتفريغ سكانها منها.

وتحدث مفتي الديار المقدسة الشيخ عكرمة صبري عن تاريخ العرب والمسلمين في الديار المقدسة ، مشيرا ان العرب من أقدم الشعوب الذين سكنوا القدس قبل 7500 قبل الميلاد، وهي مرتبطة جغرافيا بالجزيرة العربية وكانت القبائل العربية تصل الى فلسطين طلبا للكلأ والماء.

وقال صبري، ان سلطات الاحتلال ومن خلال حفرياتها أسفل جدران المسجد الأقصى اكتشفت جدار يعود الى تاريخ الكنعانيين ولم يعثروا على اية دلائل تشير الى اليهود فيها.

وتطرق صبري الى مكانة القدس الدينية ومحاولات سلطات الاحتلال تهويد المدينة المقدسة من خلال جملة من الإجراءات الممنهجة حيث تحاول السيطرة على الساحات العامة في المسجد الأقصى لتكون تابعة لبلدية الاحتلال واستثناء الأماكن المقدسة المغطاة فقط للفلسطينيين.

وأكد صبري ان "انتفاضة" المقدسيين الأخيرة ضد اعتداءات الاحتلال اعطت الإسرائيليين درسا قاسيا مفاده ان المسلمين سيدافعون عن الأقصى بأرواحهم ولن يتخلوا ابدا عنها.

وتحدث المطران عطا الله حنا عن المحاولات المستمرة من قبل الاحتلال لتهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها الإسلامية والمسيحية، مؤكدا ان كل تلك المحاولات ستؤول الى الفشل لان تاريخ القدس العربي اقوى من كل المؤامرات، مؤكدا ان عروبة القدس غير قابلة للتزوير.

وأكد حنا ان أولائك الذين اضطهدوا المسيحية وهي في مهدها وقتلوا اطفال بيت لحم ونهبوا القدس هم ذاتهم اليوم الذين يعذبون شعب فلسطين بأكمله، مؤكدا ان المسيحية المشرقية التي انطلقت من فلسطين منذ القرن التاسع للميلاد ابتدأت مرحلة جديدة في تاريخ المشرق العربي عندما كان لقاء القمة بين قطبي المسيحية والاسلام بين الخليفة عمرو بن الخطاب وصفرونيونس.

وشدد حنا على ان الإسلام الحنيف جزء من حضارة وثقافة وتاريخ المسيحيين وكذلك المسيحية المشرقية جزء من تاريخ وحضارة المسلمين ، مؤكدا ان العلاقات بين المسلمين والمسيحيين علاقة تاريخية وراسخة ، واكد ان المسيحيين والمسلميين سيواصلون نضالهم المستمر جنبا الى جنب حتى تحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية وارض فلسطين من نير الاحتلال.

وقال مسؤول ملف القدس حاتم عبد القادر ان القدس ليست فقط عاصمة ومدينة دينية فقط وانما لها مكونات سياسية واجتماعية وجغرافية وليست عاصمة روحية فقط كما يحاول الاحتلال تصويرها وهي محور يربط شمال وجنوب الضفة الغربية.

وشدد عبد القادر على أهمية اعتبار القدس بشرقها وغربها كوحدة واحدة وهنالك قرار أممي 181 لم يعترف العالم بالقدس الغربية كعاصمة للاسرائييلين.

واكد عبد القادر ان إسرائيل تحاول تحويل مدينة القدس الى عاصمة دينية لكل يهود العالم واستباحة المقدسات الاسلامية ، مشيرا ان الكثير من اليهود كانوا يحملون خياما اثناء محاولتهم دخول باحات المسجد الأقصى الامر الذي يدل على محاولة المتطرفين التخييم داخل باحات المسجد الأقصى من اجل السيطرة عليه.

وحذر عبد القادر الاسرائيلين من مغبة استثارة مشاعر المسلمين الدينية في المسجد الأقصى وعدم القيام بأية تصرفات استفزازية ضد المقدسات الإسلامية.